الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيرو دولة المغرب

زكرياء الفاضل

2010 / 3 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



لا زلت أتذكر أحد الشعارات التي، ونحن طلبة، كنا نرفعها في وجه أيدي المخزن الفتاكة وأقصد ذاك الشعار المقتبس من نشيد الدولة مع تغيير طفيف في المعنى وهو: زيرو (أي صفر بالعامية المغربية) دولة المغرب. وتمر الأيام وتركض السنون في دوامة مستنقع زمن ركود المجتمع المغربي ليأتي عهد المغرب الجديد فيثبت، مرة أخرى، صحة الشعار. فمغرب أمس هو نفسه اليوم: بطالة وفقر وتعاسة وطبقية و قمع وطغيان السلطان و غياب حقوق المواطن..إلخ. وقد يتعجب المرء من هذا الوضع، القديم الجديد، رغم ما يحصل من تغيير على قشرة جدع الدولة المغربية أي شكلا ومضمونا.
إن المغرب الذي يظهر بمظهر حضاري بعمرانه ومؤسساته لا يغدو أن يكون وهما نظريا كذاك السراب الذي يتلاوح في الأفق للتائه في الصحراء. إذ أن بنية المغرب دولة ومجتمعا لم تتغير في جوهرها منذ عصور. فالملكية فيه، على دستوريتها، تبقى مطلقة وبالتالي سلطتها شمولية تتركز في يد واحدة. إنها السلطة التشريعية الوحيدة والفعلية في البلاد. أما مجلس النواب، عمليا، فهو سلطة تنفيذية للتعليمات السامية لا يستلمها إلا من أسلم لها.
وهنا يتجلى المفهوم الإقطاعي للدولة حيث تعتبر غالبية الشعب رعية أي خدم للحاكم، حقهم الواحد والوحيد التفاني في خدمته وخدمة حاشيته. لذلك لا عجب في أن يطلق النار صهر الملك على شرطي ولا يعاقب حسب القانون، ولا غرابة في أن تعتدي خالة الملك على مواطنة دون ملاقاة حساب على فعلها، وأن يشهر مدير ثانوية، أي مؤسسة تربوية، عضوه التناسلي على الأساتذة المناضلين، داخل إطار نقابي قانوني، من أجل تلبية مطالبهم. فهذا المدير، في الحقيقة، لم يشهر عضوه التناسلي بل شهر عضو الدولة التناسلي على الشعب.. والقائمة طويلة. هذا في الوقت الذي يتعرض المواطنون للبطش والفتك بهم من طرف قوات القمع النظامية لمجرد مطالبتهم بحق مشروع في كل القوانين الوطنية والدولية ووثيقة حقوق الإنسان والمقصود حق العمل الشريف.
هذه الحقائق والوقائع تشهد بأن المغرب بلد إقطاعي نظامه شمولي ودولته بوليسية منذ عهد الاستقلال إلى يومنا هذا. بل إن الدولة المغربية غرقت في الاستبداد بالبلاد والعباد إلى حد الحكم بالمؤبد على دستورها المعوّق بالولادة. فقد وضعت له ثالوث قدسي يجعل النيابة الشعبية صورية والسلطة الملكية فعلية. وحوله النظام المغربي إلى كتاب منزل، وهنا لا يسعنى إلا أن نتفق مع النظام، نزيه عن كل تعديل أو تغيير. وكل من يحاول المطالبة بتعديل دستوري يتذوق طعم القمع والاستبداد تحت تهمة "المساس بالمقدسات".
لكل هذه الاعتبارات فإننا نعتبر أن مغرب اليوم ما هو بعهد جديد وإنما شبّه لهم. فمغرب القرن الواحد والعشرين هو نفسه الذي كان منذ بضعة قرون، لذلك طموحات نظامه وتطلعات مواطنيه بما فيهم المثقفين غير متوازية.. فإلى أين تسير سفينة بلدي؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار
زكرياء الفاضل ( 2010 / 3 / 26 - 07:38 )
أعتذر لإدارة الموقع والقراء الأعزاء عن الخطأ الذي حصل بالنص فهو ناتج عن السرعة في الطباعة وليس عن قصد. الخطأ بالفقرة الأولى الشطر الأخير منها حيث جاء: شكلا ومضمونا. بينما المقصود هو شكلا لا مضمونا. وشكرا
الكاتب زكرياء الفاضل

اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني