الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورشة عمل حول دور المجتمع المدني في الحملة الدولية لمقاطعة ( اسرائيل )

أبو زيد حموضة

2010 / 3 / 24
القضية الفلسطينية


نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) واللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة " اسرائيل " وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها فرع ( جامعة النجاح ) بمناسبة الاسبوع الدولي لمناهضة نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ( الأبارتهايد ) .. نظّم ورشة عمل بعنوان : دور مؤسسات المجتمع المدني في الحملة الوطنية والدولية لمقاطعة " اسرائيل " وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها. والمثير للاهتمام أن المتحدثين من فئة الشباب المثقف الواعي المدرك للمرحلة الصعبة، وهم محمد عثمان، منسق دائرة الشباب في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار، وحازم جمجوم، المسؤول الإعلامي للمركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين (بديل) وأشرف على النقاش، أ. سائد أبو حجلة، المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، وبحضور منسقة الحملة من رام الله، هند عواد.
رئيس المنتدى التنويري في كلمته الترحيبية طالب اللجنة الوطنية العليا للمقاطعة الى استصدار سندات قبض باسم الحملة لأنها بحاجة الى جهد ومال لمنهجة العمل وتركيمه لئلا تذهب نشاطات المقاطعة هباء منثورا، وطالب المتحدثين بأخذ تفويض من اللجنة لاحياء فعاليات يوم الارض التي محورها المقاطعة والتي تدخل في مجالات شتى.

هل من دولة قابلة للحياة؟

المتحدث الاول محمد عثمان، أعطى بالكلمة والرقم والصورة والتاريخ، وثائق قيمة أذهلت الحضور، مستهلا مداخلته حول الدولة الفلسطينية ( القابلة للحياة ) التي ينادي بها العدو والصديق، من دايتون لليبرمان لباراك لوزارة الداخلية الامريكية، و(قلق) الدول الاوروبية من جمود عملية السلام وتدعو لدولة فلسطينية " أحادية " عاصمتها القدس.

تساءل عثمان، عن أي دولة نتحدث؟
مشيرا الى الوقائع على الارض التي تسير بغير اتجاه، مستشهدا بالحقائق التالية؛ فطول الشوارع الاستيطانية المسيجة بلغت 1400 كم. وعدد الاشجار التي قطعت منذ 2000 ولغاية 2007 بلغت مليون ونصف شجرة، أما عدد المنازل التي دمرت بشكل كلي أو جزئي فبلغ 72,437 منذ عام2000
لأفتا المتحدث الى مصادرة ما بين 82% -85% من مصادر المياه في الضفة، ومصادرة الكثير من أراضي السلة الغذائية في الشمال ولا ماء للاراضي المتبقية .
ثم أشار الى عزل العاصمة السياحية (القدس) وحصار العاصمة السياحية الثانية (بيت لحم). عدى عن اعلان المناطق الشرقية في الجنوب (بيت لحم والخليل) محميات طبيعية، ومنع الفلسطينيين من حصتهم من البحر الميت. أما الحدود فتبقى تحت السيطرة الاسرائيلية فلا دولة مشاطئة، ولا تجارة دولية ولا داخلية بعد تقطيع أوصال الضفة وحصار وتجويع قطاع غزة.
وقال لا أريد أن أتطرق للجدار الذي بلغ طوله 810 كم والذي سيقسم الضفة الى ثلاث مناطق معزولة عن بعضها ومتصلة فقط عن طريق حاجزين رئيسيين. ويكون داخل المعازل الكبيرة أخرى صغيرة يصل عددها المتوقع 22 معزل متصلة بالأنفاق. يبلغ اجمالي عدد الانفاق 48 نفق. وسيصادر ما مجموعه 46% من مساحة الضفة الغربية.
ولفت الى الجدار الذي يقسم مدينة بيت حنينا لشطرين، بحيث كنت تحتاج خمسة دقائق لزيارة قريب، بيد أنك اليوم تحتاج من 3-4 ساعات عدى عن مرورك على حاجزين عسكريين لنفس المشوار.
واستخلص المتحدث أن الدولة المقترحة ستكون على 12.5% من فلسطين التاريخية وتتكون من أربع معازل. ثلاثة بالضفة وواحدة في غزة.


المستوطنات الصناعية = المناطق الصناعية

وأشار المتحدث عثمان أن الدولة ستكون هي الرافد البشري للعمالة الرثة من خلال المناطق الصناعية في المستوطنات، وهي (12 مستوطنة صناعية في الضفة الغربية يتم توسيعها حاليا من أصل 17 مستوطنة صناعية) وهي لا يتعدى كونها مستوطنات صناعية حدودية جديدة بشراكة (فلسطينية – اسرائيلية – دولية)، والتي لا تستطيع دخولها الا بتصريح خاص للعمل هناك وبيع قوة عملك بالسخرة، أي بمعدل 10ش في الساعة، ومعدل ما يعمله العامل 15 ساعة لسد أود عيشه، وبلا حماية ولا نقابة ولا تأمين، ولا تعويض لساعات عمل اضافية ولا لاجازات ولا تتعامل كأي عامل في العالم يعمل وفق مقايس العمل .
ذاكرا المتحدث أن أي مصاب من العاملين لا يتم نقله الى مستشفيات ( اسرائيل ) وانما الى مستشفيات الوطن المتبقي.

عمالة الاطفال وتدمير الاسرة:

والاخطر، قال المتحدث، هو نسبة عمالة الأطفال لأقل من 16 سنة حيث بلغ 47 ألف طفل في غور الاردن الاعلى، ويقدر بـ 14%، العدد الاكبر من الاطفال هم العاملات، اللواتي لا يتقاضين هم ولداتهم أي أجر، وان حصل ذلك فقيمة أدنى بكثير من البالغين، مشيرا المتحدث، أن هذه المستوطنات الصناعية تسعى الى تدمير العائلة الفلسطينية لذهاب كل أفراد العائلة ( أب، أم، أطفال ) للعمل بها من الصباح للرباح، ( 15 ساعة عمل يوميا )
ونبه المتحدث الى أن هذه المستوطنات الصناعية التي شعارها، التنمية، وخلق فرص عمل، والقضاء على الفقر، انما هي لذر الرماد في العيون، ذاكرا أنها محض اقتصادية لمصلحة الاحتلال، فعلى سبيل المثال، هناك مستوطنتان صناعيتان متلاصقتان، فلسطينية ( اسرائيلية )، الاولى تزود الثانية بالمياه العادمة، الثانية تكررها وتبيعها للاولى كما حدث في الاردن، وحذر المتحدث من هذه المياه التي أحدثت حالة تسمم جماعية في الأردن.

السياحة عام 2007:

وأنهى المتحدث محمد عثمان حديثه بملف السياحة مقارنا العدد بين مدينتي بيت لحم والقدس الشرقية، مفيدا أن 88,416 ألف سائح أقاموا في فنادق بيت لحم، بينما 421,563 ألف سائح أقاموا في الفنادق الاسرائيلية خاصة في القدس ومستوطناتها. أما العوائد السياحية المتوقعة للاقتصاد الفلسطيني ستبلغ 15% من عوائد الآخر في أحسن الاحوال حيث ينفق السائح في (اسرائيل ) 1300$ وفي الضفة بين 300$ الى 500$ كحد أقصى.


المتحدث الثاني، حازم جمجوم
تناول الجانب التاريخي للمقاطعة كسلاح نضالي ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية منذ وعد بلفور. وابان أن الثورة المعاصرة لتركيزها على الكفاح المسلح ما كان لها للتركيز على الاساليب الاخرى من المقاومة، كالمقاطعة، حتى التوقيع على معاهدة كامبديفد الذي كان فاتحة للاعتراف والتطبيع مع المحتل.
وأشار الى أن الشعب الفلسطيني استخدم سلاح المقاطعة جديا في الانتفاضتين، وأحدث خسائر فادحة في اقتصاد الاحتلال، حتى توقيع اتفاق اسلو، حيث بدا التطبيع رسميا، مما أثر سلبا على حركة التضامن الدولية، وفوضى، وارباك، وعدم وضوح وعدم توحد بين الموقف الشعبي والرسمي. واصبح التضامن الدولي مشتتا لا يتعدى الانساني منه، الذي أخذ يتلاشى ويتضاءل، رويدا رويدا.

