الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهاث محموم لتقاسم الكعكة العراقية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


باشر الفائزون في الانتخابات العراقية بعد إعلان نتائجها بالمشاورات فيما بينهم ،وبعضهم شد الرحال إلى دول الجوار،هذا الانشغال يذكرنا بأن الائتلافات والكتل السياسية لا زالت تعيش بالعقلية الثورية (العلمانيين والاسلاميين أو الخليط منهما)،ويتحدث المعنيون عن تكوين جبهة أو ما يسمى ( المشاركة الجماعية في الحكم )،فليس هناك من ينادي بتأكيد شرط الديمقراطية الجوهري والحيوي (المعارضة من داخل البرلمان ،و تأليف حكومة الظل للرقابة على أداء الحكومة المقبلة خوفا من إنحرافها عن المنهج الديمقراطي او سلوكها تجاه أسلمة العراق ــ مثلما حصل في مجالس محافظات واسط والناصرية والبصرة ـــ أو التباطىء في عملية بناء العراق ورفاهية الشعب) والتي من دونها لا حاجة لإجراء العملية الانتخابية،والتي اوضحت أننا بصدد صراع قومي إسلامي،والحقيقة الراجحة أن جميع الكتل الفائزة تسعى في لهاث محموم لتقاسم (الكعكة العراقية الدسمة للغاية)،وان مفهوم عدم المشاركة يعد خطا أحمر بين الفرقاء،ويقينا أن أجواء المحادثات تحمل مخاضات غير سارة ،اما وقد بردت الأعصاب ،لكن النفوس هائجة ومائجة أيضا،فالمناصب السيادية (الرئاسات الثلاث ــ الجمهورية والوزارة والبرلمان إضافة للوزارات السيادية ) محض خلاف شديد وعصيب ،كما أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد إلى إحتمالية حصزل تصدعات في هذا الائتلاف أو ذاك ،وتقاطعات بينهم أيضا،لكننا نعتقد أنهم بصدد إنجاز مرحلة ثانية للمحاصصة،أو ما اصطلحوا عليه (حكومة التوافق أو الشراكة!!). على أننا نرى في ظل التشابك سيصار إلى قولبة المناصب حسب مقاسات الائتلافات الأربعة ورغباتها المتشنجة ،فرئاسة الجمهورية محسومة لممثل التحالف الكردستاني ورئاسة الوزراء لإئتلاف العراقية ممثلة بأياد علاوي،ورئاسة مجلي النواب لإئتلاف دولة القانون ممثلة بالمالكي أو من ينوب عنه،ونائب رئيس الوزراء من الإئتلاف الوطني العراقي ،وفيما يخص وزارة الخارجية سيكون الصراع عنيفا بين إئتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي،فيما يشتد الجدل بينهما بشأن وزارة الداخلية،ومحسومة وزارة الدفاع للعراقية،وستكون وزارة المالية للعراقية،فيما النفط لدولة القانون،أما جهاز المخابرات فسيكون لشخصية مستقلة !وكذلك وزارة الثقافة .
كما ستحل الخلافات النفطية مع إقليم كردستان ،ويتم تأجيل مسائل خلافية ،حلها عن طريق البرلمان.
على أن مسار الخطاب السياسي سينضج في هذه الفترة لما يشوبها من سرية وحذر ،وستخف حدته او تختفي بين المتصارعين بقوة بشأن المناصب بما فيها منصبا نائبي البرلمان،وسيعاد النظر بالسفراء ووكلاء الوزارات والمدراء العامين ،وستتضح معالم الفترة المظلمة في دهاليز الشأن السياسي،لكن في النهاية المحتومة ،ستظهر للعلن بعد موافقتهم جميعا وتعهدات فيما بينهم ومواثيق بعدم الانفراد بالقرارات ،بسبب أن اهداف البقاء بالسلطة شغلهم الشاغل،وصحيح أيضا ،خوف بعضهم البعض الآخر،وستتدخل دول الجوار،التي بدات فعلا منذ زمن التحضير لما بعد الانتخابات وسيكون للوجود الأمريكي وكذلك الدول العربية إرادة وذراع لصالح علاوي،والمرحلة عسيرة وليس يسرة ،إلا أن الأمر مكشوف عنه الحجاب،فأصوات التدخل العربي والايراني والأمريكي بصماته واضحة،لا لبس فيها. وما شاب عمل مفوضية الانتخابات من تقطير وتزوير وحرق اعصاب سوى تلاعب بمقدرات أهم حدث سياسي في العراق.
قد يتوقع بعض المراقبين انها فترة نهاية الارهاب،لكننا نؤكد أن القتلة والمجرمين لا يفرقون بين علماني واسلامي او مسيحي او اشتراكي او رأسمالي فهذا الجمع في نظرهم مخالف لعقائدهم وتصفيتهم واجبة وعلة مرتجاة ،فالقاعدة تكفر الجميع (اما معها أو عدو لها تحلل قتلها للخصوم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24