الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأس شاي معتق

البتول المحجوب

2010 / 3 / 29
الادب والفن


إليك حيث كنت وحيث تكون …,إليك أنت ذات مساء حزين جمعنا معا,,
الى(…)

في ذاك المساء الممطر جدا،أمسك أناملها المرتعشة بين دفء كفيه مودعا.نظر طويلا في عينيها ومسح دمعتها المتدفقة في صمت.ثم رحل ملوحا بيده-من وراء زجاج سيارة سميك-لعينيها المحدقتين في فراغ كبير.عادت أدراجها إلى بلدتها الحزينة،تحت وقع أمطار باردة ذاك المساء.أمطار أجبرتها على الاحتماء بشراشف سريرها بحثا عن دفء مفتقد.يجافيها النوم،تفتح النافذة يمطرها الهواء البارد،بقبلة أكثر برودة على خدها الشاحب.تغلق النافذة وتعود مسرعة إلى سريرها.تضج ذاكرتها بك،بحضورك المسائي الجميل ..تشم رائحة عطرك بين أوراقها و بين صفحات كتابك.كتاب تربكها كلماته،كما أربكها حضورك،وأربكتها كلماتك الشعرية أيضا.تغمض جفنيها، تستجدي نوما،يستعصي أمام برودة ليالي الشتاء الطويلة.بخطى متثاقلة تنهض نحو مطبخ مهمل لتعد الشاي،بحثا عن لذة في طعم شاي معتق.بدأت في ارتشافه بوتيرة بطيئة،كعادتها في شرب الشاي.كل رشفة تذكرها بعشقكما لشرب الشاي معا و من نفس ألكأس أيضا.مجنون أنت بها،برائحتها،بعطرها،بملامحها الحادة وبارتشاف الشاي معها.فلطعم الكأس المشترك لذة عندك.
رغم المسافات الطوال،يطل وجهك الحزين،على ذاكرتها المهمومة بثقل الغياب،عند طلوع كل شمس وعند كل غروب.تكتب بحثا عنك بين الكلمات وبين السطور.تزحف على بياض الصفحات،مستأنسة ببريق الحبر الأسود.حين تكتب إليك،تكتب قسمات وجهك في ملامح وجهها الحزين،تكتب جرأتها على صفحات الورق.تمزق ماخطت يمناها خجلا..تفتح علبة بريدها فتجدها صقيعية،صقيعية حد الجرح.يغضبها غيابك، تكتم غضبها صونا لأنفتها الطاغية.تنتابها هواجس أنثى جبلت على القلق والسؤال المحير.تهاتفك كي تطمئن نفسها،ترد عليها علبة صوتية،باردة تنبئ بالغياب.تصمت قليلا وتردد بداخلها..كل شئ بارد هنا.ليالي الشتاء الطويلة،الغرفة ذاتها،والعلبة الصوتية أكثر برودة.ومنفاك البعيد علمك أن تكون باردا وموغلا في الغياب.
تبحث بين طيات ذاكرتها عن قسمات،وجهك الحزين وصوتك الشجي،الملئ بجراح زمن قذف بك على أرصفة المنافي الباردة.إحساس بالفرح الجميل يجتاحها كلما ضجت الذاكرةبك،تبحث عنك،هنا وهناك.عبر لقاءاتك،نجاحاتك،إخفاقاتك، كتاباتك وصوتك الشجي الذي أسرها ذات مساء.صوت جعلها تقتفي آثارك حلما، رغم برودة ليالي الشتاء الطويلة.ورغم مرارة انتظار من رحل ذات مساء حزين،ملوحا بيده من وراء زجاج سيارة سميك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف