الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج 2

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2010 / 3 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج 2

قال رئيس الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجنوب عبد الله بيردحا عن الصراع بفرع تارودانت في جريدة التضامن عدد 148 /مارس 2010 :
"المشكل يكمن في عدم استيعاب الكل لمعنى وجود فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. إذ هناك مشاكل قد تنتج عن أسباب قد تكون بسيطة ، و لكن إذا لم تعالج في حينها تكبر بالتدريج حتى تصبح ككرة الثلج تحجب رؤية الجهة الأخرى. المشكل في تارودانت ليس معقدا و عملية تجاوزه ممكنة و سنتعاون من أجل تخطيها و تجاوزها بما يجعل الفرع نشيطا. فلدينا من التراكم و التجربة ما يجعلنا متفائلين و مقتنعين. و كذلك هناك مناضلون و مناضلات لهم من المراس و التجربة ما يجعلهم على تدبير الإختلاف و تذويب الجليد في سبيل العمل النضالي الجاد و المسؤول و أستمد هذه الثقة و التفاؤل من علاقتي مع الرفاق و الرفيقات هناك و من الآليات التي تتوفر عليها الجمعية لحل الخلافات داخلها فنحن ديمقراطيون/ات. و لنا عقل يفكر و يبدع و هذا أساسي و لا يجب إغفاله."
و حتى لا تكون كرة الثلج التي تحدث عنها وهما لا بد من تعميق الحوار الجاد حول القضايا الحقوقية بتارودانت ، و التي تتصدر الواجهة النضالية بسوس سواء في صفوف العمال أو الفلاحين أو المعطلين في ظل غياب التعاطي الإيجابي لفرع الجمعية مع هذه القضايا الحقوقية ، و لا بد من الرجوع إلى مرحلة التأسيس لعمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت و المنطلقات التي انبنى عليها منظور المناضلين المؤسسين لهذا العمل قبل 15 سنة مضت ، و توضيح الأهداف التي تم تسطيرها آنذاك لبناء عمل حقوقي يكون في مستوى التطلعات التي حددها هؤلاء المناضلون ، و هكذا مرت مرحلة التأسيس من فترتين أساسيتين الأولى من 1992 إلى 1994 و الثانية من 1995 إلى 1997 .
كان للتهييء للمؤتمر للجمعية الرابع في الفترة مابين 1992 و 1994 دورا هاما في تأسيس الفعل الحقوقي بتارودانت رغم أن هذه الفترة لم يتم جني ثمارها المتوخاة ، و هي تشكل كذلك فترة هامة في الصراع القائم داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بين الخط التصفوي المعادي للنضال النقابي الكفاحي و المناضلين المكافحين ، خاصة و أن جميع المهيمنين على النقابة قد تبوؤوا مناصب هامة في البرلمان و البلديات و الجماعات بجميع مناطق المغرب مما شكل عائقا أمام الحركة العمالية المكافحة ، و يعتبر ملف جبل عوام آنذاك أبرز القضايا المطروحة على الساحة النقابية لما له من تداعيات خطيرة على النضال النقابي الكفاحي و تصفية الحركة العمالية المكافحة ، و لم تسلم تارودانت من تداعيات هيمنة الخط التصفوي على النقابة و شكل ملف سوبليم و هي شركة وطنية لتلفيف الحوامض و البواكر و تسويقها بالكلومتر 65 أهم الملفات المطروحة في الصراع بين الخط الكفاحي و الخط التصفوي داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
و كان لمحاصرة المناضلين المكافحين داخل الكونفدرالية أثر كبير في التقكير جديا في تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت ، باعتبارها واجهة نضالية أساسية لدعم المطالب الحقوقية للعاملات و العمال الزراعيين ، كيف لا و ملف العمال المطرودين من شركة سوبليم هو المطروح للنقاش لترسيم اللجنة التحضيرية في دجنبر 1995 ، بتيجة العمل النقابي الكفاحي الذي قام به المناضلون المكافحون لدعم نضالات العاملات و العمال من داخل الكونفدرالية لمواجهة الإتجاه التصفوي ، و شكل أحد العمال النقابيين المعتقلين النموذج الأمثل للصمود العمالي المكافح في مواجهة استغلال البيرقراطية الإدارية بدعم من الخط التصفوي النقابي ، و شكلت هذه الفترة بداية مرحلة تصفية المؤسسات الوطنية التي تم بناؤها بعرق و دم العاملات و العمال الزراعيين بسوس ، و كان الفقيد المناضل العمالي (ب . ك) حقا مشروع المناضل القيادي الحقوقي بتارودانت ، باعتبار صموده المستميت في وجه أجهزة النظام القائم و البروقراطية النقابية مما أدى إلى الزج به وراء القطبان ليكتسب تجربة هامة داخل السجن ، إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن كما يقال حيث تمت تصفيته فيما بعد من طرف الخط التصفوي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت.
و شكل ملف العاملات و العمال الزراعيين محور المنظور الحقوقي للقضايا المطلبية الحقوقية لمجموعة من المناضلين بتارودانت ، المدينة التي تعتبر بؤرة لاستغلال المرأة العاملة الزراعية ، و يعد هذا المنطلق حافزا هاما لتأسيس فرع الجمعية باعتبارها إطارا جماهيريا مكافحا بعد القضاء على العمل النقابي الكفاحي من طرف الخط التصفوي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، الشيء الذي ساهم على فتح واجه نضالية كفاحية تستطيع رد الإعتبار للنضال الكفاحي من أجل صون المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة ، و استمر التحضير للتأسيس عامين اثنين نظرا لعدة اعتبارات ذاتية و موضوعية داخل الجمعية حددت فيما بعد مسارها التنظيمي و النضالي بتارودانت ، و تم وضع المشروع النضالي الحقوقي بمنطقة تعرف تهميشا مكثفا على جميع المستويات السياسية و المدنية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية.
و شهدت هذه الفترة بروز ملف الفلاحات و الفلاحين في الواجهة النضالية بسدي أولوز و المختار السوسي ، هذا الملف الذي شكل محور النقاش خلال فترة اللجنة التحضيرية قبل تأسيس مكتب الفرع في نونبر 1997 الذي تم منعه من وصل الإيداع القانوني ، و موازاة مع ملف العاملات و العمال الزراعيين برز ملف الفلاحات و الفلاحين ليكتمل البعد الأمثل للمنظور الحقوقي الكفاحي لدى المناضلين المكافحين بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت ، كيف لا و التحالف بين الطبقة العاملة و الفلاحين يعتبر أساس الصراع الطبقي ضد تحالف الإقطاع و الكومبرادور الذي يسيطر على الماء و الأرض بسوس و يستغل العاملات و العمال الزراعيين ، و يتم اليوم تعميق هذا الصراع بعد تصفية جميع المؤسسات الوطنية الفلاحية بسوس و السيطرة على جميع أراضي الفلاحين الفقراء و تحويلهم إلى عاملات و عمال زراعيين.
على هذا الأساس تم تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت قبل 15 سنة مضت إلا أن هذا المشروع تم إجهاضه ، بعد تحويل فرع الجمعية إلى مجال لتصفية المناضلين المكافحين و على رأسهم المناضل العمالي (ب . ك) الذي غادرنا في ظروف غامضة و تم طي صفة الماضي عن مساره النضالي ، مما يدل على أن يدا خفية توجد وراء موته الغامض بسبب مرض غير معروف في ظروف يكتنفها الغموض ، و قد ذهب و هو يحمل أسرار تصفية مساره النضالي ليكون بذلك أول ضحية التوجه البيرقراطي النخبوي المعادي للقيادات البروليتارية في التنظيمات الجماهيرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م