تجدد الوعي

لكن بعد انتفاضة الاقصى،أبان المتحدث، بأن محاولات شبابية فلسطينية بدات تضع اسسا لعملية التضامن، معتبرين أن المتضامن الذي لا يؤمن بحق العودة للشعب الفلسطيني المقتلع من أرضه، وليس ضد الاحتلال، ومقاطعته، ليس متضامنا،لأنه لا يستطيع الجمع بين الماء والنار بآن.
وقال أن السؤال الذي كان يواجهنا من المتضامنين ، كيف لي أن أقاطع الاحتلال وقيادتكم لم تفعل؟
وأفاد المتحدث جمجوم، لحل اللغز، ولاقناع المؤسسات الدولية بالمقاطعة، أخذ الكثير من الكتاب الفلسطينيين وأصدقائنا على عاتقهم كتابة المقالات التحليلية المستندة للغة القانون الدولي، بفضح الفصل العنصري والتطهير العرقي ( الابارتيد ) الذي يقوم به الاحتلال والذي يفهم معانيه العالم، ومقارنة مقاومةالاحتلال بفلسطين كمقاومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، مشيرين الكتاب الجدد الى أن ذلك ليس تشبيها، وأن ما يقوم به الاحتلال جريمة بشعة بحق الانسانية جمعاء، ويجب معاقبة الدولة والافراد التي ترتكب هذه الجرائم اليومية، والموثقة، بالتاريخ والصورة.

القانون الدولي لا يجرم الاحتلال، فما العمل؟

مشيرا المتحدث أن القانون الدولي لا يجرم الاحتلال والاستعمار! لكنه يعتبر بعض ممارسات القتل جرائم حرب! ولمجابهة ذلك يلجأ الكتاب للاعتماد على فكرة الابارتتيد، التي فحواها طرد الفلسطيني من أرضه في الداخل، والارقام تشير الى أن 7 من 10 من أبناء الشعب الفلسطيني مهجرون، لذا فالقضية المركزية في مسألة الابارتيد، هي حق العودة للمهجرين الذين لا تسمح لهم الحكومات الاسرائيلية بعودتهم، لأن هذه الحكومات، كما أشار جمجوم، تبني فكرها على الفكر الصهيوني العنصري، مستشهدا بقرى البدو التي يعيش فيها زهاء 80 ألف نفر، هي بمثابة ( قرى التجميع ) وهي الافقر في فلسطين 48، لا كهرباء أو ماء أو استقرار لأن كل اسبوع يتم هدم البيوت لمجرد عنصرهم وعرقهم الفلسطيني. مقابل اليهودي الذي يعيش ضمن القانون الاسرائيلي الذي يفهمه أن ( البلد بلدك ).
واشار المتحدث أن تحليل الُكتاب اتجه نحو تحليل المعاملة ( المواطنة ) القائمة على العنصر والعرق، والتقليل من التحدث عن الاحتلال بعمومية. هذا التحليل اعطى ثماره في اقناع الكثير من الشركات الاوروبية في سحب استثماراتها من ( اسرائيل) .




ثقافة المقاطعة ثقافة التحدي

وتطرق جمجوم الى تحويل المقاطعة لثقافة وليس فقط للتأثير على اقتصاد اسرائيل، والسؤال المهم الذي اثاره، ليس المقارنة بين بضاعة ألذ وأخرى أقل لذة. وانما السؤال هو المفاضلة بين التحدي وبين اللذة، بين المقاومة والمتعة المؤقته، فهل أتحدى الاحتلال أم أكل شيئ لذيذ؟
فالمفاضلة لا تتم وفق اللذة وانما وفق التحدي، والتحدي يكمن في تحدي الثقافة الصهيونية التي غرستها وأول مستوطناتها في عقول شعبنا، بأن كل شيئ اسرائيلي هو الأفضل، وكل ما هو فلسطيني هو الأسوأ،

2.8 مليار = ما نستهلكه سنويا = تكلفة مجزرة غزة

أشار جمجوم ، وبمعادلة المنتج الصهيوني الجيد والفلسطيني السيء .حول الاحتلال فلسطين المحتلة الى ثاني أكبر مستهلك لمنتجه بعد اوروبا، وللصدفة أشار جمجوم أنه في العام 2007 استهلكنا 2.8 مليار $ من منتجات الصهاينة في الوقت الذي صرف الجيش الاسرائيلي 2.8 مليار$ كلفة مجزرته في قطاع غزة. ثم حذر المتحدث من تقسيم المنتج الى منتج اسرائيلي مقبول ومنتج مستوطنات غير مقبول، فكله يذهب لجيب الاحتلال.

تقرير ابو زيد حموضة
فلسطين / نابلس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد