الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة .. فيروس استعماري

نوري جاسم المياحي

2010 / 3 / 29
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


قبل عقود فرض الاستعمار الفرنسي اسلوب تخصيص المناصب السيادية في لبنان على اساس المحاصصة الدينية والطائفية .. وفرضه على الشعب اللبناني .. منح منصب رئاسة الجمهورية الى ماروني مسيحي ورئاسة الوزراء الى مسلم سني ورئاسة مجلس النواب الى مسلم شيعي .. و العمل بهذه التوليفة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا ,, وبالرغم من التغير الديموغرافي السكاني الحاصل في هذا البلد .. فلا عدد الشيعة ولا السنة ولا المسيحين بقي على حاله ثابتا .. في الوقت الذي بقيت النسب في البرلمان على حالها .. ويدعون انهم يطبقون النظام الديمقراطي .. فهل الفرنسيون توخوا مصلحة الشعب اللبناني ؟؟ بالتأكيد لا .. اثبتت العقود الماضية هشاشة هذا النظام وهو عبارة عن لغم موقوت كما يحدث اليوم في العراق .. فبين حين واخر تندلع الحروب الاهلية بين الطوائف المختلفة .. ولولا ماتميز به الشعب من وعي وادراك ووطنية .. وحكمة القادة اللبنانين .. لكان الشعب اللبناني اليوم ممزقا مدمرا كالشعب الصومالي او السوداني .. ولا احد يعلم او يتنبأ مستقبلا بمصير هذا الشعب واسرائيل واقفة لهم بالمرصاد .. لقد كانت بيروت محط انظار العالم وعروس البحر الابيض المتوسط .. فاذا بها تتحول الى خرائب وانقاض بسبب القنابل والصواريخ الاسرائيلة الحاقدة التي ترمى عليها من البر والبحر .. كلنا يعلم ان المسيحين يحتمون بالغرب والسنة بالسعودية والشيعة بايران وسوريا .. ومجمل الشعب اللبناني ضحية .. لان الصاروخ الاسرائيلي لايميز بين المسلم والمسيحي .. او الشيعي والسني .. وكم يؤلمني ويحزنني كعراقي وانا اشاهد الساسة العراقيين الذين جاءونا من مقاهي لندن وباريس وعمان ودمشق وطهران وغيرها من عواصم العالم بعد الاحتلال .. يستقتلون لشرعنة نظام المحاصصة البائس والفاشل .. وان ارادوا تلميعه سموه مشاركة او توافق .. منطلقين ليس لهدف وطني حقيقي وانما لآرضاء اعداء العراق وتلبية لمطامحهم واطماعهم الشخصية والفردية لا اكثر ولا اقل .. وكل منهم بالع مسجل يفتحه متى شاءت مصالحه الضيقة ويكرر بمناسبة او بدونها كل المصطلحات الدينية والطائفية والقومية والوطنية .. ديمقراطية واشتراكية ورأسمالية .. حرية وعدالة ومساواة .. بناء واعمار ..وغيرها .. وفي الحقيقة ان هذه المطلحات بريئة منهم بالدنيا والاخرة .. لانها وعود ولايطبقونها ..
بالامس في 7 أذار تنادى العراقيون لاقامة العرس الانتخابي .. وتراكض الزفافة والمطبلون والراقصون .. انفض العرس .. دخل العروسان الى مخدع الزوجية ليتمتعان .. ضحك وقبلات واحتضان .. وعاد الزفافة الى دورهم وهم يتندرون بما حدث بالزفة .. من رقص افضل من غيره .. ومن دفع شوباش اكثر ويتذكرون فتات وليمة العرس .. التي حصلوا عليها .. وهكذا نسوا العرس .. وبقي العرسان وعوائلهما .. وهم يراجعون حسابات الربح والخسارة ..
انتهى العرس الانتخابي .. ولعبت المفوضية اللامستقلة دورها على افضل وجه .. وادخلت المواطن المسكين في دوامة اطماع السياسين وتجار السياسة والعمالة .. هذا وذاك تراكض لزيارة طهران .. هذا وذاك ظهر في عمان وغيرها من عواصم العهر العربي ..ومن هناك يحاولون توجيه العملية السياسية مستخدمين الرموت عن بعد .. اما في بغداد واربيل فقد اجتمع الطامحون لعقد الصفقات من خلف المجلس الذي انتخبه الشعب .. قيادات تتجاهل رغبات الشعب بالتغيير ووكأن حليمة عادت الى عادتها القديمة .. عادت الاسماء تطرح لمنصب رئيس الوزراء .. المالكي ..الجعفري ..علاوي .. رؤساء وزرارت سابقون .. يتقاتلون للعودة للمنصب وكانهم اوصياء على الشعب .. طرحت اسماء جديدة كعادل عبد الهدي وصولاغ وجعفر الصدر والاديب والسهيل .. كلهم شيعة .. ولم يجرأ احد على أن يرشح سني او كردي او مسيحي لهذا المنصب .. لماذا ؟؟ هل حبا بالشيعة كما يدعون ؟؟ او كرها بالسنة ؟؟ لاابدا .. حبا بانفسهم واطماعهم الشخصية .. المفوضية بالرغم مما قيل عنها اثبتت شجاعة في اصرارها على عدم تغيير موقفها واعلنت اسماء الفائزين .. وصادقت عليهم المحكمة الاتحادية .. الطالباني وعبد المهدي والله اعلم من غيرهم لم تعلن اسماءهم في طهران ينتظرون موافقة الراعي الايراني .. المطلك وحيدر الملا في عمان والله اعلم من غيرهم هناك ينتظرون علاوي وما اعده من طبخة .. وشعبنا في الداخل يدفع الثمن دم .. 84 شهيد في الخالص .. شهداء تسقط في القائم على الحدود السورية .. كي يتهمون سوريا .. في الموصل والفلوجة وهيت والاعظمية .. اليوم تفجير بناية متحف سامراء .. ( حقد اعمى على التراث العراقي ) .. انها ايادي اجنبية ظلامية معروفة اهدافها والمتهم جاهز القاعدة والصدامين البعثيين وكان العراق صافي مصفى لاتوجد فيه ايادي اجنبية على شكل شركات امنية واجهزة مخابرات ل 28 دولة.. وتهيأ لهم الاجواء المناسبة قيادات عراقية حمقاء تفتقر للحنكة السياسية .. تماطل بتسريع الاتفاق فيما بينها على حساب شعبنا المسكين .. المالكي وتصريحاته المتشنجة والتي يرددها الشاب المحنك خالد الاسدي في الفضائيات .. لايدركون ان اي انهيار امني لاسامح الله سيعلق على عاتقهم وعاتق حزب الدعوة .. فمتى سينضجون سياسيا ؟؟ علما ان النتائج اعلنت ولا توجد قوة ستغيرها .. أتساءل لماذا لم يركز الاعلام على طلب المالكي من المفوضية الغاء قرارات المساءلة والعدالة الخاصة ب 55 مرشح شاركوا بالانتخابات .. وفاز من فاز وفشل من فشل .. وهي خطوة اعتبرها على الطريق الصحيح .. لماذا تجاهل الاعلام صفقة الامريكان وعصائب اهل الحق لاطلاق سراح الامريكي عيسى وما هي تفاصيلها .. وما ذنب بقية المعتقلين الابرياء الذين يعدون بالالاف في المعتقلات الامريكية والعراقية ممن لاينتمون الى اية جهة سياسية واوقعهم سوء حظهم وبسبب المخبر السري ( الحجاج ) الذين جندتهم المخابرات الامريكية بناء على توصيات ونهج نكروبونتي الملعون .. والمغيبين منذ سنوات بلا تهمة او محاكمة .. لماذا لايدعوا الطالباني لعقد جلسة لمجلس النواب الجديد كي يتعارف ويتحاور النواب الجدد فيما بينهم بدلا من انتظار الصفقة التي يعدها الستة الكبار .. لماذا لا تعطى لهم الفرصة لرسم خارطة الطريق الجديدة بدلا من ابقاءهم منتظرين لما يقرره ويفرضه رؤساء الكتل من صفقات تعقد في الغرف المظلمة .. اما ان الاوان لتغيير النهج القديم ونعمل لاقامة نظام ديمقراطي حقيقي بعيدا عن المحاصصة يلعب فيه النائب دورا حقيقيا في تمثيل الارادة الجماهرية في التغيير .. لايوجد شرط بالدستور ينص على ان يكون رئيس الوزراء شيعيا او الطالباني يجب ان يكون رئيس جمهورية لدورة ثانية .. اما ان الاوان ان نتعلم من تجارب الماضي .. الوزارة النقيبية الاولى تشكلت من سبع وزراء احدهما يهودي والاخر مسيحي والبقية اسلام خليط .. المرحوم نوري السعيد ترأس 14 وزارة خلال 37 سنة من الحكم الملكي وعدد لابأس به من الوزارات .. وفترات اخرى يجلس في البيت يراقب الحكومة .. لماذا لانتعلم ممن نذر نفسه لحب العراق واهله .. اليوم الطالباني وعادل عبد المهدي والجعفري وعلاوي والهاشمي .. لايقبلون باقل من رئاسة الجمهورية او الوزارة او مجلس النواب ..كما يفعل مقياس درجة الحرارة العظمى .. المؤشر يصعد ولايرضى ان ينزل الا بقوة خارجية .. كم اتمنى عليهم ان يتذكروا .. السنين الطويلة التي جلسوا فيها في المقاهي او التجول والدوران في الشوارع في عواصم دول المنفي .. ويرحموا هذا الشعب المظلوم .. النظام الديمقراطي الحقيقي هو الحل .. لماذا تحترمون النظام الديقراطي عندما كنتم في المنفى وتبخلون علينا به .. السنا بشر مثلهم ؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عليك ان تعرف
علي الشمري ( 2010 / 3 / 29 - 20:21 )
الاخ الكاتب المحترم ,
أرجوا ان لا يغيب عن فكرك بان السمك لا يعيش بدون الماء .,والطائفيون لا حياة لهم غير المحاصصة........تحياتي

اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل