الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى أن تتدحرج كرة الثلج من القمة إلى السهل ؟ ج3

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2010 / 3 / 26
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قال رئيس الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالجنوب عبد الله بيردحا عن الصراع بفرع تارودانت في جريدة التضامن عدد 148 /مارس 2010 :
"المشكل يكمن في عدم استيعاب الكل لمعنى وجود فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. إذ هناك مشاكل قد تنتج عن أسباب قد تكون بسيطة ، و لكن إذا لم تعالج في حينها تكبر بالتدريج حتى تصبح ككرة الثلج تحجب رؤية الجهة الأخرى. المشكل في تارودانت ليس معقدا و عملية تجاوزه ممكنة و سنتعاون من أجل تخطيها و تجاوزها بما يجعل الفرع نشيطا. فلدينا من التراكم و التجربة ما يجعلنا متفائلين و مقتنعين. و كذلك هناك مناضلون و مناضلات لهم من المراس و التجربة ما يجعلهم على تدبير الإختلاف و تذويب الجليد في سبيل العمل النضالي الجاد و المسؤول و أستمد هذه الثقة و التفاؤل من علاقتي مع الرفاق و الرفيقات هناك و من الآليات التي تتوفر عليها الجمعية لحل الخلافات داخلها فنحن ديمقراطيون/ات. و لنا عقل يفكر و يبدع و هذا أساسي و لا يجب إغفاله."
و حتى لا تكون كرة الثلج التي تحدث عنها وهما لا بد من تعميق الحوار الجاد حول القضايا الحقوقية بتارودانت.
تعتبر الفترة الممتدة بين 1992 و 1994 حافلة بالأحداث بتارودانت و التي ساهمت بشكل كبير في تطور الحركة الإجتماعية الإحتجاجية ، و امتازت هذه الفترة بغطرسة السلطة و على رأسها عامل الإقليم الذي كان يتعسف على الجميع بواسطة لوبي يسيطر على السياسة و الإقتصاد لتيسير السيطرة على الماء و الأرض ، و لا غرابة أن يتم بناء 5 سدود بتارودانت على حساب أراضي الفلاحين الفقراء بالجبال لتوفير المياه للمستثمرين الرأسماليين الذين سيطروا على أراضي الفلاحين الفقراء بالسهل ، و تم تسخير الجماعات المحلية لبسط هذه السيطرة إلى أبعد حد بتفويت أراضي الجموع لهؤلاء الرأسماليين ، و لعب الخط البيروقراطي التصفوي النقابي بالكدش دورا هاما في استغلال العاملات و العمال الزراعيين لخدمة الإقطاع و الكومبرادور في الضيعات و معامل التلفيف ، فبعد القضاء على العمل النقابي الكفاحي بالكدش حلت مرحلة طرد العاملات و العمال بالضيعات و معامل التلفيف بدءا بضيعة سابيما و معمل سوبليم ، و تم بناء جبهة للتصدي لهذه السياسة من طرف المناضلين المكافحين بعد مواجهة هجوم عامل تارودانت على ثانوية سيدي و سيدي في نونبر 1992 و توقيف رجلي تعليم هناك.
و تم فضح تعسفات العامل على نساء و رجال التعليم و تواطؤ القيادة البيروقراطية للكدش بعد نشر هذا الحدث بأعمدة جريدة الطريق ، و كان مضمون الرسالة التي تم نشرها يحمل دلالة واضحة برزت بوضوح تحالف النقابة و السلطة ضد نساء و رجال التعليم ، بعد سنوات من التواطؤ بينهما ضد العاملات و العمال الزراعيين و الفلاحات و الفلاحين الفقراء ، و سرعان ما نمت حركة اجتماعية احتجاجية بتارودانت بعد فضح الخط الإنتهازي الحزبي بعد انتخابات 1992 عكس ما كانت تنتظره الجماهير الشعبية ، لتنضج شروط مواجهة الخط البيروقراطي التصفوي النقابي الذي عمل على تجميد العمل النقابي لفسح المجال أمامه لتمرير السياسات الطبقية ضد مصالح الطبقات الشعبية بتارودانت ، و برزت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين في الواجهة بدعم من المناضلين المكافحين و انتعشت حركة المعطلين بالمدينة ، لتكتمل شروط بناء حركة حقوقية مكافحة خاصة بعد المؤتمر الرابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
هكذا توفرت شروط تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتارودانت باعتبارها واجهة نضالية صامدة يمكن لها استيعاب التناقضات الأساسية للصراع الطبقي بالمدينة ، لتبدأ مرحلة التأسيس لفعل حقوقي مكافح بتارودانت بعد ترسيم اللجنة التحضيرية في دجنبر 1995 و التي ضمت عدة لجان بكل من أولاد تايمة و تالوين و أولاد برحيل و طاطا ، و أعتقد أن رئيس المكتب الجهوي للجنوب كان الحاضر الغائب في هذه المرحلة رغم تواجده بطاطا التي كانت ممثلة بفرع تارودانت ، أما لجنة أولاد تايمة فلم تقو على التحول إلى فرع إلا في 2009 عكس لجنتي تالوين و أولاد برحيل اللتين اضمحلتا، و استمرت اللجنة التحضيرية بتارودانت لمدة سنتين كاملتين ليس لعدم توفر الشروط الأدبية و المالية لتشكيل مكتب الفرع و لكن نظرا لحسابات سياسية ضيقة مازالت تداعياتها قائمة إلى يومنا هذا ، فلماذا عرقلة تأسيس مكتب الفرع كل هذه المدة ؟ ذلك ما يمكن الإجابة عنه في نونبر 1997 أثناء الجمع العام التأسيسي الذي عرف صراعات مريرة من أجل هيمنة فصيل سياسي معين على حساب عدة فصائل ، الشيء الذي ساهم في عرقلة عمل لجنة أولاد تايمة التي توفرت على جميع الشروط الأدبية و المالية لتصبح فرعا ، كيف لا و أولاد تايمة مركز الحركة العمالية للعاملات و العمال الزراعيين إلا أن هاجس الهيمنة على فرع تارودانت حال دون تطور فرع أولاد تايمة.
لقد شكل ملف سوبليم أو ما يعرف بالكيلومتر 65 ، و هو الذي تم اعتماده في مناقشة عمل ترسيم اللجنة التحضيرية و يبعد عن أولاد تايمة ب 21 كيلومتر ، إلى جانب ملف ضيعة سابيما بمشروع العين عاملين أساسيين للصراع من أجل التحكم في مكتب الجمعية من طرف فصيل سياسي معين ، و تحولت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مجال للصراع من أجل التحكم في تسيير و تدبير شؤون المكتب بعد هيمنة هذا الفصيل ، و هو يعمل دائما على إقصاء جميع الفصائل ليس من منطلق الصراع السياسي الفعال و لكن من منطلق السيطرة البيروقراطية و بناء الخط التصفوي ، ذلك ما وقع ضحيته العديد من المناضلين و على رأسهم المناضل العمالي (ب .ك) الذي توفي في ظروف غامضة ، و عمق هذا الفصيل سياسة الإقصاء هذه عندما سيطر على جميع المؤتمرين في المؤتمر الخامس في 1998 بعد بضعة أشهر من السيطرة على مكتب الفرع ، الذي عرف بعد المؤتمر اضمحلالا خطيرا بعد تجميد أعماله بشكل كلي حيث لم يبق في المكتب إلا 3 أعضاء من أصل 11 عضوا ، أما أحد الفصائل فانسحب من الصراع منذ التأسيس ليتم تجميد عمل لجنة أولاد برحيل و تسود السيطرة على المكتب لفصيل واحد يستغل ملفي سوبليم و سابيما ، و بالموازاة تم التفكير من طرف فصيل آخر في العمل بنقابة الإتحاد المغربي للشغل عله يتمكن من المساهمة في إنعاش الحركة العمالية التي تم ضرب أسسها من طرف الخط البيرقراطي التصفوي بالكدش ، و هكذا بروز الخط البيروقراطي التصفوي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعد مدة وجيزة من العمل لم تتعد 3 سنوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م