الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 27 والاخيرة

محمد سوادي العتابي

2010 / 3 / 26
الادب والفن


الحلم في تراتيل انثى

ها نحن نصل الى الحلقة الاخيرة من تلك التاملات وفي نهاية المطاف هذا آثرنا ان نختتم هذه الحلقات بوضع الطاولة المستديرة ، ونستدعي فيها اؤلئك الشهود على احلام تراتيل انثى ، انهم 8 شهود يجلسون ، يحدقون الى بعضهم البعض ، هم يعرفون تلك الاحلام لم يخبرهم بها احد
الشاهد الاول : ( سفر ) ان تراتيل انثى حالمة منذ نعومة اظفارها كانت تحلم بامور كثيرة وتريد ان تحققها وتسعى اليها بكل طاقتها كانت ترى ذلك الحلم حلما قريبا ، قريب جدا من متناول تلك اليد الراكضة نحوه

مهرولين في الحقول
تستبقنا الاحلام
( مقطع من القصيدة 11 سفر )

الشاهد الثاني : ( تأويل ) انا مع الشاهد الاول لقد رأيتها وهي تمتطي تلك الاحلام فرحة نشوة ، ورايت ذلك الحلم طائعا لكل ما تريده فاطمة ، كان بالفعل رهن اشارتها .

ونمتطي احلاما تشتهينا
( مقطع من القصيدة 12 تاويل )

الشاهد الثالث : ( مرايا ) ولكن ايها الشهود لم تعد فاطمة تتلذذ بهذه الاحلام فيما بعد لقد شاهدتها وهي تنظر الى احلام لا تغني ولا تسمن من جوع ، انها جعلت من واقعها حلما ومن حلمها واقعا رضيت به ، واكتفت بهذا عن أي شيء اخر

ولا طعم
لاحلامي معي
( مقطع من القصيدة 25 مرايا )

الشاهد الرابع : ( اختناقات ) بل الامر اشد يا مرايا ان حلمها الذي رضيت ان يكون واقعا صار يحاصرها ويضيق عليها لقد تحول الى مجنون يحاول ان يحطم شاعرتنا لقد اختلى بها واراد ان يميت فيها تلك الروح الوجدانية

اتعبتها اختناقات
الاحلام
( مقطع من القصيدة 1 اختناقات )

الشاهد الخامس : ( تسول ) نعم ولكن تراتيل انثى كانت اقوى فاحتالت تلك الاحلام عليها ونصبت لها فخا جديدا ، في حدث ما

ارهقتني مكائد الاحلام
( مقطع من القصيدة 22 تسول )

الشاهد السادس والسابع ( صوتك – تميمة ) يعز علينا ان نخبركم ان احلام فاطمة اصيبت بعد ان عجزت عن تدمير تراتيل انثى ، لقد راينا ذلك الحلم مدمى بارض الواقع وبسيف المجتمع ، لقد صدمنا لاجله واصابتنا الحيرة اردنا ان ننقذه ، ولكن ....

فضاقت بي احلامي المدماة
( مقطع من القصيدة 24 صوتك )

الشاهد الاخير : ( سفر الاحزان ) لقد ضاع حلم فاطمة في تلك الليلة

يلملم الفجر احلامي الضائعات
( مقطع من القصيدة 19 سفر الاحزان )

كانت تلك احلام فاطمة واحلام تراتيلها الانثوية تبخرت في جدران العتمة والظلام ولعل للحلم من عودة تستعيد بها تلك الكلمات سحرا جديدا


استدراك : نوهنا في كثير من الحلقات الى ان تراتيل انثى استخدمت اسلوبا بلاغيا متميزا وحتى تكتمل الصورة سوف ناخذ مثالا تطبيقيا من قصيدتها الرائعة ( يمارسني الصحو ) وانا اعدها افضل قصيدة من ناحية الاسلوب والفكرة واللغة في تراتيل انثى

تقول الشاعرة المبدعة

ولابقيك مراسيمي العتيقة
كتعويذة فجر حزين يحتسينا

وهنا تشبيه بلاغي حيث ذكرت الشاعرة الاركان الاربعة فيه ( المشبه والمشبه به والاداة ووجه الشبه )

فالمشبه : هو ضمير الكاف المتصل في الفعل ( ابقى ) والمشبه به هو ( مراسيمي العتيقة و تعويذة فجر حزين ) والاداة ( كاف مقدرة ولابقيك كمراسيمي العتيقة ) ( وكاف ظاهرة كتعويذة ) ووجه الشبه ( يحتسينا ) .

وقد استخدمت مجازا صريحا في قولها ( فجر حزين ) .

وهذا نموذج بسيط من المقدرة البلاغية لشاعرتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس