الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرا أبا إسراء...كان لابد أن تخسر!

تانيا جعفر الشريف

2010 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ألتوقعات التي سبقت إجراء الإنتخابات العراقية صبت بمجملها إلى إن السيد المالكي سيكتسح الجميع عطفا على إنجازه العظيم باستتباب الأمن الذي هو كما يفترض أن يكون محور العملية السياسية ومقياس فشل أو نجاح السياسيين .. لكن مالذي حصل ولماذا فشل المالكي في الحصول على نصف ما كان يتوقعه من أصوات وبالتالي من مقاعد ؟
من خلال قرائتي المتواضعة واستقرائي للأمور التي سبقت وواكبت العملية الإنتخابية يمكن لي أن أستخلص الأسباب التالية التي أطاحت بالمالكي(إلى حد ما) شعبيا:
1....فشل السيد المالكي إبتداءا في كسب أي حليف لاحق بسبب عدم مرونته في معالجة نقاط خلافه مع شركائه في العملية السياسية وعدم قدرته على توظيف نجاحه الأمني في سائر خطواته اللاحقة بل العكس هو الذي حصل .. ففي الوقت الذي اتسعت مساحته الشعبية ضاقت مساحته السياسية وطبعا الخصوم السياسييون سخروا انجاز المالكي الفردي لخدمتهم من خلال الترويج إلى إن تصرف المالكي ينم عن استبدادية جديدة وإنه يتصرف بفردية ودون استشارة الغرماء ..
2.... وعطفا على أولا ففي الوقت الذي ينبغي بالسيد المالكي أن يستغل حالة(الرضا) التي ترتبت على إنجازه الكبير أمنيا وخصوصا من المشككين (العرب السنة) أقول حتى في هذه فشل فشلا ذريعا أعاده إلى دائرة الإتهام بالطائفية وذلك بسبب تضييق الخناق على أبناء الصحوات الذين لولاهم لما تمكن ولا أمريكا من بسط نفوذه على الأنبار وصلاح الدين وغيرها فلمجرد أن شعر بالقوة ارتأى القضاء على الصحوات في وقت دعم مجالس الإسناد المرتبطة به رغم عدم الحاجة لهم .
3... وعطفا على ثانيا إرتكب خطأ" كبيرا آخر بدمجه الميليشيات (الشيعية) عدا الصدريين بمراكز أمنية وإدارية حساسة دون مؤهلات وأعطى للبعض منهم مراكز إدارة واتخاذ القرار وقيادة القطعات العسكرية على حساب الكفاءات العراقية التي يئست من أن تنال فرصتها وحقها ورفض للأسف دمج أفراد الصحوات الأبطال إلا بنسبة 20% وبتدخل أمريكي مباشر.
4....ألدور السلبي للدائرة الإستشارية المحيطة بالسيد المالكي فهذه الدائرة طائفية بامتياز وتصريحات أفرادها تستفز الشعب لدرجة كبيرة ناهيك عن عدم وجود خطاب سياسي موحد يجمعهم وأعتذر إذ أورد أسماءا من قبيل سامي العسكري وعلى الدباغ الناطق الرسمي للسيد المالكي وكمال الساعدي وحيدر العبادي وغيرهم كثير..
5....محاباته المبالغ به جدا تجاه بعض المحسوبين عليه في الحكومة لدرجة روج خصومه السياسيين إلى إن المالكي يرأس مافيا المفسدين في الحكومة خصوصا ما تعلق بوزارات خدمية قدر لوزراء من حزبه أن يستأزروها كالكهرباء والبلديات والتجارة والتربية وإصراره غير المبرر على عدم فتح ملفاتهم لأسباب لازلنا لانعرفها إلى الآن
6.... وفي ضروف بالغة الحساسية سياسيا أناط بأشخاص محسوبين عليه مناصبا حساسة دون مبررات بتنصيبه فردا من حزبه لرئاسة هيئة المساءلة والعدالة وتلاها توليته لآخر رئاسة جهاز المخابرات والأعتى مكافئته لمن عد شعبيا فاشلا في إدارة الملف الأمني ببغداد (عبود قنبر) ونقله معاونا لرئاسة أركان الجيش بدلا عن محاسبته..
7.... وعد البعض زياراته الإنتخابية الأخيرة للمحافظات تبديدا للثروة الوطنية وهدرا للمال العام وإنها ليست زيارات رئيس وزراء يتفقد أحوال شعبه وطبعا هذا الأمر إستغله خصومه السياسيون أحسن استغلال.
8... ولعل أكثر التصرفات إضرارا بموقفه الشعبي كان توقيت صدور قرارات هيئة المساءلة والعدالة في خضم بدأ العملية الإنتخابية وشمول شركاء الأمس السياسيين بقراراتها الغبية كالمطلك والعاني بل عد البعض ونجح في تصوير الأمر على إنه إقصاء لقيادات مكونات أخرى وليس للبعث الصدامي علاقة بها فتعبأ الشارع السني وجزء من الشارع الشيعي ضده وكل هذا صب بشكل كامل في صالح خصمه السياسي الأول السيد أياد علاوي
9... فشله الذريع خلال سنوات رئاسته الأربعة في رسم صورة عربية للعراق وبقائه مراوحا في مكانه مما فاقم من عزلته العربيةواتساع دائرة اتهامه بمولاة إيران
10.... حادثة الفكة وما رافقها من سكوت غير مبرر من الحكومة متمثلة به ودائرته في وقت أجج خصومه الشارع العراقي على ما حصل والأسوء قمعه من خلال الأجهزة الأمنية لأي توجه شعبي للتعبير عن رفض ما حصل .ألأمر الذي ألقى بضلاله على تولد تصور شعبي جديد مفاده إن القادم أسوء في ما يتعلق بالموقف من إيران الطامعة .
11... تخليه المطلق عن حلفاء الأمس وعزل مكون سياسي مهم أوصله لسدة الحكم وعدم قدرته أو محاولته إستمالة البعض منهم (التيار الصدري) وإقصائهم بعد خطة فرض القانون من كل منصب إداري أو وظيفي مهم فابعد مدير شبكة الإعلام ومدير القوة الجوية فقط لكونهم صدريين وطبعا سواهم كثر وعين عوضا عنهم من التابعين لحزبه
12.... وتلك نقطة مهمة تتمثل بعدم مصارحة شعبه بحقائق الأمور فهو وللسنوات الأربع كان يصرح بأن الحكومة هي حكومة وحدة وطنية ولكنه فاجأ الجميع خلال الإنتخابات بأن القوى السياسية المشتركة معه في إدارة الدولة تحجمه من الإضطلاع بدوره فعد البعض تصريحه ذاك من باب الترويج الإنتخابي والنيل من الخصوم ..
13... وتلك ايضا نقطة غاية في الأهمية ربما غفل السيد المالكي عنها وتتمثل إنه وبعد فوزه الكاسح في إنتخابات مجالس المحافظات مارس حزبه في تلك المحافظات دورا سلطويا إستبداديا وحاول تطبيق نظرية الحكومة كحزب ديني لا سياسي ومن تلك الممارسات مثلا عد مجلس محافظة واسط تعاطي الخمور أوبيعها أو تداولها جريمة قانونية(خلافا للقانون طبعا ) وكذلك مرافقة محرم لكل عضوة في المجلس وتحريم مجلس البصرة حلق الذقون وأساليب أخرى لم يكشف عنها في بقية المحافظات
14... وليعذرني السيد المالكي أشعر إنه أصيب في ضوء تعاظم شعبيته لفترة ما بالغرور وتصور إن الأمور بدت في متناوله متناسيا إن أغلب أبناء الشعب العراقي سياسييون محنكون أيضا وقد يفوق بائع الشاي المتجول أو الإسكافي البسيط أو عامل البناء فهما بالسياسة ومجريات الأمور أكثر مما يفهمه وزير في حكومة المالكي كخضير الخزاعي مثلا الذين اطلق النار من مسدسه الشخصي على جموع من طلاب إعدادية إعترضوا عنده لتأخر توزيع أسئلة الإمتحان الوزاري.
15... ويؤاخذ عليه كثيرا عدم جديته في حسم قضايا مهمة وتركها مركونة وخصوصا قضايا المعتقلين بلا مذكرات قبض والموقوفين بلا دعاوى جنائية وكذلك تفشت في فترة حكمه وبسكوت منه ظاهرة (المخبر السري) والتي على أثرها يقبع آلاف المعتقلين في السجون والمواقف ناهيكم عن الإنتهاكات التي طالت الكثير من أبناء الشعب خصوصا ما تعلق منها بالصحفيين والنساء وتفشت في عهده ظاهرة غاية في الخطورة وهي ازدياد نسبة المتسولين وخصوصا المتسولات وأطفال الشوارع دون معالجة تذكر..
كل هذه الأمور وربما سواها لابد أن يكون لها أثرا في توجه الشارع العراقي للتغيير(أي تغيير كان) وهنا لاأدعي إن البديل يكون افضل فالعراقي لسان حاله يقول جربنا فلان وفشل فلنختر سواه لعله أفضل وتلك محنة هذا الشعب مع السياسيين الطارئين الذين أتت بهم أما الصدفة أو أمريكا إلى الحكم فمتى يتوقف جرح الجسد العراقي عن النزف؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أشرقت وأنورت
حبيبة الدمنهوري ( 2010 / 3 / 27 - 17:28 )
أشرقت وأنورت.... لم هذا الغياب الذي طال عن حده ياست تانيا؟ عسى أن يكون المانع خير !
هل لمشاكساتكِ لقواعد النشر دخل في غيابك المؤسف ؟
وهل ستحرصين لاحقا بدوام الحضور والعطاء دون مشاكسة مع أدارة الحوار؟
تانيا ! والله ألك وحشة . وكفاكِ أعتكاف ..


2 - أسوأ أنواع الحكام هم الذين يحكمون بإسم الدين
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 28 - 05:10 )
السيدة تانيا
ليس هناك كثير خيار أمام أغلب العراقيين عندما يتعلق الأمر بالإنتخابات ، لأن لا أحد من كل المرشحين يستحق أن يقود بلد الرافدين
وعندما تقل خيارات الناس ، فسيختارون أهون الشرين ، وأعتقد أن علاوي هو الأهون والفارق كبير جداً في نوعية الرجلين
شخصياً .. أفضل إختيار الشيطان والتعامل معه وقبوله ، قبل أن أفعل كل ذلك مع رجل طائفي وحرامي وديني عن حيلة وليس عن إيمان ، رجل باعنا بسعر قشرة بصل لأيران ولكل التيوس الطائفية ، رجل عجز عن رؤية وسماع والإحساس بكل جراح وآلام شعبه
بقى أن نرى ماذا في جعبة القادم الجديد !! ؟ ومهما كان في جعبته فلن يأتينا من خلال الرحم الديني الطائفي الضيق اللزج الذي لا يلد غير المسوخ
ومن يدري ..... قد يحمل لنا علاوي الجديد الجيد !! وماذا سنخسر في تجربة الجديد بعد أن غصصنا بالقديم الذي ما قدم لنا غير الخراب ؟
تحياتي


3 - كلهم بالهوى سوى
سمو الأمير ( 2010 / 3 / 28 - 11:31 )
عزيزتي: ما ذكرتيه عن المالكي في هذه النقاط كان مثله لأياد علاوي والجعفري ولا أريد هنا الدفاع عن المالكي لكن علاوي حينما جاء للوزارة لمدة سنة أيضاً أدخل لوزارته مجرمين ولصوص ومن أزلام النظام السابق وحينما فشل إدعى أنه لم يخترهم هو بنفسه وجاءت بهم كتلهم كما يدعي المالكي الآن وأياد علاوي جلب لوزارة التعليم العالي الرئيس السابق للإتحاد الوطني لطلبة العراق في الناصرية طاهر البكاء وهو الآن لاجيء في أمريكا وللكهرباء اللص الهارب أيهم السامرائي وللدفاع اللص الهارب حازم الشعلان وللداخلية قريبه البدران وعين عدد من حمايته ومستشاريه من أقارب زوجته الثانية وهي علوية من عائلة الحصونه في الناصرية أما إختلافه الوحيد عن المالكي وللحق يقال أن المالكي وطني نظيف من ناحية عدم إرتباطه بدول الجوار أو الدول الأقليمية أو مع المخابرات الغربية وخصوصاً الأمريكية كما هو الحال مع الدكتور أياد علاوي , والجميع الآن كلهم بالهوى سوى لكن مع بعض الإختلافات البسيطة في بعض الأشياء وأبوك الله يرحمه وشكراً لك ...


4 - ألأخت حبيبة الدمنهوري
تانيا جعفر الشريف ( 2010 / 3 / 28 - 15:41 )
ألعزيزة حبيبة/ مع إني لا أتذكر إنك بق ومررت بتعليق على كتاباتي لكن دخولك العبق اليوم يدل إنك تتابعيني باستمرار.. شكرا لفيض روحك الطيبة .سأحاول أن أكون قريبة مما تتمنين وبعد أنا متوقفة من زمن من الكتابة والتعليق الا ما ندر لأباب لعل من ضمنها ما ذكرت شكرا لاشتياقك وتقبلي محبتي


5 - أخي الحكيم البابلي
تانيا جعفر الشريف ( 2010 / 3 / 28 - 15:49 )
شكرا لمروركم الكريم المهذب وتحليلكم الموضوعي .. نعم أخي أضم صوتي إليك نتمنى أن يكون القادم أفضل وشخصيا أعترف إن المالكي فعل الأهم وهو الأمن مع إنه كان محاطا باعدائه الأخوة فكان الله في عونه مؤاخذتي عليه إنه نعم حابا إيران وتهاون كثيرا مع المفسدين ولكن لا أشك أبدا بوطنيته.. أكرر شكري لوجودك وطرحك


6 - سمو الأمير
تانيا جعفر الشريف ( 2010 / 3 / 28 - 15:55 )
سيدي ولكن لاتنسى إن بريمر لا علاوي هو الذي شكل حكومة علاوي وإن لم يختلف الحال كثيرا عمن تلوه(الجعفري والمالكي ) والفرق إن الأحزاب هي التي فرضت الوزراء وحقيقة أرى وباسف إن أمريكا أحرص من هذه الأحزاب على نجاح الحكومة .. نعم أبو إسراء وطني وشريف ولكن وضعيف في أمور حساسة.. تحياتي واحترامي البالغ لوجودك سمو الأمير


7 - أخت تانيا
فدى المصري ( 2010 / 3 / 28 - 16:42 )
عودة جميلة وسط صخب الفوز والنجاح بالانتخابات البرلمانية ، ووفق ما يسودها من مهاترات وتجيش للنفوس
ليس المهم من يفوز الأهم أن يكون خير للبلاد ولصالح العام من الشعب وأن يبدي حسن نبيته امام معاناة شعبه الذي يكبر، وما يطاله من أفقار جماعي لبلاد النفط والبترول .

تحياتي للعودة.


8 - تحليل دقيق
صدى العراق ( 2010 / 3 / 28 - 21:56 )
تحليل دقيق ومنطقي الذي ذكرتيه في مقالتك القيمه والسبب في ذلك متابعاتك لمجريات الامور بدقه دون ان تتناسي شي مهم اخر والحقيقه ان السيد المالكي
تجاهل كثير من فئات الشعب التي وقفت بجانبه واوصلته لسدة الحكم ولكن ياسيدتي الملك عقيب وكرسي الحكم اغلا من الزوجه والولد بل اغلا من البلد
هذه طبيعة الانسان في مجتمعاتنا مع الاسف يتمسكون برايهم ويستبدون في حكمهم ولن ياتي شخص يحكمنا كما نريد بل الاتي اسؤا والمالكي واحد منهم
تحياتي لكي ومزيدا من الابداع وثبات على الموقف والمبدا والاهم الولاء للوطن


9 - فدى المصري
تانيا جعفر الشريف ( 2010 / 3 / 29 - 06:01 )
أضم صوتي إليك وأتمنى أن يستوعب اللاحقون السابقين لا كما فعل السابقون رغم إنجازاتهم وإن كنت أتمنى (بتحفظ) أن يعطى السيد المالكي فرصة أخرى بكامل الصلاحيات .سرني مرورك ووجودك

اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