الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم مايكل مور من يصنع الحرب..؟ ومن يدفع الثمن..؟

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2004 / 7 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


أعادني فيلم المخرج الأمريكي مايكل مور (فهرنهايت 9-11) إلى مطلع الثمانينات إبان الحرب العراقية الإيرانية. كانت الحرب على أشدها، وكانت أغلب الأحزاب السياسية العراقية تؤيد استمرار الحرب وترى فيها الفرصة الوحيدة للإطاحة بالنظام الدكتاتوري ،. حملت معي إلى خارج الوطن في أول رحلة بعد (معجزة) رفع قرار منع السفر الجائر ورقة صغيرة تحمل أرقاما لا يفهمها غيري، كانت حصيلة فكرة دفعني لها عقلي الباطن.. نتاج جولة بغدادية شملت أحياء (المأمون) (المنصور) (المسبح) (الكرادة) (الثورة) (الشعلة) (الحرية) (المعلمين) (الوشاش) (الكرخ القديم) (البلديات) دونت خلالها عدد اللافتات السوداء (ضحايا طاحونة القادسية المجنونة) في كل حي. كانت الأرقام على بساطتها تؤشر ضحايا الحرب ومن أية طبقة ينحدرون بحكم مناطق السكن. طرحت استنتاجا تي المبسطة على أصدقاء في الحركات الإسلامية صادفتهم في عدد من العواصم وأنا في طريقي إلى براغ التي التقيت فيها عددا من قادة الحزب الشيوعي العراقي (شيخ الحركة الوطنية العراقية) في مقر مجلة قضايا السلم والاشتراكية وأعدت عليهم ما طرحته على الأصدقاء الاسلاميين ، قلت لهم: أعيدوا تقييم موقفكم من الحرب .. لأن وقودها هم أبناء الفقراء، وهذه الأرقام المتواضعة تعطي صورة عما أقول .. يومها دافع الراحل الكبير زكي خيري عن طروحاتي بحماس.
مايكل مور ذكرني بتلك الايام والاحداث وهو يلاحق أعضاء الكونغرس خارج مبنى الكابيتول حاملا بيده أوراقا ليسأل من يكلمه منهم إن كان مستعدا لإدراج اسم ولده للمشاركة مع القوات الأمريكية في حربها في العراق. أيضا مشاهد محاولات إقناع الفقراء من قاع المجتمع الأمريكي والمراهقين للتطوع في الجيش والذهاب إلى العراق ليعودوا جثثا في توابيت أو معوقين على عربات ..
هذه هي الحرب في كل مكان وزمان يصنعها من لا يدفع ثمنها ... ويدفع ثمنها المحتاجون والفقراء.
حقائق عديدة غير هذه طرحها مور في فيلمه المهم الذي يعتبر محاكمة سياسية لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش علاقة أسرة بوش بأسرة بن لادن، الأكاذيب التي مهدت لحرب العراق وغيرها.. رغم أن مور أكد في أكثر من مجال بأنه لم يخطط لصناعة فيلم سياسي وأن السينما برأيه تأتي قبل السياسة وكان يصر على تقديم نفسه في اللقاءات بأنه ابن عامل بسيط من ديترويت، وأنه ينتمي لحزب الشعب الأمريكي وليس من مؤيدي الديمقراطيين، إلا أن فيلمه سياسي بامتياز، فقد استطاع، ومنذ الدقائق الأولى اختيار لقطات ذكيه لا شك أنها كلفته مشاهدة عشرات الساعات من الأفلام الوثائقية ليربط فيما بينها بسيناريو كبير رغم بساطة فكرته.مشاهد (تبليغ الرئيس بوش بوقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر حين كان في زيارة لمدرسة أطفال). رصدت غباء الرئيس وعدم قدرته على اتخاذ القرار (مشهد مور وهو يتجول في باص في الشوارع المحيطة بمقر الكونغرس وهو يسألهم عبر مكبر الصوت إن كانوا قد سمعوا بقانون الوطنية، وهو القانون الذي اعتبره العديد من الأمريكيين ضارا بالحقوق المدنية، واعتبره المسلمون جاء لاستهدافهم، وكانت ردود أفعالهم أكثر من معبرة..
شخصيا كنت واقعا تحت اعتقاد مفاده عدم اهتمام الجمهور الكندي بالسينما السياسية، واكتشفت خطأ ذلك التصور وأنا أرى الإقبال الكبير على الفيلم.
صديق كندي سألني: هل شاهدت فيلم مايكل مور؟
كان ذلك قبل أن أشاهده، قلت له: لحد الآن.. لا..
أجاب: إذا أردت أن تفهم سياسة ادارة الرئيس بوش المبنية على الأكاذيب إذهب لتراه.. أنا شخصيا رأيته وأصبحت أدعو لمشاهدته لأنه أتاح الفرصة لنا ككنديين لنفهم الأكاذيب التي يصدرها لنا الجار الأكبر من ناحية، ولنتوجه بالشكر لجان كريتيان الذي أبعد عن بيوتنا توابيت الضحايا.، كندي اخر حدثني عن كيفية استقبال جمهور فانكوفر احدى اكبر المدن الكندية قال :
لقد وقف المشاهدون بعد انتهاء العرض وانطلقت اياديهم بالتصفيق وتلك ظاهرة لم نرها منذ زمن .


ليث الحمداني
رئيس تحرير جريدة البلاد –كندا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت