الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليمن :اليسار المتفوق..!!
رداد السلامي
2010 / 3 / 26التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
أحاطوه بالوهم ، ومنحوه ثقة زائفة بأنه المنتظر ، الذي سيأتي متوجا بإكليل الجلوس .
زادوا في تجريعه ، حتى غدا ممسوسا بحلم أنه الذي لم يعد أحد غيره.
ولأن عشيرته الخلل الكامن في السلطة ، فقد ابدع اليسار في تعسير ميلاد طموحه واقعا ، ليقع في فخ المواجهة مع رأس كانت دماغه العشيرة .
اللعبة هنا تجاوزت أبعاد غير منظورة ، لا يدركها إلا الذين أحاطوا بها كما يجب ، فمن لعبة الشطرنج إلى قيصرية يجريها أطباء مهرة.
لغز لا يفقه أسراره الوعي التقليدي ، المغموس في ثنائية التجارة وسطيحة السياسية ، الممسوس بحلم التتويج ، المحال إلى أوهام يصيغها من حوله ، فقد توزع اللاعبون خلف كواليس السياسة ، هنا وهناك ، ومثلما أراد أن يتفوق وعيه التقليدي ، فقدرة الوعي المتقدم بمسافات كبيرة لا يستطيع أن يجاريها وعي منقسم بين التجارة والسياسة .
ثمة أمور بحاجة إلى أن تعيد تكبير التفاصيل ، كي ترى التلاشي الذي يغزو مخالب قوى النفوذ ويصنع الهوة بينها وبين من كانت جسده..!!
إنها المنهجية الصامتة ، ففي دهاليز السياسة ، الحقيقة ليست ما يقال .وهي ليست ذلك الكم المتدفق في بطون الصحف ، بل القابعون خلف الكواليس في أدمغة الطامحين.
الوعي المتقدم هنا مازال فاعلا ، لكنه يستنفذ قدرته إذ لم يستطع مراكمة وعيا أكثر تقدما ، وهو إذ يذيب الجليد يحتاج إلى ضرورة تمتين بنية متينة لكتلة تاريخية متماسكة ومتجانسة ماديا واجتماعيا تمتد نحو الأعلى ومناقضة لاحتمال ما يمكن أن يحدث مستقبلا في القطب المتجمد الذي سيؤازر بعضه وهو يصنع ذلك بطريقة تعيد إنتاج المطموح إلى تغييره عبر أجيال جديدة ربما.
إن إبقاء الحركة النضالية على الضفة الأخرى وإفاقة الاحتقان الغاضب هناك بتواز يمكن أن يلتقي لكن على نحو يجعل ذلك يتم بطريقة أخرى ، مع أن الخطوط المتوازية لا تلتقي.
إيعاز مهمة اللعب بالمتناقضات لمنطقة واحدة أمر لا يدرك خطورته، لأنها تسعى بكل تكويناتها السياسية والاجتماعية إلى "الرسملة" التي ستخلق تناقضات ستقوم بتصديرها بذكاء لأنها تلعب بتفوق، فهي تبني ذاتها كنموذج على نحو مشابه للمركز.
إنها تمارس فعل الاقصاء، والتهميش في اللحظة التي تصارع من أجل أن تصبح هي الفاعل الوحيد، إنها منتصرة بلا شك لكنها تجعل من ذاتها قومية متفوقة ومتعصبة بمدنية غريبة ، الأمر الذي سيدمر أعصاب قوتها مستقبلا ، وإن وظفت رموزها لوضع واجهة وطنية تخفي استبطان عصبوي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال