الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة سرت والاعلام العربى

منذر محمد القيسى

2010 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الصحف العربية .كانت. ولازالت. بعيدة عن الحياد .(الايجابى منه والسلبى) .وعلى مدى عقود من الزمن. لم تستطع هذه الصحف .الخروج الى نور الواقعية. والموضوعية .الا فى حدود مايسمح به الرقيب .وبصورة مشوهة. اقرب ماتكون بالمفضوحة .فى محاولة بائسة .لاضفاء نوع من الحيادية والموضوعية على ماينشر على صفحاتها من موضوعات تدغدغ مشاعر هذا. وتستميل الى جانبها ذلك .ولاتتذكر الحيادية والموضوعية .الا فى حالات التشويه.والحط من قدر البعض. او الرد الغير منصف للحصول على ود بعض الاطراف الفاعلة. او الداعمة لموسسات النشر والاعلام .وتنسى هذه الصحف ووسائل الاعلام .وبخاصة عندما تخوض فى موضوعات تتعلق بالدول العربية .كل شى ولاتتذكر الا الاخفاقات والمساوى وف احسن الاحوال الزج بها فى مقارنات بينها وبين دول اوربية وما لديها من انظمة .وماتتمتع به هذه الدول من ديمقرطية. وحماية لحقوق مواطنيها ,وبين تلك الدولة العربية او تلك.رعم انها تغط فى نوم عميق وعلى مدى سنوات طويلة .مادامت العلاقات بين الدولة الداعمة لهذه الصحيفة او القناة التلفازية على احسن مايرام.وفجاءة تنتفض هذه الصحف من سباتها لتتذكر كل مساوى هذه الدولة او تلك. وتبدا فى شن مايسمى حملات اعلامية .ويبدا من يسمون انفسهم صحفيون فى نشر المقالات التى ربما كان البعض منهم قد اعدها سلفا. مستخدما حدسه الصحفى كما يسميه .متنباْ بما قد يحدث .معدا عدته . ليصب جام مايعتمل فى صدره وما قد اعده من مقالات او تهكمات على هذه البلدان .ثم ما ان ينتهى الامر بلقاء تصالحى بين الاطراف. لينتهى كل شى. وتصمت على اثره الحملات الاعلامية .ليكون هذا الصحفى او ذاك قد ذهب بعار موقف يحسب عليه .وليفقد على اثر ذلك مصداقيته واسمه .هذا اذا كان للقارى ان يميز بين الاسماء .ولان القمة العربية قريبة فان مثل هولاء ينشطون فى هذه الايام الربيعية .ليبدوا بالبحث عمن ينصت لهم
والقمة العربية حدث مهم جدا لابناء امة العرب لو كانوا يعلمون اهمية هذه الققم .وما قد يترشح عنها من توصيات او قرارات.تاخذ على محمل الجد .لااوراق تدس فوق الرفوف . ورغم ان الققم العربية فقدت بريقها وتاثيرها فى الشارع العربى منذ زمن بعيد .الا انه لازالت على الاقل. توحى بان هناك على خارطة العالم . كيانات تتمتع بمقومات الامة الواحدة .الا انها عاجزة عن الوصول الى تفاهمات مشتركة تعيد لها شيئا مما فقدته .ولازالت تفقده .على مدى عقود.هذه القمة العربية ترى نصب اعينها اوربا الموحدة والتى تضم مختلف الاعراق والديانات والافكار والسياسات واللغات.الا انها موحدة .لها عملتها وسياساتها الاقتصادية وبرلمانها وغيره من الموسسات الداعمة لوحدتها.وعلى النقيض من ذلك فان هذه الامة ذات اللغة والتاريخ ومقومات الجغرافيا المشترك .لم تكتفى بالبقاء على ماهى عليه بل تعدت ذلك الى التناحر والذى بلغ حد الحرب بين الاطراف العربية .كما ان بعضها يدعم اطراف معادية لاطراف اخرى .والتبرير المستمر منذ عقود. جاهز. فهناك دائما موامرة خارجية .واياد اجنبية ,والى نهاية السلسلة .
وربما كان لبعض الصحف مبررات لنشر مقالات مثيرة العناويين .لاستفزاز ملكة القراءة لدى البعض لتحقيق مزيد من ارقام التوزيع والمبيعات .ولكن كان يفترض بهكذا صحف ان تنشر على الدوام جميع مايثار من موضوعات على صفحاتها ان كانت تدعى الحيادية. تبعا لحق الرد الصحفى او ان تمتنع عن النشر لضرورات المصالح العليا. كما داب على ترديد هذا المصطلح الكثير من الساسة.واذا كانت المسالة تتعدى هذا وذاك .فهذا يعنى ابتزاز يمارسه الصحفى او كاتب المقال او مقدم البرامج .للحصول على مافى نفسه.
فوسائل الاعلام العربى. بكافة صنوفها .محشوة بعدد كبير ممن لهم مصلحة فى توجيه الصحف والمجلات والقنوات المرئية والمسموعة التى يعملون لصالحها. الى مسارات فكرية او مواقف سياسية تخدم بالاساس الجهات التى ينتمون اليها عقائديا .رغم الجهد الكبير الذى يبذله هولاء لتغطية هذه التوجهات من خلال الادعاء بالحيادية والشفافية والمصداقية فى طرح وجهات نظرهم. وعن طريق الايحاء للقارى او المستمع او المشاهد بجرءة طرح الموضوعات .والتدقيق فى المعلومات وما الى ذلك.اعتمادا على الخلفية الثقافية الهزيلة لشرائح واسعة من المجتمع العربى .وبخاصة الفئات التى تجد فى بعض الطروحات تعبيرا عما يجول فى واقعها المعاشى والفكرى .دون ان تجد الوقت الكافى لمراجعة المعلومات التى صبت فى ذهنه صبا .ليخرج فى نهاية المطاف مويدا لوجهة نظر كاتب المقال او مقدم البرامج الاذاعية او التلفازية.
فالقمة العربية القادمة من المقرر عقدها فى الجماهيرية العربية الليبية وهذا هو الاسم الرسمى لهذا البلد وليس ليبيا .كما ان رئيس القمة العربية المقبلة .هو معمر القذافى قائد الثورة الليبية .او كما يود ان يسمى الاخ قائد الثورة .وهى الحركة العسكرية التى قادها مع عدد من رفاقه فى الجيش والتى اطاحت بالنظام الملكى فى ليبيا انذاك .والتى تغير اسمها الى الاسم الحالى بعد اقرارقيام سلطة الشعب . وانشاء موتمر يسمى موتمر الشعب العام .وتجربة بناء الموسسات فى الجماهيرية العربية الليبية .بكل نجاحاتها .او اخفاقاتها او مارافقها من تعثر اوسلبيات . هى مسوولية الشعب الليبى .والشعوب حرة فى خياراتها.والحيادية او الموضوعية تفترض القاء الضوء على هذه التجربة وترك الحكم عليها للمتلقى قارئا كان او مستمعا او مشاهدا .اما الرهان على الكسب من وراء التهكم او طرح السلبيات او حتى المقارنه .فهذا يكشف بوضوح انعدام الموضوعية والمصداقية فى طرح الموضوعات.والذى لن يتوقف على صفحات الصحف او من على شاشات التلفزة العربية .من موضوع القدس والاستيطان وغيرها انتهاءا بالدعم المالى العربى لعدد من الدول العربية لتجاوز ازماتها .وسيكون واضحا جدا الانحياز فى طرح الموضوعات او التركيز على موضوعات معينة بصورة خاصة .دون التفكير مليا فيما ستوول اليه الاوضاع بعد فترة زمنية قد تطول او تقصر.لقد حدث ذلك على مدى عقود من الزمن .منذ فرارات التقسيم عام 1947م.مرورا باتفاقيات كامب ديفيد .وانتهاءا بالموضوعات المطروحة حاليا .فاقد اتهمت تونس ورئيسها انذاك الحبيب بورقيبة بشتى الاتهامات .ونعى الرئيس انور السادات نشتى النعوت .والدولة المضيفة للقمة الحالية ايضا .فلقد كان لدى الجماهيرية العربية الليبية اشكالات مع العديد من الدول الغربية .وفرض حصار دولى عليها .وكان العديد من الصحف والقنوات الفضائية والمسموعة تتناول هده الموضوعات كما يحلو لها .كما كان هناك الكثير قد استفادوا من تلك الازمات وذلك الحصار .وكانت المواقف تحت الطاولة ومافوقها تتغير على الدوام .ولكن ما ان توصلت الاطراف المتخاصمة الى اتفاق.وعادت الجماهيرية العربية الليبية الى المجتمع الدولى حتى بدا العديد ممن كانوا بالامس القريب اصحاب مواقف معينة بتغيير مواقفهم . وعلى غرار هذا الموضوع كانت جميع الازمات والانفرجات فى العلاقات الداخلية والخارجية للدول العربية ينم تناولها بنفس الطريقة وان اختلفت الاساليب المتبعة والتى ماان تنتهى الى حلول حتى تخمد كل تلك الاصوات .فاين هى الحيادية والموضوعية .هناك دائما خلافات عربية –عربية وعربية –دولية فى وجهات النظر
.وهذه الخلافات ستزول بتفاهمات مشتركة . والحيادية تقتضى بان يكون للطرف الاخر الحق فى توضيح وجه نظره . هكذا تقتضى قواعد الحوار والنقاش .وهذه الحوارات هى التى تعطى لكل ذى حق حقه .وتضع كل التفاصيل على الطاولة لمناقشتها والتى قد تتطور الى تفاهمات تزيل الاحتقانات .وتعيد الثقة بالتعامل بين الاطراف المتحاورة .والتى توسس لصيغ جديدة مشتركة ومتطورة للتعاملات المستقبلية .او على الاقل تضع اليات مشتركة لحل مثل هذه الازمات مستقبلا .من خلال الحوار.الحيادية تقتضى البحث عن مشتركات لاخلافات.اما تاجيج الخلافات وتلقف وجهات النظر وتضخيمها من قبل البعض من الاعرميين العرب للعديد من الموضوعات بدوافع شتى .غليس من الموضوعية والحيادية
الحيادية والموضوعية تقتضى طرح الموضوعات برمتها على طاولة البحث والمناقشة .لاطرح جزء من الصورة وبما يخدم البعض واخفاء البعض الاخر.كما هو متبع الان فى الاعلام الغربى
وحرية التعبير والفضاء الواسع للبحث عن مشتركات وتطوير هذه المشتركات لتصبح غالبه هى فى اعتقادنا النهج الاعلامى الذى يغيبه العديد من الاعلاميون العرب .لغاية يعتقدون واهمين انها تحقق لهم شيئا ولكن الحقائق لن تبقى طى الكتمان مهما طال الزمن .رغم ان هذه ايضا جزءا من القصور فى الاعلامى العربى


منذر محمد القيسى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 3 / 26 - 09:01 )
الأخ الكاتب المحترم ، تحية شكراً لجهدك في إعداد هذه المادة ، لكن أود طرح السؤال التالي ، هل هناك إعلام في المنطقة العربية يتمتع بإستقلالية وحرية الفكر والتعبير عن الرأي ..؟ أعتقد أن هناك فارقاً كبيراً بين موظف يعمل في حقل الإعلام وبين شرف مهنة الصحافي بمفهومها المهني وليس فقط السياسي. شكراً لك

اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه