الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصلح الحداد ما افسده الدهر ؟؟؟

نوري جاسم

2010 / 3 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لقد سبق وان قيل ان الحداد لايمكن ان يصلح ما افسده الدهر .. والمشهد العراقي اليوم يحزن كل عراقي محب للعراق .. من يقارن حال العراق اليوم وما كان عليه قبل 50 سنة ليشعر بالاسى والحزن لما اصاب العراق والعراقيين من ذل ومهانة وتمزق .. قبل عام 1958 كان العراقي يعتز بعراقيته واليوم العراقي يتباهى بعمالته للامريكان والانكليز .. كان العراق يعتز بنظامه الملكي الدستوري الذي اقامه الاستعمار البريطاني ولكننا لم نقدر هذا النظام حق قدره .. وخدعنا كما خدع غيرنا من العرب بالنظام الجمهوري الذي لم يجلب لنا غير الخراب والدمار وطيحان الحظ .. منذ ان سقط النظام الملكي ( ولا ادعي انه كان مثاليا ) وسقطنا في نظام كان يعتبر ديكتاتوري فردي ..لقد اخطأ عبد الكريم قاسم رغم كون اهدافه نبيلة .. صحيح ان الرجل وطني ونزيه ونواياه كانت صادقة وبالتأكيد كان مخلصا للعراق وفقرائه ولكنه تصرف وحكم البلاد بقناعاته الفردية والشخصية ..نقل البلاد من حكم دستوري الى حكم تسيطر عليه الغوغاء كما يحدث اليوم.. يوما يناصر الشيوعين .. وفي اليوم التالي يقلب ظهر المجن عليهم .. ليفسح المجال للقوميين .. ليلعبوا في الساحة شاطي شباطي لانه كان مزاجي النزعة كبقية العراقيين .. وهيأ الفرصة للبعثيين ليقوموا بانقلاب 8 شباط 1963 الذين اوجدوا الحرس القومي والذي عاث بالبلاد الفساد ,, وكل من عاش تلك الفترة يتذكر الممارسات السلبية والخاطئة التي ارتكبها هذا الحرس وبالذات تجاه الشيوعين وانصارهم .. وبعدها انقلب عبد السلام عارف على رفاق الامس ليعتمد على القوميين العرب في حكم العراق .. ولكن الزمن والقدر لم يسمح له بالتمتع بانقلابه .. فاذا به يسقط مع طائرته السمتية محترقا .. وكعادة العراقيين ( حب واحجي واكره واحجي ) وحبا بعبد الكريم قاسم الذي يحبه الفقراء كانوا فرحين بما اصاب عبد السلام وكان يصفون حالته أبتهاجا ( صعد لحم ونزل فحم ) .. وورث اخيه المرحوم عبد الرحمن عارف رئاسة الجمهورية .. وهو رجل عسكري وليس سياسي واساسا لم يكن مهتم او مهيأ لهذا المنصب الحساس واحابيل السياسة وكانت فترة حكمه هادئه ولم تتميز بالعنف اوالاضطهاد .. فاذا بانقلاب 17 تموز 1968 يقع بقيادة ابراهيم الداود وعبد الرزاق النايف والبعثيين .. واشيع في حينها ان المخابرات المركزية الامريكية وراء الانقلابيين .. ولم تمر 13 يوم على الانقلاب وحدث انقلاب ثاني يوم 30 تموز 1968 وطرد قادة الانقلاب ونفوا خارج العراق .. وصفوا جسديا فيما بعد على ايدي المخابرات العراقية كما هو معروف للمتتبع .. واستلم الرئاسة احمد حسن البكر ظاهريا وصدام باطنيا والى أن تهيأت الاجواء المناسبة ازيح الاب القائد احمد حسن البكر ليستلم القيادة صدام حسين بعد ان ازاح من طريقه قيادات حزب البعث وعلى راسهم عبد الخالق السامرائي .. واتبع طريقة فريدة في تنفيذ اعدامهم .. حيث اجبر كل القيادة الحزبية انذاك في عملية الاعدام باطلاق النار عليهم .. ومرت الايام والسنين والعراقيين يتذكرون جيدا الطريقة الفردية التي حكم بها الشعب العراقي .. ولا اجد مبرر لاعادة وصفها فهي عالقة بالاذهان .. والتي كانت نتيجتها احتلال الوطن من قبل الامريكان وكل علوج الدنيا .. وشعبنا المسكين يدفع مواكب الشهداء بلا مبرر منذ ان ازيل النظام الملكي وحتى يومنا هذا .. كان الشعب يأمل ان تتغير الحال نحو الافضل .. فأذا به يبتلي بقادة لاهم لهم الا التقاتل على المناصب الرئاسية .. وما يجري اليوم من مناوارات مكشوفة .. هذا يريد ان يكون رئيسا للجمهورية مرة ثانية وذاك يريد البقاء في رئاسة الحكومة .. واخر كوش على اصوات كتلته لان لم يحصل على القاسم الانتخابي ويريد العودة الى احتلال منصبه ثانية مستغلا صفته الحزبية .. الخلاصة من هذا الحديث .. ان كل من اشغل منصب رئاسي يريد العودة ثانية .. انانية ذاتية وحب وتفاني في حب انفسهم وحتى لوكان ذلك على اشلاء العراقيين الابرياء .. الكل من اتى كان دكتاتورا وكل من سياتي لايختلف عن سابقه .. وهذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة بل والمبكية .. فهل الحداد الامريكي او البريطاني يستطيعون اصلاح ما افسده الدهر خلال 50 سنة الماضية .. ولا ابالغ اذا اخبرتكم ان شرطي المرور في الشارع دكتاتور على سائقي السيارات .. فراش المستشفى والمدرسة دكتاتور على المراجعين .. اما الجندي او الشرطي في نقطة التفتيش فهو سوبر دكتاتور .. فاذا كان هذا حال الجندي والشرطي والفراش البسيط مع المواطن فما بالك بالضابط الكبير او المدير العام .. اما الوزير فحدث ولا حرج .. اما الاخلاق والقيم العراقية فاصبحت في خبر كان .. اكرر واقول .. هل سيصلح الامريكان والبريطانيون ما افسد ه العراقيون ؟؟؟
اليوم ستعلن نتائج الانتخابات .. فهل سيدرك الدكتاتورين الجدد والمتربصين بالسلطة والحكم والطامعين بالمال والجاه وفرهدة المال العام.. بانه ان الاوان للتخلي عن التمسك بالمناصب لغيرهم .. عسى ان يحققوا ماعجزوا هم عن تحقيقه .. لا اظن ذلك ..( لان العادة اللي بالبدن لايغيرها غير الجفن ) .. اليوم وبعد اعلان النتائج ستفتح صفحة جديدة من المناقشات ولي الاذرع والاغراءات فيما بين قادة الكتل على تقسيم الكعكة بينهم.. وثقوا بالله كلها على حساب الشعب المظلوم ..
حفظ الله العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل يصلح العطار ما افسده الدهر
احمد ناجى ( 2010 / 3 / 26 - 22:50 )
العطار هو طبيب ايام زمان يهرع اليه الناس على اختلاف رتبهم واعمارهم لتلقى العلاج لكن العطار يبقى عاجزا عن علاج واصلاح ما افسدته الدهور الطوال قرات عنوان المقال اعلاه واستغربت كيف احل الكاتب الحداد محل العطار وما صلة الحداد بالدهر ياترى ؟ مع فائق تقديرى للكاتب المحترم


2 - شكر
نوري المياحي ( 2010 / 3 / 27 - 00:02 )
شكرا على التصحيح والتوضيح مع الاعتذا للبس الحاصل

اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات