الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب المراة المستقل ضمان لتحقيق حريتها

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2010 / 3 / 27
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


ان من اهم الامور التي وقف المسلمون حائرين تجاهها هي قضية تعليم المرأة اولا ثم تحريرها من التقاليد البالية المنهكة التي اثرت عليها وجعلت منها انسانة قابعه في البيت ليس لها وجودا اجتماعيا مؤثرا بل تاثيرها في البيت يكاد يكون موجودا نتيجة الصيغة الذكورية التي يحيطها المجتمع بها وهاتين القضيتين تعليم المرأة وتحريرها هما اول قضيتين استلهما النهضويون العرب في مشروعهم الفكري نحو النهضة بالمجتمعات العربية ، حيث اعجب رفاعة الطهطاوي اشد الاعجاب بالمراة الفرنسية وطالب ان تاخذ المراة العربية ولو بشئ قليل مما وصلت اليه المراة في اوربا من ناحية تعليمها وتحريرها من التقاليد البالية . والشيئ العجيب في هذا نحن اليوم في الفية الثانية وما زالت المراة في مجتمعاتنا تعاني من منعها من التعليم حيث تصل الى مرحلة الجامعة وتمنع من اكمال دراستها في الجامعة بحجة انها عورة ولا يجوز ان يُسمع صوتها او يُرى وجهها واذا سمح لها بالدوام في الجامعة فانها تحاط باسوار من التابوات التي لا تسمح لها حتى بالتنفس من قبيل التشدد في مسالة الحجاب بالتالي فالمراة ضمن هذا السياق تعاني الامرين من عدم التعليم من جهة وعدم الحصول على حريتها من جهة اخرى .
لذلك فان قضية تحريرها وتعليمها هما متلازمتان يتطلب تحقيقهما سوية وليس بانفصال مسالة عن اخرى .
وبسبب الاستبداد الذي عاشه مجتمعنا من قبيل تسلط الدكتاتورية والحروب التي خاضها المجتمع خلفت بمجملها خطابا سلطويا قاهرا عاجزا عن الانصات ورافضا للحوار يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة والحقيقة ليست مطلقة في كل الاحوال كما يقول بيرون الاغريقي في القول المنسوب اليه /ان كل حقيقة احتماليةكما ان هذا الخطاب يزعم لنفسه مرجعية عليا يستمدها من السماء والمستمد من السماء لا يناقش فهو مقدس .
وهذا الخطاب نراه صادرا من مؤسستين تتحكمان االيوم في مجتمعنا اشد التحكم اولاهما الدينية والثانية العشائرية والمحصلة لهذا الخطاب هو استبعاد المراة وقهر لها واستضعافها اشد الضعف .
والمشكلة الكبرى في هذا المجال هي تخلفنا عن الركب العالمي في قضية تحرير المراة في العالم العربي الاسلامي والعراق بشكل خاص بكثير فنحن ما زلنا منشغلين في قضايا تخص المراة كتعليمها وحريتها في حين ان الاخر قد سبقنا بالكثير وتجاوز مناقشة هذه المسائل فهو اليوم يناقش مسائل اهم من المساواة بين الرجل والمراة وقضية تعليمها وتحريرها فهذه القضايا اصبحت لديه من البديهيات فهو اليوم يناقش مسالة هوية المراة المستقلة .فالمراة تحاول التعبير عن هويتها المستقلة عن هوية الرجل ،صحيح اننا نرى المراة اليوم وزيرة في العراق وفي بعض البلاد العربية وقاضية في بعضها كما في تونس واليمن وبرلمانية كما في العراق والكويت مؤخرا ولكن ما زالت المراة تابعة ضمن هذه المناصب تتصرف كما يريد لها الرجال ولا يوجد لها هوية مستقلة بذاتها كأمراة في المجال السياسي فالبرلمانية العراقية اليوم نراها منفذة لارادة سياسية فُرِضت عليها ضمن واقعا مستعبدا لها ومستضعفا فوجودها ضمن هذه المستويات وجودا ليس حقيقيا معبرا عن هوية مستقلة بل هو وجود اعتباري تنفيذي ظاهري لذلك وجب على الحركة النسوية ان تحقق هوية مستقلة بذاتها مستغلة الوضع الديمقراطي في العراق الذي يسمح لها بالتحرك في حرية ولكن للاسف لم تتمكن الحركة النسوية في العراق اليوم من تحقيق هوية قائمة بحد ذاتها للمراة داخل الوزارات العراقية او داخل البرلمان العراقي فهي سائرة ضمن التقسيمات الطائفية وضمن الارادة السياسية والسبب في ذلك عدم وجود خطاب نسوي قائم بعيدا عن ارادة الرجال لتحقيق حلم حريتها بهوية مستقلة .
وكلامنا هذا لا يقلل من شان الحركة النسوية في العراق التي كانت رائدة في مجال حرية المراة وتحقيق احلامها في عيش كريم لها واستطاعت ان تحقق الكثير ولكن الطريق ما زال امامها طويلا لتحقيق هويتها ضمن خطاب نسوي نهضوي يعترف به الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير