الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصرار على الحب .. قصة قصيرة

ياسمين يحيى

2010 / 3 / 29
الادب والفن


أحبته بعنف بجنون بكل ما تملك من أحاسيس وعواطف ، وككل عاشق لا يرى في معشوقه الا الجمال والبراءة والصفاء وكل شيء حسن توقعته بهذه الصفات فلما أكتشفت ما هو عكس ذالك لم ترضخ ولم تستسلم لهذه النتيجة المؤلمة فقررت أن تبحث عن صفات جميلة وجديدة به حتى لو أضطرت هي لخلقها في نفسه كي تبقى تحبه ويظل ساكنا في قلبها ، فهي لاتريد أن تتشوه صورته الجميلة التي رسمتها له في خيالها ولا تريد أن تصدم في حبها لأنها لا تحتمل الصدمات فهو الأنسان الوحيد الذي أحبته بكل صدق وعفوية وبراءة ولا تحتمل فكرة أن تكون مخطئة في أختيار قلبها وأحساسها اللذان جعلاها تتعلق به .

فأن أستسلمت لفكرة أنه أنسان سيئ فهذا يعني بالنسبة لها أن أحساسها وقلبها أيضا سيئان وأن الطيور على أشكالها تقع . !
وهي تعرف نفسها جيدا بأنها أنسانة جيدة وطيبة القلب على الرغم من بعض العيوب البسيطة التي تعترف بها وتعيها جيدا .
فكانت تحدث نفسها وتقول : لا يعقل أن يخطئ قلبي في الأنسان الذي أحبه ! ولا يمكن أن يكون أحساسي به مزيفا ! لا لا هذا مستحيل ، مستحيل أن يكون عكس ما توقعته ، مستحيل أن أخدع به .
لا لن أستسلم لهذه الفكرة وسأظل متمسكة به إلى أن اتأكد من هذا الأكتشاف المؤلم .
لن أتسرع وأرحل عنه وانا مصدومة وحزينة ومحبطة كارهة للناس وللحياة ، لا أبدا لن أسمح لليأس أن ينتصر علي .


وبدأت تخلق له الأعذار والمبررات لأفعاله ومعاملته القاسية وسوء ظنه . تارة ترمي بعيوبه على ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه ونظرته للحب ، وتارة تحمل نفسها أخطائه كونها هي التي تدفعه عليها ، وتارة أخرى تنسبها الى حالته المزاجية المتقلبة وشخصيته المتعالية ، كانت متعقلة جدا معه على خلاف ما كانت عليه في طبيعة تفكيرها في الآخرين .

فأصرت على براءته من التهم الموجهة له من الواقع المعاش وعينت له محامي مؤمن جدا في براءته وهو ( قلبها ) الذي كان يقول بثقة سأجعله ملاكا حتى لو كان شيطانا .

وأعلنت الحرب عليه بقيادة قلبها الشجاع الذي لم يقتنع مطلقا بأن أختياره كان سيئا .
فقرر قلبها البحث عن حقيقته التي كانت مختبئة وراء تلك الصفات السيئة والتي لم يدركها هو . فكانت حربها ضده مزعجة جدا له وفي نفس الوقت كانت تكشف له يوميا عن ميزة وصفة جديدة جميلة جدا لديه لم يكن يعرفها أو لم يجعله أحدا غيرها أن يكتشفها في نفسه .
فقد كان متسامحا جدا معها رغم قسوة معاملته لها وكان صبورا ومتجاوزا عن زلاتها الكبيرة في بعض فصول حربها الأكثر شراسة ، فكان يتغاضى عنها كثيرا على الرغم من أنه قادر على أيقافها بقوة التهديد ولكنه لم يتجه الى هذا السلوك الشرير .
وهذا ما جعلها تتنفس الصعداء لأن هذه الصفات لا تدل الا على أنه أنسان طيب القلب و ذو أخلاق عالية .
فزاد تمسكها وتعلقها به وكبر حبها له أكثر وعادت لها ثقتها بقلبها وأختياره ، فهي لم تدع تصرفا سيئا ومزعجا وحتى طفوليا الا وفعلته معه الى درجة أنها كانت تتخيله مرات عديدة بأنه يمسك رأسه بكلتا يديه وهو يصرخ لااااااااااااا هذا كثير سأجن ، وهي تضحك بخبث ونشوة الأنتصار تعتريها . ومع كل ذالك كان متسامحا جدا معها .


وهكذا أنتصر قلبها الذي راهن على أن خيره أكثر من شره ولكنها خسرته الى الأبد وعزائها الوحيد بأنه سيبقى ساكنا في قلبها مدى الحياة وأنها لم تستسلم في حبها وتتنازل عنه في أول الطريق ومنذ البداية قبل أن تتأكد من الحقيقة التي توصلت أليها فالأنسان في أعتقادها بحر عميق من المستحيل معرفته الا بعد الغوص عميقا في داخله .
وبعد الغوص عميقا في روح حبيبها فاز أصرار قلبها وخسرته هي بتصرفاتها التي كان القصد منها أكتشافه ومعرفة حقيقته حتى تصل الى أقتناع قلبها ويبقى قلبها ينبض ولا يتوقف أبدا بخسرانه .

فخرج من حياتها رغما عنها وسكن قلبها بأرادة وأقتناع منها .. أنتهت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا مسكينة
محمود الشمري ( 2010 / 3 / 29 - 16:40 )
ألم أقل لك انك مسكينة يا ياسمين ..وأنك محبطة ومتوترة
وأن كرهك للأسلام هو نتاج أحباطك
وأنا متأكد بأنك خسرت حبيبك بعد أن أردت تجاوز بعض الحدود التي هي قد تكون أمور عادية بنظر البعض ولكنها ..
من الممكن أن تكون حدودا بمقاييس مجتمعك الوهابي المتزمت والمتطرف ..وأنت أمرأة ملتهبه .. ولا تتناسب قوة حيويتك مع القمع الوهابي والقيد المفروض عليك ..وبالتالي فأنك قد حمّلت الأسلام وقيمه السمحاء ما يفعله المتعصبون الوهابيون من تقييد , وأخذت تفرغين شحنات توترك على الأسلام ..الذي هو أبعد مايكون عن التقاليد والعادات الوهابية البغيضة


2 - حقا رائعة
ام محمد ( 2010 / 3 / 29 - 20:28 )
انك موهوبة بحق واتوقع لك مستقبل باهر فكتاباتك في اي مجال اكثر من رائعة ولها بعد انساني يمس القلوب
شكرا لك اختي العزيزة وإلى الامام


3 - هل هناك اصرار في الحب؟
Dr. Jamshid Ibrahim ( 2010 / 3 / 29 - 20:33 )
قصة صراع بين القلب و الحقيقة هكذا ربما ينتهي او ينقلب الحب العميق اذا زاد حدته لدرجة العمى الحب ليس ثابت و انما ديناميكي يتغيير او ينقلب الى الكراهية و القتل. و السؤال ماهو الحب؟
شكرا على هذه القصة القصيرة لسؤال يحتاج جواب. هل هناك اصرار في الحب؟


4 - سلسة في كتاباتكِ
رعد الحافظ ( 2010 / 3 / 29 - 21:43 )
تحية للكاتبة الرائعة أختي / ياسمينا
تقيم الحبّ عند البشر غالباً هو إنعكاس لنتائج تجاربهم الشخصية
وبما أنّها تختلف من شخص لأخر , فمن الصعب وضع تعريف للحب كما تفضل أحد المعلقين
لكن الأصرار على المحبوب لا يعتمد فقط على رغبة المحّب, بل على المحبوب نفسه
فقد يمضي العمر كلّه دون أن يقوم ذاك المحبوب بما يجب القيام بهِ
............

الى المعلق الأوّل / هل رددت الصاع لها الآن لأنّها حللت شخصيتكَ في مقالة سابقة ؟
أعتقد انّها لم تجرحك او تمس شخصك الكريم
فكيف تصفها بالإحباط والتوتر وفقد الحبيب ؟ اليست تلك أشياء شخصية ؟
هل يرضى دينك بذلك؟
إذا لم يرضى فأستغفر ربّكَ حتى لاتكون من الضالين
تحياتي للجميع


5 - الحب
Dr. Jamshid Ibrahim ( 2010 / 3 / 30 - 09:31 )
قصة قصيرة لكاتبة امريكية كتبت قبل اكثر من 100 سنة لاتزال سارية المفعول اليوم. قصة رمز لتحرير المرأة. واحدة من اجمل القصص القصيرة عندما تتساءل الكاتبة عن معنى الحب امام حريتها. الكاتبة كيت شوبن كتبت في فترة اعتبرت قصتها لا اخلاقية لانها حست بفرح و سعادة خفية داخلية تفرض نفسها عليها رغم رفضها و صراعها مع هذه الاحاسيس و المشاعر الجنونية لتستسلم للاحساس بالاخيرو تترك لجسدها و حواسها مطلق الحرية للوصول الى القمة الجنسية في يوم موت زوجها في غرفة الجلوس امام الشباك المفتوح و لكن لتموت في النهاية هي عندما اكشفت انه على لايزال قيد الحياة. ماتت من سعادة تقتل.
اعتبر القصة القصيرة لوحة زيتية للتعبير عن داخل النفس البشري. اعبد القصة القصيرة و لكني استطيع كتابتها بالانجليزية
http://www.vcu.edu/engweb/webtexts/hour/
www,jamshid-ibrahim.net
تحياتي القلبية


6 - انا لست بطلة القصة يامحمود الشمري
ياسمين يحيى ( 2010 / 3 / 30 - 13:38 )
أولا: مساء الخير لجميع الاصدقاء والاخوة القراء وشكرا جزيلا .
بالنسبة لسؤال الدكتور جمشيد أقول له : وهل هناك أصرار أجمل من الأصرار على الحب ؟ وشكرا لك أنت ياسيدي على قراءة قصتي البسيطة وأعدك بأني سأكتب أجمل منها قريبا كي أكسبك قارئا دائما لقصصي ./
محمود الشمري : من قال لك بأني بطلة القصة! هذه القصة من نسج خيالي ولكن فلنفترض بأني فعلا بطلتها وأن بطلها حبيبي وأني صدمت وأحبطت بسببه فهل هذا ينطبق على ماذكرته ! فالبطل أنسان فيه الخير والشر وهذا شيء طبيعي لكن الدين شريعة من الله لايمكن أن نقبل أن تحتوي على الشر مهما كان السبب والمبرر ولو كان الوهابيون هم سبب كرهي للدين لتحولت الى المذهب الشيعي أو الدين المسيحي ولكن عقلي لايقبل بالخزعبلات . ولكن الوهابيين هم أفضل مطبقين له بعدكم طبعا أي مذهبك .


7 - قصة جميلة
Dr. Jamshid Ibrahim ( 2010 / 3 / 30 - 14:30 )
بالكعس عزيزتي ياسمين قصتك جميلة جدا و الا لما قرأتها و علقت عليها ارجوك استمري بهذة الطريقة لان نهايتها اجمل عندي من بدايتها و لكن لم اكن اعتبر ان في الحب اصرار لان الاحساس يأتي او يذهب و لكن رغم ذلك ارى من خلالك يوجد اصرار في الحب كان غائبا عني ارسلت لك الرابط لقصة كيت شوبن لاني ارى نوع من التشابه في جوهرها. القصة القصيرة فن صعب لاياتي الا من الاعماق و هذا الذي المسه لديك. ناقشت قصتك لاني اكتب و ادرس القصة القصيرة بالانجليزية لطالباتي وطلابي و اني يسعدني ان ارى المرأة الشرقية تكتب عن داخلها و خوفها و صراعها النفسي. هذه القصص تستحق مناقشة و تحليل اكثر . لك كل احترامي و تقديري

اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??