الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدف نشر ثقافة المقاومة هو ممارسة المقاومة من قبل الشعب..

عمر قشاش

2004 / 7 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مداخلة عمر قشاش
الرفاق الأعزاء.. نحن نعيش مرحلة جديدة تتميز بتردي الوضع العربي.. احتلال العراق والأخطار الجدية التي تهدد سورية والشعوب العربية. إن سقوط بغداد دليل على تفسخ وانهيار النظام العربي القائم على الاستبداد والقمع والقهر، وحرمان الشعب من ممارسة حقوقه الديمقراطية في الدفاع عن الوطن والوقوف في وجه مطامع واعتداءات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية.


بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، تغير ميزان القوى الدولية عالمياً، وأصبحت أمريكا القوة العظمى الأولى في العالم.
إن مطامع أمريكا ومخططاتها العدوانية الوحشية أصبحت واضحة ومعروفة للجميع وهي تعلن عنها صراحة، هدفها إحكام سيطرتها الاقتصادية والسياسية على العالم، وتسعى لتحقيقها عن طريق الضغط السياسي والاقتصادي، وإذا احتاج الأمر عن طريق العدوان والاحتلال العسكري.
إن العدوان الأمريكي على العراق وتدمير بنيته التحتية واحتلاله يدخل ضمن المخطط الاستعماري الأمريكي الواسع.
إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تحاول أمريكا وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني تسويقه وفرضه على شعبنا العربي، وشعوب المنطقة، هو في جوهره قديم جديد، وأهدافه احتواء شعوب المنطقة وتحويلها إلى دول تابعة ولصالح خدمة الإمبريالية الأمريكية والدولة الصهيونية.
في خمسينات القرن الماضي أقامت أمريكا وبريطانيا حلفاً استعمارياً للشرق الأوسط (ضم إيران وباكستان وتركيا والعراق) حاول الاستعمار الأمريكي في مرحلة نهوض حركة التحرر الوطني العربية احتواء الحركة وسعت آنذاك لإقناع الدول العربية بالانضمام لهذا الحلف، تحت شعار الوقوف بوجه الخطر الشيوعي الأتي من الاتحاد السوفييتي، وإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان ضده، لكن جمال عبد الناصر رفض هذا الحلف وشن حملة سياسية ضده، كما رفضته سورية حيث كانت توجد حكومة وطنية وحريات ديمقراطية يتمتع بها الشعب، وقد فشلت مساعي الاستعمار لربط البلدان العربية بعجلة الاستعمار، وانهار الحلف نتيجة مقاومة شعبنا العربي وقواه الوطنية.
أما الآن فإن مشروع الشرق الأوسط الكبير يأتي في ظروف جديدة تتميز بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في تغير ميزان القوى العالمية لصالح أمريكا ولنفس الأهداف القديمة الجديدة هي السعي للسيطرة السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية إذا لزم الأمر، ولكن تحت شعارات ضد أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب، وقضية الديمقراطية الأمريكية الكاذبة الخادعة وحقوق الإنسان وفي ظروف تفسخ وانهيار وتخاذل النظام العربي وعجزه عن اتخاذ أي موقف جدي، سواء في الموقف من العدوان الأمريكي على العراق واحتلاله وارتكاب المجازر الوحشية المستمرة ضد الشعب العراقي الذي يناضل ضد الاحتلال من أجل التحرر والاستقلال، أو في الموقف اللامبالي من جرائم قوى الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وتمارس أمريكا ضغوطاً سياسية على سورية، وأهدافها ومطامعها العدوانية واضحة، لذا يجب أن يكون درس العراق واضحاً، فالاحتلال الأمريكي موجود، والمجزرة التي ارتكبها في مدينة الفلوجة وإغراق العراق بالدم مستمرة، والمقاومة العراقية تتصاعد وتوجه ضربات يومية للمحتل الإمبريالي.
إن الأعداء يحيطون بسورية، من الجنوب الصهاينة، ومن الشرق أمريكا تحتل العراق، والخطر جدي، وأمام هذا الوضع العربي المؤلم والممزق والخطير، فإن موقع سورية ودورها، وتأثيرها ضعيف جداً.
إنها تعيش أزمة داخلية، سياسية، اقتصادية. فاستمرار ممارسة القمع والاستبداد ضد الشعب وحرمانه من ممارسة حقوقه الديمقراطية وتهميش دوره في الفعل السياسي، أدى ذلك إلى اختناقات عند الشعب تظهر بين فترة وأخرى، أحداث السويداء سابقاً، وكذلك الأحداث الأخيرة في الجزيرة.
إن غياب الحريات وعدم حل المشاكل العالقة مثل قضية الأكراد، عدم حل مشكلة المحرومين من الجنسية، واللجوء إلى الحل الأمني المؤقت، لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيداً وتأزيماً، وهذا ليس في صالح القضية الوطنية، فالعدو يحاول استغلال نقطة ضعف في الوضع الداخلي في سورية.
وتوجد أيضاً قضية البطالة المتفاقمة في البلاد والغلاء، وتدني مستوى أجور العمال، وغياب دور الحركة النقابية، بسبب ارتباطها بالنظام وعدم استقلالها، هذه كلها أمور تتطلب من النظام معالجتها.
وأمام كل هذه الأخطار السياسية والمطالب الاقتصادية للشعب، مطلوب من النظام استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذه الأخطار والتهديدات والضغوط وفي مقدمتها إطلاق الحريات الديمقراطية وأن يرفع النظام وصايته عن الشعب، لأن الشعب أولاً وأخيراً هو الضمانة لحماية الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله.
للشعب السوري تجربة رائدة وتاريخية في هذا الميدان، في خمسينيات القرن الماضي كان يتمتع بحقوق وديمقراطية واسعة عندما تعرضت سورية لضغوط ومؤامرات عديدة من الاستعمار الأمريكي البريطاني ومن تركيا، طالب الشعب بتسليمه السلاح للدفاع عن الوطن، وقد وزع الجيش (100) مئة ألف بندقية على المتطوعين ودربهم على السلاح، مما ساهم في تحصين الوطن وإحباط كل مؤامرات المستعمرين.
لقد أكدت تجربة الحياة في بلادنا وفي العالم، أن الديمقراطية لا تمنح من أحد، بل تنتزع بالنضال والتضحية، ولهذا ترتدي أهمية بمكان، أن على القوى الوطنية الديمقراطية استمرار الحوار والعمل المشترك من أجل تشكيل قوى وطنية واسعة تضم كل الأطياف والتيارات والشخصيات الوطنية المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل الدفاع عن الوطن وتقدمه وازدهاره وزيادة منعته.
مفهوم الوطن والمواطن:
■ الوطن ليس الجغرافيا فقط، بل يشمل المجتمع والناس والأحزاب.
■ شعبنا لديه شعور وطني عام، لكن يوجد تمييز، لكن يوجد احتقان عند الشعب، توجد معاناة لدى الشعب، البطالة، يوجد 500 ألف عاطل.
■ فكر النظام أن يحل مسألة البطالة عن طريق اللجوء إلى التأمينات الاجتماعية وهذا خطأ.
■ الحل هو عن طريق التنمية الاقتصادية، مثلاً يوجد فساد، يوجد نهب للمال العام، مليارات مثلاً يوجد 20 شخصاً دخلهم السنوي يساوي دخل مليوني عامل وموظف.
■ هؤلاء الذين يسرقون الوطن والمال العام هم خونة ينطبق عليهم ارتكاب جريمة الخيانة الوطنية العظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر