الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصوات في المشهد : مصطفى لغتيري : المشهد الثقافي في المغرب : افتقاد الرؤيا الواضحة.

مصطفى لغتيري

2010 / 3 / 28
الادب والفن


أصوات في المشهد : مصطفى لغتيري : المشهد الثقافي في المغرب : افتقاد الرؤيا الواضحة.

بقليل من التمعن في المشهد الثقافي في المغرب بآلياته ومؤسساته الثقافية بمختلف مواقعها التي لم تؤد أدوارا حقيقية ، يمكن التوقف على اختلالات عديدة تحول دون خلق المؤسسة الجديرة بهذا الاسم كاشتغال وتصور محيط وفعال ؛ في أفق خلق الاعتبار كممارسة يومية وتقليد وليس كشعار للاستهلاك. المشهد الثقافي في المغرب يحمل اكراهاته المبطنة ،يتم الحديث عنها بمقدار وبكيفية مقنعة . وفي الحاصل والمتحصل تبقى الأسئلة عالقة أمام صد وتبعية ملونة . مع هذه الوضعية المركبة ، تتخذ المؤسسات الثقافية كعربات للدفع أو مطايا..الشيء الذي خلق ازدواجيات واختراقات ضمن ظرف تاريخي مشحون يجعل الكتابة والأدب أمام تحدي البقاء والوجود. وكلما طرحت هذه الوضعية للتشخيص، ينطرح معها المشهد كشتات يحيا على فساد يتلون ، بتلون الفصول في غياب أشكال من النقد والإنصات وتبادل الفعالية برؤى وملامح واضحة ؛ قصد السعي لتدبير ثقافي يتجاوز الذوات والازدواجيات وخلل ترتيب البيوت..وهلم شرا .


نفتح هذا الملف عبر حلقات ضمن" المنعطف الثقافي " ، لتلمس ما تحت الحناجر، والإصغاء لصوت الكاتب المغربي ، لتقديم توصيفه للمشهد الثقافي في المغرب بين الاختلالات واجتراح الأفق .


 الملف من إعداد : عبد الغني فوزي

ضيف هذه الحلقة القاص و الروائي مصطفى لغتيري :
المشهد الثقافي في المغرب : افتقاد الرؤيا الواضحة.

لم يعد خافيا على أحد أن المشهد الثقافي المغربي يعاني من اختلالات عدة ، فلا شيء تقريبا يمضي في الطريق الصحيح، إذا استثنينا ب- بالطبع- بعض الجمعيات المحلية التي تقبض على الجمر ،و تحاول جاهدة ملء الفراغ، لتقديم الوجه الثقافي للمغرب بالشكل الذي يناسبه ، لكن المؤسسات المخولة للقيام بهذا الأمر، تعاني من معيقات داخلية ، تكبلها ، و لا تسمح لها بالانطلاق بالفعل الثقافي نحو الغاية المرتجاة منه ، فوزارة الثقافة أبانت خلال معرض الكتاب الأخيرأنها تفتقد لرؤيا واضحة ، مما يعني أن عملها يعاني من الارتجال و المزاجية ، و يبدو أن وزير الثقافة مصمم على المضي قدما نحو " فتوحات" جديدة ، قد تطيح بما تبقى من ماء الوجه ، إذ يشاع أن الوزير غير راض عن الدعم الذي يتلقاه الكتاب من الوزارة ، و ينوي التخلص منه . إذا صدق ذلك فستكون الطامة الكبرى ، أما بخصوص اتحاد كتاب المغرب فما حدث له مؤخرا من إقالات و استقالات لا يزال يلقي بظلاله على وتيرة عمله ، وربما سيستمر الأمر طويلا إلى حين انعقاد المؤتمر القادم ، و بالتأكيد أثر كل ذلك و سيؤثر على اشتغال الفروع ،التي دخلت في سبات عميق ، أما بخصوص دور النشر فأول ملاحظة يمكن أن تسجل عليها هي عدم قدرتها على مواكبة الإنتاجات الغزيرة للكتاب المغاربة ، حتى أصبحت دور النشر المشرقية تزاحمها في نشر الكتاب المغربي ، و إذا تحدثنا عن الإعلام الثقافي ، فنلاحظ أنه في واد و الحركة الثقافية المغربية في واد آخر ، إنه لا يعبر عن الفورة الإبداعية التي يعرفها المغرب في السنين الأخيرة ، و إذا كان الإعلام المكتوب يقوم بمجهودات مشكورة ، فإن الإعلام المرئي لا زال لم يع بعد ضرورة حضور الإنتاج الثقافي في خريطة برامجه ، ولولا نقطة الضوء التي يمثلها برنامج "مشارف " لقلنا إن تلفزيوننا عدو للثقافة ، لذا سنكتفي بالقول بأنه لم يع بعد دور الثقافة المحوري في تكوين و تنمية شخصية المواطن المغربي ، و لا ننسى بهذا الخصوص الإشادة بالمجهودات التي تقوم بالإذاعية اسمهان عمور من خلال استضافتها للكتاب المغاربة و التعريف بالإصدارات الجديدة.


طبعا لا يمكن للمرء أن يقدم أي نقد دون تحليل الوضع القائم و الوقوف على مكامن الخلل ، و هذا ما يتطلب - في رأيي- تنظيم ندوة كبرى بل ندوات ليتداول المعنيون بالأمر في شؤون الثقافة ، و الخروج بتوصيات قد تساهم في إخراج الثقافة المغربية من النفق الذي توجد فيه ، و مع ذلك يمكن للمرء أن يدلي برأيه في الأمر ، من وجهة نظر متابع ، يهمه الشأن الثقافي المغربي ، و أول شيء أؤكد عليها هو ضرورة امتلاك رؤيا تحدد تصورنا للثقافة و الأهداف التي نرمي إلى تحقيقها من العمل الثقافي ، بالطبع مع رصد الوسائل المادية و البشرية لذلك ، ثانيا أعتقد أن المغرب يمتلك رصيدا جمعويا قويا يمكن لوزارة الثقافة و اتحاد كتاب المغرب الانفتاح عليه ، ليساعدهما و يساعداه في بلورة مشاريع عمل و تنفيذها ، هناك مثلا مجموعة البحث في القصة القصيرة و الصالون الأدبي في الدارالبيضاء و النجم الأحمر في مشرع بلقصيري و جمعية التواصل في الفقيه بنصالح و الشروق في مكناس و الإشعاع في تيفلت و الهامش القصصي في زاكورة و الكوليزيوم في مراكش و هلم جرا .. ألا يمكن لوزارة الثقافة أن تطلع على مشاريع هاته الجمعيات الجادة و تدخل معها في شراكة لتنظيم بعض اللقاءات و المهرجانات الثقافية ، أو نشر بعض الكتب مثلا .

ثم إننا نعاني من نقص في الأنطولوجيات ، ألا يمكن للوزارة أن تدخل في مشاريع ثقافية من هذا القبيل ، تستهدف جميع الأجناس.
و دون الإسها ب في الحلول المقترحة ، أعتقد ،من خلال تجربتي المتواضعة في العمل الجمعوي الثقافي، أن الثقافة لا تحتاج رصد إمكانيات ضخمة لتحريكها ، يلزمها فقط إرادات حية و فعالة ، و ما أكثرها في المغرب غير الرسمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و ايضا..
almotachail ( 2010 / 3 / 28 - 09:46 )
لا اخفيك،اخي لغتيري،انك من بين الاسماء التي احب ان اقرا لها،تعرفت ابداعاتك من خلال مجموعتك القصصية التي قدمها لي احد المهتمين بالمشهد الثقافي المغربي و العربي..و من تلك اللحظة بدات اترقب انتاجاتك،و اتابعها بالمنتديات الالكترونية ايضا..
و الواضح ان بعض الادباء قاموا بطبع انتاجهم و بقوا ينتظرون من سيعرف بهم و بمنتوجهم،صديقي اصدر رواية و ما زال ينتظر الناقد الذي يقرا له،امن المفروض تقديم نسخ هذايا للنقاد حتى يقوموا بالقراءة؟الا نسمي ذلك رشوة؟الحق ان مشهدنا يعاني مما قلته و مما ذكرته..
ثم هناك وفرة انتاج على مستوى النيت،فلم لا يتم تخصيص قراءات دقيقة لهذا المنتوج؟ام انه خارج التداول؟
لاحظت شيئا اخر،هو ان الجمعيات المذكورة تتداول تقريبا الاسماء نفسها،افلا توجد اسماء اخرى تتحين فرصتها للاعلان عن نفسها؟الا يمكن ان نقول انها طريقة للحيلولة دون ظهورها؟
انا لا انتقد،فقط اشير الى مسائل اظنها معيقة ايضا للتطور و ابراز وجوه جديدة
لا زلت اصر على اني اعرف اسماء تكتب بجد و لكن فرصة اظهارها لم تتوفر
اخي المبدع الراقي،شكرا لك لانك منحتني فرصة قول بعض ما يعتلج في صدري..
ارجوك لا تلمني،لا بد من البوح


2 - أتفق معك
مصطفى لغتيري ( 2010 / 3 / 28 - 22:15 )
أخي العزيز
أتفق معك فيما ذهبت إليه ، و لا أنزه بعض الجمعيات من المحاباة ، لكن يجب أن نعترف بأن الجمعيات الثقافية تشتغل في ظروف صعبة ، خاصة فيما يتعلق بغياب الدعم ، فمن خلال تجربتي في الصالون الأدبي ، أعي مدى التضحيات التي تبذلها الجمعيات ، هل تعرف أخي العزيز أننا في بعض الأحيان نستضيف الأدباء المدعوين في بيوتنا ، في الوقت الذي تعاني فيه وزارة الثقافة من وفرة الأموال حتى أنها أرجعت للخزية السنة الماضية أكثر من مليار .
كن على يقين أخي العزيز أن قلة الإمكانيات هي التي تدفع الجمعيات إلى دعوة أدباء دون غيرهم ، خوفا من الإحراج الذي يسببه عدم قدرتها على توفير المأوى و الوجبات الغذائية و النقل للجميع ، ناهيك عن التعويض الذي لا أحد يجرأ على مجرد التفكير فيه.
أعرف ان أدباء كثيرين يقبعون في الظل، و ثق بي أخي العزيز أن نصوصهم ، ستفرضهم في االساحة الثقافة آجلا أو عاجلا ، ولن يقوى أحد على حجبهم عن القراء.
مع المودة و التقدير.

اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل