الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2010 / 3 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



من المعلوم أن أحداث تارودانت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2010 قد طفت على قمة الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بالمغرب ، و حظيت بمكانة خاصة بين المناضلات و المناضلين بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، و كانت المعركة البطولية للأمعاء الفارغة لمدة 54 يوما لأربعة من المناضلين المعطلين المضربين عن الطعام العامل الأساسي في تبوء تارودانت قمة الأحداث البارزة بالمغرب ، و تعدت المستوى الوطني لتصل إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط لتبلغ حد لقاء غرناطة المشؤوم بين الإتحاد الأوربي و المغرب بفضل التضامن النقابي للكونقدرالية العامة للشغل بإسبانيا ، و موازاة مع هذه الأحداث تعرف تارودانت صراعا داخليا بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بلغ مداه بعد فشل جمعين عامين تجديديين تحت إشراف المكتب المركزي للجمعية ، الأول في 03/01/10 و الثاني في 14/02/10 و قال رئيس الفرع الجهوي عبد الله بيردحا عن هذا الصراع في جريدة التضامن عدد 148 /مارس 2010 :
"المشكل يكمن في عدم استيعاب الكل لمعنى وجود فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. إذ هناك مشاكل قد تنتج عن أسباب قد تكون بسيطة ، و لكن إذا لم تعالج في حينها تكبر بالتدريج حتى تصبح ككرة الثلج تحجب رؤية الجهة الأخرى. المشكل في تارودانت ليس معقدا و عملية تجاوزه ممكنة و سنتعاون من أجل تخطيها و تجاوزها بما يجعل الفرع نشيطا. فلدينا من التراكم و التجربة ما يجعلنا متفائلين و مقتنعين. و كذلك هناك مناضلون و مناضلات لهم من المراس و التجربة ما يجعلهم على تدبير الإختلاف و تذويب الجليد في سبيل العمل النضالي الجاد و المسؤول و أستمد هذه الثقة و التفاؤل من علاقتي مع الرفاق و الرفيقات هناك و من الآليات التي تتوفر عليها الجمعية لحل الخلافات داخلها فنحن ديمقراطيون/ات. و لنا عقل يفكر و يبدع و هذا أساسي و لا يجب إغفاله."
جميل هذا الكلام الذي يمكن أن يستحسنه الجميع لكونه مليء بمعاني التفاؤل و لكن لا يمكن استساغته بهذه السهولة لكونه لا ينبني على معطيات موضوعية دقيقة ، و جميل فتح نقاش جاد حول هذا الملف الشائك الذي طالما انتظرنا حله خاصة و أن نقاشه جاء في أعمدة جريدة التضامن. يتفق الجميع مع رئيس الجهة أن الأمر أصبح كرة ثلج و لكن تشكلها لم يتم بتلك البساطة التي يعتقدها ، إنما تكوينها هو نتاج تراكم سنوات من المشاكل البنيوية التي عجز المكتب المركزي عن حلها ، إنها كرة ثلج تتدحرج في سهل سوس بعد انطلاقها من أعلى قمم جبال الأطلس منذ عدة سنوات مضت و هي تتشكل ، و تتغذى من قلب التناقضات البنيوية ذات الأبعاد السياسية داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، و قد بلغت اليوم هذه الكرة في مسارها سرعتها القصوى و لن تتوقف إلا و هي ترسو في خضم مياه المحيط الأطلسي الدافئة ، لترسو في أحضان المؤتمر التاسع للجمعية علها تجد دفء الصراع المعهود في مؤتمرات الجمعية يستطيع تذويب جليدها العنيد.
لقد بلغت كرة الثلج هذه حد مؤتمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قبل الأوان لما عجز الفرع عن انتخاب المؤتمرين/ات يوم 21/03/10 ، بعد فشل الجمع العام في بلوغ النصاب القانوني للنساء عكس ما كان يتوقعه رئيس الجهة نظرا لعدم نضج الشروط الأساسية لتجاوز مشاكله البنيوية المتراكمة لعدة سنوات ، و أصبحت تارودانت خارج المعايير القانونية لعمل الفرع و التي وصلت مداها بانتهاء قانونية مكتب الفرع بعد تجاوز حد 21 شهرا في 08/03/10 و أصبح تحت إمرة المكتب المركزي ، هذا الفرع العنيد الذي أبى المشاركة في المؤتمر التاسع بشكل قسري قبل بناء هياكله التنظيمية وفق أسس متينة ، و نحن في انتظار الجمع العام التجديدي في 11/04/10 كما حدده المكتب المركزي عله يستطيع إخراج الفرع من وضع اللاتنظيم الذي كان سيتعمق لو توفرت شروط قيام هذا الجمع العام الفاشل ، حيث العديد من المناضلات و المناضلين متشبثين بتجديد الفرع أولا قبل انتخاب المؤتمرات و المؤتمرين.
إنها تطورات خطيرة في تاريخ فرع تارودانت الذي تم تأسيسه في دجنبر 1995 و هو اليوم يبدو و كأنه بلغ مرحلة الشيخوخة قبل الأوان ، و ذلك نتيجة سيادة أساليب تقليدية في التسيير و التدبير و التواصل مع العضوات و الأعضاء و التعامل مع الملفات الحقوقية ، هذه الأساليب التي أصبحت مع الزمن خارج التاريخ و تجاوزتها الأحداث بهذه المدينة المناضلة التي تشهد تطورا ملحوظا في مستوى الحركة الإجتماعية بينما فرع الجمعية يسير في تدهور خطير بلغ مداه اليوم ، مرحلة لا يمكن التعامل معها بتلك البساطة التي يعتقدها رئيس الجهة و لا يمكن تجاوزها بالأساليب التقليدية المتعارف عليها داخل الجمعية و التي أصبحت في طي الماضي ، مرحلة تستوجب تحديد معنى التناقضات الأساسية بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان و إشراك جميع أعضائها في حلها ، و العمل على تفعيل التناقض الأساسي الإيجابي و فرملة التناقض الأساسي السلبي الذي يعرقل تطور العمل الحقوقي بالمدينة ، و لتفعيل الصراع بالفرع بشكل إيجابي يجب بلورة منظور العمل الحقوقي وفق الشروط الموضوعية للحركة الإجتماعية بالمدينة عكس محاولات إسقاط نمط جاهز بشكل فج على الوضع بالفرع ، و لن يتم ذلك إلا بالممارسة الديمقراطية في التعامل مع القضايا المطروحة وفق رؤية علمية دقيقة يتم بلورتها في صفوف جميع عضوات و أعضاء الجمعية بالفرع بدون استثناء ، و لن يتأتى ذلك إلا برفع هيمنة الأساليب العتيقة في التسيير و التدبير و التواصل التي تجاوزتها الحركة الإجتماعية بتارودانت ، و هنا تكمن المسؤولية التاريخية الملقات على عاتق المكتب المركزي باعتباره الوصي على هذا الفرع في هذه المرحلة الخطيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م