الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأليه الشخصيات السياسيه بين الأمس واليوم

عبدالناصرجبارالناصري

2010 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تأليه الشخصيات السياسيه بين الأمس واليوم

أن أخطر ماورثناه من النظام السابق هو ظاهرة تأليه الأشخاص أوربما نجعل من الشخص المسؤول اكبر من الاله بحيث نكفر في الهنا عندما نغضب ولا نستطيع أن نكفر في مسؤولنا حتى في اوقات غضبنا !!!
بحيث جعلنا من صدام حسين قائد الكون كله وجعلنا منه أكبر شخصيه دينيه في العالم واكبر شخصيه سياسيه واكبر شخصيه ثقافيه وعلميه وجعلناه افضل من رسولنا وأفضل من ائمتنا وأفضل من كل شيء على خارطة العالم الجغرافيه الأرضيه والسمائيه
ودفعنا هذا التاليه للشخص الى تكسير وظلم أباؤنا واخواننا وأبناء جلدتنا وجيراننا وقطينا رقاب الناس الابرياء من أجل عفيه يقولها لنا صدام حسين
وأستبشر العراقيون الشرفاء الذين لايعملون بنظرية تأليه الشخص بعد سقوط صدام حسين ولكننا أبتلينا بالموروث الفكري الذي يحمل نفس السايكلوجيه التأليهيه ومارسنا الكتابه على كل من يخالف افكار حزبنا الجديد ومليشيتنا الجديده
ولكن الفرق بين التاليه القديم والتاليه الجديد هو
كنا عندما نؤله صدام حسين نجعل من الاخرالمعارض عميل ونلصق به تهمة العماله الى اسرائيل او الى ايران او الى امريكا
وعندما نؤله زعيم حزبنا الاسلامي الجديد اليوم نتهم الاخر المعارض الى حزبنا بتهمة الكفر والالحاد ونتهمه بانه ضد مذهبنا وضد طائفتنا ونطالب بقطع رقبته وأجتثاثه وقتله اوتهجريه
فمثل تلك الظواهر السيئه تجعل من المواطن البسيط عباره عن دميه متحركه فقط تسمع ولاتتكلم وتشاهد ولا تعلق وترى الاخطاء ولاتقل تلك أخطاء وان تكلم فالتهمه جاهزه وتنفذ من دون تأخير
فالحزب السياسي اليوم قائم على عبادة رئيس الحزب وكل الاعضاء عباره عن دمى متحركه يحرك بهم رئيس الحزب مثلما يحرك بيدق الشطرنج وهذه الظاهره امتدت من الحزب السياسي الى الدوائر الحكوميه بحيث يصبح مدير الدائره الحكوميه هوالاله وبقية الموظفون عباره عن خدم عنده ومخلوقين لخدمة مديرهم وأذا تكلم الموظف كلمة الحق فألتهمه عليه جاهزه ويتهم بانه فاسق فاجر سارق قاتل غير منضبط ويتدخل في اشياء لاتعنيه لأنه تدخل في شؤون رب الدائره
وهذهالتصرفات تريد ان تجعل من المواطن العراقي ان لايستخدم عقله في النقد وهذه التصرفات تريد ان تجعل من المواطن العراقي فارغ المحتوى ومن دون أي عنوان
وظاهرة تأليه المسؤول تجعل منه الغرور والثفه الزائده بالنفس بحيث تجعل منه يعتبر من نفسه العصمه والثقافه التي تصمد أمام جميع الانتقادات وهذا ماعانى منه الشعب العراقي

أما ظاهرة التأليهيه الجديده في العراق الجديد ولاتقل عن الظاهره الأولى فهي ظاهرة المعارضه من اجل المعارضه والنقد من أجل النقد والسب والشتم من أجل السب والشتم وهذه ظاهره خطيره جدا بحيث تجعل من العقل مغيب أيضا ومثال على هذه الظاهره هو أتهام الحكومه بأنها فاشله ولا يوجد في الحكومه العراقيه بوادر نجاح واتهام الحكومه بانها طائفيه وسيل الاتهامات على الحكومه بطرق جزافيه غير واقعيه فهذه الظاهره هي أيضا منطلقه من مصدرها الأول وهو ظاهرة تأليه الزعيم والرئيس القائد .
وأن كل الذين يعارضون النجاح الذي يتحقق من هنا وهناك فهم ينطلقون من منطلقات توجهاتهم السياسيه والأقتباس من أقوال زعيمهم السياسي هذا أوذاك .
وأن الأنتقاد الصحيح والبناء هو أنتقاد حزب البعث بانه دموي وشوفيني وأن أعضاء حزب البعث عباره عن قتله ومجرمون فهذا الأنتقاد تصفق له القلوب قبل الاكف لأنه نقد موضوعي قائم على المصادر والشواهد الحقيقيه التي ذاقت وشربت من مرارة هذا الحزب وظلم صدام حسين المقبور والمقابر الجماعيه وفيديو المحكمه الجنائيه من مشاهد الذبح هو دليل واضح على جرائم البعث
وأخير أقول أنا وكل مثقف وكل سياسي شريف عليه أن ينتقد المظاهر السيئه بأدله كافيه وعليه أن يدعم المظاهر الجيده بأدله كافيه وعلينا جميعا أن نحترم عقولنا وعقول غيرنا لأن هذا ماأمرنا به أسلامنا وعلى كل من ينتمي الى حزب سياسي أن يصرخ بوجه أمينه العام أورئيسه وينتقده عندما يتصرف القائد بتصرفات غير صحيحه لاتنسجم مع المصلحه العليا للوطن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د