الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحتاج مصر؟

أشرف عبد القادر

2010 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



مصر في حاجة إلى نقلة نوعية،نقلة تنقلها من شرعية ثورة يوليو إلى شرعية الدولة بمفهومها الحديث، فلا زالت شرعية ثورة يوليو العسكرية هي التي تحكم مصر،فنحن نسير الهوينى نحو الدولة الحديثة في حين أن العالم حولنا ينطلق بسرعة الصاروخ،فجل النظم العربية والإسلامية والإفريقية يحكمها العسكر، هذا إن كنا قد قبلناه في فترة الاحتلال لطرد الاستعمار،فلا مبرر الآن لقبول أي حكم عسكري تحت أي مسمي، فقرننا هو قرن حقوق الإنسان،والأقليات،والمواطنة ،ومساواة المرأة بالرجل.
شرعية ثورة يوليو انتهت، أو يجب أن تنتهي، لنتفرغ إلى بناء المجتمع المدني،حيث المؤسسات والمعاهد العلمية والإستراتيجية والنفسية هي التي تتخذ القرارات،المجتمع المدني الذي لا دخل لنظام الحكم بالسلطات الثلاث:القضائية والتشريعية والتنفيذية،المجتمع المدني حيث دور الجيش هو حماية الأمن الخاص للوطن من الخارج ولا دخل له بالسياسة أو الشؤون الداخلية للدولة،إلا في الضرورة القصوى عندما يصبح النظام الجمهوري في خطر، المجتمع المدني حيث وزارة الداخلية ساهرة لخدمة الشعب وليس لإرهاب الشعب،المجتمع المدني حيث المخابرات ساهرة لحفظ أمن الوطن والمواطن،وليس للتجسس على أبناء الوطن للزج بهم في السجون والمعتقلات،المخابرات دورها التجسس فقط على العناصر الإرهابية والمشبوهة التي تتآمر على أمن مصر في الداخل أو في الخارج،المجتمع المدني حيث مبدأ المواطنة "الدين لله والوطن للجميع" كما قال ابن مصر البار والأزهري المستنير وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول،الذي فهم الدين جيداً وجعله أداة اتحاد للمصريين أقباطاً ومسلمين،ولم يجعله أداة قتل وتفرقة كما يفعل متأسلموا هذه الأيام بالاعتداءات المتكررة على إخوانهم في الله والوطن"الأقباط"،فجعل شعاره"عاش الهلال مع الصليب"، المجتمع المدني الذي يعترف بالمرأة كإنسان حر مستقل، مساو للرجل في الحقوق الواجبات،وليس كخيمة سوداء نخاف من رؤيتها وهي تسير في الشارع وهي مرتدية الزى البدوي ولا أقول الزى الإسلامي،لأن الإسلام لم يلزم المرأة أو الرجل بزياً معيناً، يجب الاعتراف بالمرأة كإنسان كامل الأهلية وليس كقاصرة أبدية بحبسها في المنزل،حتى لا يعيش نصف المجتمع عالة على نصفه الآخر.
هذه هي صورة المجتمع الذي نريد أن تكون عليه مصر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فالكل يتحدث عن خليفة مبارك من سيكون؟ هل سيكون عمرو سليمان كأصلح من يحكم مصر؟هل سيكون جمال مبارك؟ونظل في دوامة التوريث؟هل سيكون البرادعي؟هل سيكون عمرو موسى؟ ... كلها تكهنات لا يعلمها إلا الله،ولكن ما نريده لمصرنا الحبيبة هو الاستقرار أولاً وأخيراً، الاستقرار هو الذي سيجلب رأس المال الأجنبي والداخلي للاستثمار وبناء المشاريع وزيادة الإنتاج ويعود بالرخاء على مصر و شعبها المنهك الذي طال صبره وعذابه.
آن الأوان لإنهاء حكم ثورة يوليو العسكري، وإنهاء حالة الطوارئ التي تعيشها مصر منذ مقتل السادات، ليحكم مصر رجل مدني لا يشترط فيه أن يكون قادما من الجيش،كما هو الحال في البلاد المتقدمة،والبدء في العيش حياة كريمة وشريفة يعيش فيها المواطن المصري حراً و بـ"كرامة" آمنا مطمئناً،لا خائفاً ولا ذليلا، يعمل على تقدم بلاده قدر المستطاع.
على الرئيس القادم أن يعمل على تلافي أخطاء حكم مبارك،والبناء على الإيجابيات التي تم تحقيقها في عهده،حيث لأول مرة بلغ معدل التنمية 5,6 في تاريخ مصر،وكذلك يجب القضاء على الفساد المستشري بين رجال الأعمال والقضاء على الرشوة والمحسوبية.
لا يوجد نظام حكم ،حتى في البلدان المتقدمة، كله إيجابيات أو كله سلبيات، المطلوب الآن رجال مخلصون لمصر ولشعبها، يضعون مصلحة مصر وشعبها أولى الأولويات، لنضع اليد في اليد مسلمين وأقباط،ونتمسك بحب مصرنا الجميلة للتغيير القادم إلى الأفضل، ونغير ما بأنفسنا حتى يساعدنا الله في التغيير المأمول لأن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات