الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!

جاسم المطير

2010 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



اطلعت على خبر قيام الرئيس الليبي معمر القذافي بخطوة غير مسبوقة ، عندما استقبل قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في مدينة سرت ، عددا من العراقيين المناوئين للواقع السياسي العراقي الحالي . ضم الوفد في صفوفه عددا من أصحاب السير الذاتية ممن كانوا تابعين لنظام صدام حسين وطغيانه ، من المتطلعين نحو بناء مصالح جديدة ، سياسية واقتصادية ومالية ، مع نظام ليبيا الغريب في أطواره الساعية لبقاء العالم العربي مشوها ، رغم أن أعضاء الوفد ، جميعا ، حاولوا إخفاء الوجه الحقيقي لكل واحد منهم وإخفاء مقاصد هذه الزيارة والنزعة الكامنة وراءها لتحريض الملوك والرؤساء العرب على الاستمرار في مقاطعة العراق وتطويقه استمرارا في دراما تدمير الشعب العراقي .
من خلال هذه الزيارة و خلال هذا اللقاء فأن الرئيس معمر القذافي ، صاحب الخطب المشهورة الرنانة كوميديا ً المتميز نصفها بالكذب ونصفها الآخر بالدجل أراد بمناسبة انعقاد القمة أن يوجد صنما بديلا لصنم صدام حسين الذي اسقط يوم 9 نيسان عام 2003 وذلك برفع الستار عن نصب جديد للطاغية صدام في إحدى ساحات العاصمة الليبية طرابلس ، مما يشير إلى أن القذافي يريد تذكير الشعب العراقي بأن أسلوب القسوة والوحشية على الحرية ما زال متواصلا ، وأن رمزها العربي الأكبر صدام حسين ما زال مرغوبا فيه ، كدلالة عميقة على ذبح الحرية العربية ، حيث الوريث الشرعي المعاصر لها هو العقيد القذافي المثير للكآبة في كل شيء وأن(الوفد العراقي) المعادي للتطور العراقي وجد نفسه مدعوا ومدفوعا للاحتفال بمناسبة رفع الستار عن تمثال صدام حسين الذي انتقل وجوده الاستبدادي من بغداد إلى طرابلس .
إن معايشة التاريخ العربي ومشاهدة أحداثه يؤكدان ، دائما ، انهما ناتج من نواتج مسرحية لا أخلاقية ، ليس فيها لبس أو غموض ، يقوم بتمثيلها بحماس بعض القادة العرب بمعاونة الدور الأخلاقي المسيس لبعض الميالين نحو استمرار عبوديتهم للأصنام العربية .
لقد اجتمع عدد من " الشخصيات العراقية " من الذين توقف عندهم النضج السياسي ، من الذين لم يتكيفوا ، حتى الآن ، مع متطلبات عصر الشفافية والحرية والديمقراطية ، فراحوا منتقلين من أماكن إقامتهم المرفهة في بعض العواصم نحو احتفالات طرابلس تأكيدا لروابطهم الحيوية مع عالم صدام حسين بنوع من الجاذبية السياسية الجديدة لتأكيد حقيقة أنهم يحرصون على عدم الرغبة في محو أثار ماضي الدكتاتورية الموصوفة بصدام حسين ونظامه القمعي وأن رغبتهم في حضور أعياد تنصيب صدام حسين تمثالا مجردا بإحدى ساحات عاصمة الجهل السياسي والتخلف الحضاري لتأكيد أن ( الطلاق السياسي ) بين العبودية وبعض أتباع صدام حسين من تلامذة نظامه الدكتاتوري لم يتم حتى هذه اللحظة .
هذا النوع من (العبث السياسي) لا يقدم وقتا طيبا للقائمين به من أصحاب العلاقة القديمة بصدام حسين والعلاقة الجديدة بمعمر القذافي لا يمكن أن يكون محورا في العمل السياسي للمناوئين للوضع العراقي المتميز بمسيرة وإرادة الاتجاه صوب الديمقراطية الحقيقية ، التي بانت بعض تفاصيلها المثيرة في الاعتماد على انتخابات برلمانية يستبان منها تشكيل حكومة ديمقراطية رغم وجود نزاعات سياسية كثيرة متبادلة في العراق المعاصر لكنها قائمة بين المتنازعين على أسس العلاقة الوطنية الحميمة وعلى المنافسة الديمقراطية وعلى احترام كل طرف سياسي للأطراف الأخرى .
إن ( مراجعة ) التاريخ العراقي لا تتم في طرابلس القذافي ، بل يجب أن تتم من قبل أصحاب الشأن من أبناء الشعب العراقي تحت سماء بغداد ، التي تحاول ، بكل جهود القوى الوطنية والديمقراطية العراقية ، أن تتعافى من جميع أمراضها بقوة وطنية مكينة من أبناء الشعب للخلاص من جميع بقايا وتأثيرات الدكتاتورية .
إن صداقة العراق يجب أن لا تبقى في إطار العداء للشعب العراقي ، كما أنني أقول أن الاكتشاف الوحيد من تماثيل صدام حسين الطرابلسية تدفع بالعراق والعراقيين نحو المزيد من العلاقات السلمية مع المجتمع الدولي المحب للسلم والديمقراطية وأن الالتزام الوحيد نحو طريق الحرية الحقيقية ، والتقدم ، والتنمية الاقتصادية ، لا يتم إلا بمواصلة النضال الكفء القائم على المبادئ الأخلاقية وعلى استمرار خطى العراق ، حكومة وشعبا ، في المنظور الديمقراطي ، النظري والعملي ، ليكون العراق صوتا ديمقراطيا نادرا وشجاعا في منطقة الشرق الأوسط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 29 – 3 – 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقطه نظاميه استاذ جاسم
عراقي شقندحي ( 2010 / 3 / 29 - 14:39 )
شكرا استاذ جاسم على هذه المقاله بس عندي سؤال
هل حضور هذه البهذله يعتبر وجهة نظر ويدخل مقام المتبهذل في خانة حرية الفكر
ام حرية الفكر- بالكاف الفرسيه-لانه سابقا قيل ان الخيانه وجهة نظر
فهل اكلان الخ - حاشاكم - ايضا وجهة نظر لو وجهة بترول
وشكرا جزيلا مرة ثانيه


2 - استنكار
البراق ( 2010 / 3 / 29 - 15:15 )
نستنكر قيام هؤلاء بالحديث باسم الشعب العراقي الذي مارس حقه الانتخابي بكل حرية قبل ايام ان مايفضح طبيعة هؤلاء غير الوطنية مطالبتهم القمة العربية من خلال القذافي بعدم فتح السفارات في بغداد والبقاء بعيدا عن الشعب العراقي وهذا ليس بغريب فقد كان احد الذين القوا بخطبهم في حضرة القائد هو الساعد الايمن لحارث الضاري القائل ان القاعدة منا ونحن منها ايام ماكان الزرقاوي يقتل المئات من العراقيين يوميا فالخزي لكل من يعمل بالضد من مصلحة وطنه وشعبه


3 - القذافي نسي شئ مهم
علي الشمري ( 2010 / 3 / 29 - 20:33 )
كاتبنا الكبير تحياتي
عليك أن تبعث برسالة نيابة عن الشعب العراقي الى القذافي ,تذكره فيها بان الواجب عليه ليس فقط نقل صنمية صدام من ساحة الفردوس في بغداد الى أحدى ساحات طرابلس ,بل الواجب القومي يتحتم عليه نقل نعال( أبو تحسين) الشهير معه,عسى ولعله ياتي يوم يحتاجه الشعب الليبي ليصفع به وجه جلاده


4 - العساكر الصغار
عطا عطوان ( 2010 / 3 / 30 - 04:10 )
القذافي كان على كتفه نجمه عندما قام بانقلاب وصدام لبس بذلة خاكي ورسم نجمه بالطبشورة على كتفة ـ هما من ذات الفصيلة الإنقلابية واحد ماء في بغداد سنة 68 وأخر ماء في طرابلس سنة 69 والويل للعرب تحكمها القطط والكلاب


5 - يضحكون علينا
jone ( 2010 / 3 / 30 - 06:19 )
ياخوان ياعراقيين شوفو شلون يضحكون علينا وهم عاى تل السلامة نفسه القذافي كان مع ايران في حربها ضد العراق وضد صدام ولايوجد واحد وطني من الذي قابلهم ليقل ل القذافي الشهم ليش ساعدت ايران سنبقى ندفع الثمن الى يوم يبعثون ....


6 - والله زمان
Hamid ( 2010 / 3 / 31 - 00:42 )
من هو قذافي؟ في ١٩٨٠ او ١٩٨١ عندما اغارت طيارات امريكية على بيت العريف قذافي وقتلوا من عائلته و دمرو قصره لن ولم يتجراء يقول كلمة. والان اصبحة حامي البعثين و يتبنى تماثيل صدام حسين في طرابلس والله زمان هو خايف على مستقبله . مثل عراقي يقول الم..... لنيقدر فقط على خاله. ارجو النشر

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات