الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية طموح و تحدّي

فاطمه قاسم

2010 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لحسن الحظ، فإن قمة سرت، تنعقد في حالة غير مسبوقة من وضوح الحقائق السياسية، بحيث لا يحتاج الأمر إلى تفسيرات ولا تأويلات، ويحول دون الاختباء وراء ترتيب الكلام، أو الهروب إلى مواقع الاختلاف و الخصام.
وها هي الحقائق الموضوعية و الصادمة؟
تقول بكل بساطة، أن نتنياهو و تحالفه الإسرائيلي المتسلح بالقوة والتطرف ، لا يقبل أي مفاوضات إلا بشروطه، و شروطه تعني مفاوضات من اجل المفاوضات لا يخرج منها شيء، لهذا فإن المبادرة العربية للسلام لا تعني شيئاً من جانب واحد، لان المطلوب القبول بالسلام مع إسرائيل كما تريد، و مع الاحتلال كما هو، و مع الاستيطان و التهويد كما تحب إسرائيل وتوافق عليه، فهذا هو نمط السلام الإسرائيلي، و ها هي إسرائيل تصرخ بلا في وجه حلفائها الاستراتيجيين، فكيف بجيران حدودها العرب و بوضعهم وظروفهم الراهنة؟
و هكذا:
فإنه لا غموض ولا لبس في الموقف، بالعكس فهناك وضوح أكثر من المطلوب، و ليس هناك وجهات نظر عربية تفيد أكثر من غيرها، فكل الصيغ العربية مرفوضة، و كل الرهانات العربية أمامها أبواب وطرق مقفلة، و كل الخلافات العربية تقود إلى نفس الجدار المغلق، فماذا ننتظر؟
المطلوب من القمة العربية أن تعود إلى ذاتها،أن تعود لتجيب على الأسئلة التي طالما هربت منها، إلى الحقائق والوقائع كما هي و ليست الافتراضات الغير مقنعة، و لنأخذ مثالاً موضوعيا على كل ذلك، و هو القدس، في القدس اشتباك كبير وحقيقي من أجل البقاء، يقوم به المقدسون بشكل يومي، و لكن هؤلاء المقدسيين لا يعيشون في اللاواقع، ، أو افتراضية، إنهم هناك في قلب القدس التي لا يوجد قدس غيرها، في الحرم القدسي، في المسجد الأقصى، في قبة الصخرة، في القدس العتيقة، وعلى بوابات القدس القديمة يشتبكون مع الوجود الإسرائيلي بكل تفاصيله من أجل البقاء و الحياة و الصمود و الانتصار، و لكي ينجحوا فإنهم يحتاجون إلى مقدرات حقيقية، يريدون مساكن، و ترميم مساكنهم القديمة، التي يدفع الإسرائيليون و اليهود ثمنها ملايين، و لكن المقدسيين وبرغم ترهل البناء واستحالة الحصول على موافقات لترميمها إلا أنهم يتمسكون بها، لكنهم يحتاجون أن يتعلم أولادهم، يريدون مدارس، ويحتاجون أن يعالجوا مرضاهم، و يريدون مستشفيات، و فرص عمل و استثمار و حياة مستدامة، فإذا وفرت القمة العربية ذلك، فإنها تكون أولاً قمة عربية، و تكون قمة ناجحة، و بدون ذلك فإنها تكون قمة فاشلة بامتياز.
فإن الشعارات في وجه الحقائق الساطعة كالشمس لا قيمة لها على الإطلاق، بل القيمة هو العمل، القرارات العملية،والحقيقية فالفلسطيني الذي يقوم بالمواجهة. ضد الاستيطان و التهويد و العربدة، ليس بحاجة إلى نصائح، ولا إلى بيانات مليئة بنصائح وهو في قلب الميدان يقاتل و يشتبك؟ و ليس بحاجة إلى دروس و مزايدات و نظريات، إنه بحاجة إلى قرارات عملية، إمكانيات حقيقية، تفاصيل تدعم صموده وتجعل حياته قابلة للاستمرار والمواجهة .
أما على الصعيد الدولي:
فإن القمة العربية يجب أن تثبت للعالم المتعاطف وغيرالمتعاطف مع قضايانا على حد سواء، أننا نظام إقليمي عربي موجود و لو بالموقف الموحد، و أننا جزء من شبكة مصالح أمنية و إستراتيجية، و أننا لنا ثقل في كفة الميزان و أننا جزء من دورة الاقتصاد العالمي، و دورة الأمن العالمي، و دورة المواصلات العالمية، و أننا في قلب العالم و ليس خارجه ، و مثلما يطلب منا العالم تامين و احترام مصالحه، فيجب على العالم تأمين و احترام مصالحنا، وبهذا فإن القمة لا تطلب الكثير؟ لكن الأمر يحتاج إلى صدق مع الذات، و انحياز لهذه الأمة بدل الانحياز للعدو.

القمة طموح:
و كل عناصر الطموح موجودة، فنحن العرب قوة حقيقية و ليست وهمية، و واقع على الأرض و لسنا خيال.
القمة تحدي:
و كل أسباب و عناصر التحدي موجودة و واضحة بل هي في أشد حالاتها وضوحاً.
ندعو المؤتمرين لإنجاح القمة لأن فشلها سيكون مأساة مرتدة على العرب جميعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في القلب الف حسره وحسره
سمير احمد ( 2010 / 3 / 28 - 05:21 )
من يدعو الدكتاتوريين واللصوص والمرتشين والمهرجين وناهبي خيرات اوطانهم الى شئ مفيد وخير لابد انه يعاني من خلل واضح وفاضح في المنظومه الفكريه بشكل عام مأساة كبيره ان نقرأ كلمات وافكار بهذه السطحيه والتبسيط في زمن الوعي الجارف للشعوب
شئ من الاحترام لعقول القراء وخاصه قراء الحوار المتمدن ياسيدتي


2 - النظر باتجاه واحد
ماجد الامين ( 2010 / 3 / 28 - 17:53 )
السطحية بعينها هي النظرة الاحادية ،وعدم تقبل الرأي الاخر، وبعدين يا استاذ سمير خاف انت تكتب اشياء تدل على وعي جارف ، وظاممها ، عفية دلنا وين تكتب

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز