الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[ ذكر...فإن الذكرى تنفع العاقلين ! ]

زاهر زمان

2010 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


يحسن بنا أن نسرد بعضاً من الوقائع التاريخية الخاصة بالقضية الفلسطينية بمناسبة انعقاد القمة العربية فى مدينة سرت الليبية ، وأيضاً ‏بمناسبة تبجح ذلك الصهيونى المتطرف " نتنياهو " رئيس الحكومة الاسرائيلية ، الذى لا يخفى نواياه بشأن تهويد مدينة القدس الشرقية ، رغم ‏استنكار المجتمع الدولى لتلك الممارسات الاسرائيلية ، والتى لا تنم الا عن الاصرار الاسرائيلى الوقح على ابتلاع كل الأراضى الفلسطينية ، ‏غير عابىء بالتنازلات التى قدمها العرب والفلسطينيون من أجل اقرار السلام فى منطقة الشرق الأوسط لجميع شعوب المنطقة بما فيها ‏الشعب الاسرائيلى...لكن يبدو أن بعض القيادات الاسرائيلية من أمثال نتنياهو لا يهمها لا سلام الشعب الاسرائيلى ولا سلام غيره من شعوب ‏المنطقة ولا حتى السلام العالمى...بل كل مايسعى اليه هؤلاء هو تحقيق أمجاد شخصية ..حتى ولو دفعوا بكل شعوب المنطقة الى أتون الجحيم ‏‏!!! ‏
‏ تقسيم فلسطين :‏
‏ تبادرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية مع تحديد منطقة دولية حول القدس فى تقرير لجنة (بيل) فى عام 1947 ، ‏وتقرير لجنة ( وودهود ) فى عام 1948 ، وقد صدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينهما على يد الحكومة البريطانية لبحث قضية فلسطين ‏إثر الثورة الفلسطينية الكبرى ، التى دارت أحداثها بين الأعوام 1933 و 1939 0 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، واقامة هيئة الأمم ‏المتحدة بديلاً لعصبة الأمم ، طالبت الأمم المتحدة باعادة النظر فى صكوك الانتداب ، التى كانت عصبة الأمم قد منحتها للإمبراطوريات الأوروبية ‏، واعتبرت هيئة الأمم أن حالة الانتداب البريطانى على فلسطين ، هى أكثر القضايا أهميةً وتعقيداً0 لذلك قامت الأمم المتحدة بمحاولة لإيجاد ‏حل للنزاع العربى / اليهودى القائم على أرض فلسطين ، فقامت بتشكيل لجنة ‏UNSCOP ‎‏ من عدة دول ، مستثنية الدول دائمة العضوية من ‏تلك اللجنة ، وذلك لضمان الحياد فى عملية ايجاد حل لذلك النزاع 0 قامت لجنة ‏UNSCOP‏ بعد ذلك بطرح مشروعين لحل ذلك النزاع ؛ تمثل ‏الأول فى اقامة دولتين مستقلتين بينما تخضع مدينة القدس لإدارة دولية ، بينما تمثل المشروع الثانى فى تأسيس ( فيدرالى) ، يضم كلاً من ‏الدولتين العربية واليهودية 0 وقد مال معظم أفراد لجنة ‏UNSCOP‏ نحو المشروع الأول القاضى بدولتين مستقلتين باطار اقتصادى موحد مع ‏بقاء القدس تحت الاشراف الدولى0 المهم..قامت الأمم المتحدة بعد ذلك بقبول مشروع لجنة ‏UNSCOP‏ الداعى الى تقسيم فلسطين ، مع اجراء ‏بعض التعديلات على الحدود المشتركة بين الدولتين ، العربية واليهودية ، على أن يسرى قرار التقسيم هذا فى نفس اليوم الذى تنسحب فيه ‏قوات الانتداب البريطانى من فلسطين 0 أعطى قرار التقسيم هذا 55 % خمسة وخمسين بالمائة من أرض فلسطين للدولة اليهودية ، وقد ‏اشتملت حصة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحرى ( من إسدود إلى حيفا تقريباً ماعدا مدينة يافا ) وأغلبية مساحة صحراء ‏النقب ( ماعدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصرية ) ، ولم تكن صحراء النقب فى ذلك الوقت صالحة للزراعة أو للتطوير المدنى 0 ‏وقد استند مشروع تقسيم الأراضى الفلسطينية فى ذلك الحين ، على أماكن تواجد التكتلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتلات داخل حدود الدولة ‏اليهودية.[ ويتساءل المرء هنا : أين كان سكان فلسطين العرب عندما قامت تلك التكتلات اليهودية بالتكون والنمو بالشكل الذى مكنهم بعد ذلك ‏من منازعة أصحاب الأرض الأصليين على ملكيتها ؟ ] ماعلينا ..اللى حصل حصل وأصبح من المستحيل تغييره الآن بعدما أصبحت اسرائيل ‏دولة يعترف بها العالم أجمع وأصبح لها مندوب وعضوية فى كل المنظمات الدولية ..لكننا فقط نذكر السيد " نتنياهو " رئيس وزراء اسرائيل ‏وحكومته العنصرية بما كان من قدومهم من شتى أنحاء للعالم واستيلائهم على أراضى الغير بالقوة المسلحة بزعم حقهم التاريخى فى ‏الأراضى الفلسطينية !! المهم ..تم عرض مشروع التقسيم على الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وجرى التصويت عليه فى 29 / 11 / 1947 ، ‏فوافقت عليه 33 دولة وعارضه 13 دولة وامتنعت عن التصويت عشر دول وغابت عن التصويت دولة واحدة ، وعليه صدر عن الأمم المتحدة ‏قرار التقسيم الشهير رقم 181 فى 29 / 11 / 1947 0 رفضت الزعامات العربية خطة التقسيم ، ووصفوها بالمجحفة فى حق الأغلبية ‏العربية ، التى كانت تمثل 67% مقابل 33% من اليهود ، إذ أعطى المشروع لليهود 56.5 % من الأرض الفلسطينية ، فى الوقت الذى ‏كانوا لا يملكون أكثر من 7% فقط من التراب الفلسطينى !![ انظر اعتراض العرب لم يكن منصباً على مبدأ التقسيم من أساسه ، وانما كان ‏منصباً على عدم تناسب ماأعطى لليهود قياساً بما يملكونه بالفعل !! ] وعلى الجانب الآخر ، رفض المتشددون اليهود من أمثال مناحم بيجن ‏واسحاق شامير وبن جوريون مشروع التقسيم بزعم أن أرض فلسطين كلها يجب أن تكون ملكاً لليهود ، لإنها طبقاً لتخاريفهم وزعمهم هى ‏أرض الميعاد التى وعدهم الرب اياها ، وأن العرب غزاة ومحتلون لهذه الأرض ، وبالتالى يجب طردهم خارجها ، لتكون ملكية خالصة لليهود ‏‏!!! [ عجباً لهؤلاء الناس ولمنطقهم الأعجب ؛ يطالبون بحقوق لهم فى أرض كان أجدادهم قد سكنوها وأقاموا عليها دولة قبل ثلاثة آلاف عام ، ‏ثم حدث ماحدث وانهارت دولتهم وتشتتوا فى كل أنحاء الدنيا ، وغابوا عن تلك الأرض لثلاثة آلاف عام ، ثم يتجمعون فى القرن العشرين ‏ويستولون على أغلب الأراضى الفلسطينية بالقوة المسلحة ، ولا يكتفون بذلك ، بل يحاولون طرد أصحاب الأرض من أراضيهم بزعم حق ‏تاريخى يعود لما قبل ثلاثة آلاف عام !!] المهم تعاقبت الأحداث واستمر الصراع العربى / الاسرائيلى والذى بدأ بدايةً حقيقية فى عام 1948 ‏بالحرب الشهيرة بحرب فلسطين ، والتى كان من أهم نتائجها انهزام الجيوش العربية وترسيخ وجود الدولة الاسرائيلية فى فلسطين 0‏
‏ مقدمات حرب فلسطين 1948 :‏
‏-‏ كان رفض الزعامات العربية لمشروع قرار التقسيم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 / 11 / 1947 ، من ‏أهم الأسباب التى دفعت نحو الحرب التى نشبت بين العرب واليهود فى عام 1948 0 ‏
‏-‏ اجتماع الجامعة العربية التى كانت حديثة التكوين آنذاك واتخاذها لبعض القرارات التى كان من أهمها مايلى :‏
• اصدار مذكرة شديدة اللهجة ضد الولايات المتحدة وانجلترا0‏
• إقامة معسكرات تدريب فى قطنة بالقرب من دمشق فى سوريا لتدريب الفلسطينيين على القتال0‏
• تكوين جيش عربى أسموه جيش الانقاذ ، وجعلوا فوزى القوقجى قائداً له0‏
• رصد مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين0‏
ولقد بدأ تنفيذ تلك القرارات بتدريب الفلسطينيين فى قطنة بالقرب من مدينة دمشق عاصمة سوريا ، وتكوين جيش الانقاذ ، الا أن رسالة ‏اعتراض على ماكان يجرى وصلت من بريطانيا ، تقول تلك الرسالة : " إن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين وتدريبهم فى قطنة عملاً غير ‏ودى " 0 وعلى الفور اجتمعت الجامعة العربية وتشاورت فى الأمر واتخذت قراراتها بغلق معسكر قطنة وتسريح المتطوعين وسحب الأسلحة ‏من المعسكر والاكتفاء بتجهيز جيش الانقاذ مع تحديد عدده 7700 جندى ، وامداده ببعض الأسلحة 0 أما الأموال فلم يصل منها الى فلسطين ‏الا النذر اليسير !! ‏
‏-‏ عودة امين الحسينى :‏
عاد المفتى أمين الحسينى الى فلسطين _ بعد أن كان قد هرب منها الى لبنان – وبدأ يقود القتال ضد اليهود ، وكان معه البطل عبدالقادر ‏الحسينى . اجتمع الناس على قيادة المفتى الذى أراد الحصول على التأييد العربى ، فاتجه الى الجامعة العربية معلناً رغبته فى تكوين حكومة ‏فلسطينية وطنية يكون هو على رأسها وفقاً لما يريده الشعب هناك فى فلسطين ، لكن الجامعة العربية رفضت طلب المفتى أمين الحسينى دون ‏تبرير واضح !! بل ان الملك عبدالله الأول بن الحسين ملك الأردن قال لجولدامائير التى كانت وقتها ممثلة الوكالة اليهودية ؛ قال لها أنه يعتزم ‏ضم الجزء المخصص للعرب فى مشروع التقسيم ( الضفة الغربية ) إلى أراضى المملكة الأردنية الهاشمية !! كما أنه أخبرها بأنه عازم على ‏اقامة علاقات سلام وصداقة مع الدولة اليهودية !! وأتم عبدالله الأول ملك الأردن كلامه مع جولدامائير بالقول :" كلانا يواجه خصماً مشتركاً ‏يقف عقبة فى طريق خططنا ، ذلك المفتى أمين الحسينى " [ وكما أن أمر اليهود الذين استولوا على الأراضى الفلسطينية بزعم الحق ‏التاريخى الذى كان لهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام عجيب ، فإن أمر العرب الذين تم تمرير مخطط التوطين اليهودى فى فلسطين تحت ‏أسماعهم وأبصارهم أعجب !! إذ لم يكتفوا بالانصياع لرغبة بريطانيا فى عدم تمكين الفلسطينيين آنذاك من مقاومة المغتصب واسترداد ‏أراضيهم ، بل ان بعضهم كان يطمع فى سلبهم ماقرره المجتمع الدولى لهم من حقوق فى جزء من أراضيهم التى اغتصبها اليهود المستوطنين ‏فى فلسطين قبل اعلان قيام الدولة الاسرائيلية ، التى مازالت حتى الآن تحاول وبكل السبل تغيير الوقائع على الأرض بما يسلب الفلسطينيين ‏أية فرصة فى قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لما قرره المجتمع الدولى فى خارطة الطريق وغيرها من الاتفاقات ‏والقرارات الدولية !1]‏
ثار الشعب الفلسطينى بقيادة المفتى أمين الحسينى والقائد البطل عبدالقادر الحسينى ، غير أن جيش الانقاذ الضعيف رفض التعاون مع الحاج ‏أمين الحسينى ، لدرجة أن المرحوم الدكتور عبدالله عزام قال عنه فى تلك الفترة " إن فوزى القوقجى – قائد جيش الانقاذ – رجل تحوم حوله ‏الشبهات " 0 انتصر الفلسطينيون فى بعض المواقع بالسلاح البدائى الذى كان معهم وبالروح المعنوية العالية التى كانت تدفعهم ، ومن تلك ‏المواقع التى انتصر فيها الفلسطينيون كانت " ظهر الحجة " و " عين باهل " و " شعفاط " و " الدهيشة " ، لكن فرق التسليح الهائل جعل ‏الكفة تميل لصالح اليهود فى نهاية الأمر.‏
تحرك الشباب المسلم بعد ذلك وخاصة من مصر وسوريا لنجدة الفلسطينيين ، فحملوا السلاح وخرجت الكتائب لتدافع عن فلسطين ، وحققت ‏تلك الكتائب انتصارات كبيرة فى بداية الأمر فى مستعمرات النقب وبيت لحم والخليل وكفار ديروم وبئر السبع وحاصروا القدس حصاراً شديداً ، ‏فى الوقت الذى كانت فيه مدناً فلسطينية أخرى تسقط الواحدة تلو الأخرى فى أيدى اليهود ، حتى وقعت مذبحة دير ياسين الشهيرة ، ورفضت ‏الدول العربية بعد ذلك إرسال أية تعزيزات للمجاهدين ، ثم انقلبت الأمور بعد ذلك الى أن وقعت حرب عام 1948 عقب اعلان قيام الدولة ‏الاسرائيلية 0 ‏
‏-‏يلى ذلك قيام قادة اليهود باعلان قيام دولة اسرائيل فى 15 مايو من عام 1948 0 واعتراف العديد من دول العالم بتلك الدولة فور ‏الاعلان عن قيامها وعلى رأس تلك الدول فى ذلك الوقت : الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى وبريطانيا وفرنسا ، ثم توالى بعد ذلك ‏اعتراف بقية دول العالم بدولة اسرائيل باستثناء الدول العربية والدول الاسلامية 0 ‏
بقلم / زاهر زمان مع الاستعانة بالموسوعة الحرة ( ويكيبيديا )‏

يتبع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا