الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلويح بالملف الامني

جمال المظفر

2010 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تعود العراقيون على سماع اسطوانة مشروخة يطلقها السياسيون بين فترة واخرى كلما زادت حدة الخلافات بينهم وهي ان الوضع الامني سينهار اذا لم تنفذ مطالبهم الفئوية وسيكون من الصعب وقف هذا الانهيار لان التسونامي السياسي عنيف جدا لاتوقفه المصدات الكونكريتية ولاالسيطرات الامنية ولاجبروت امريكا ولاملائكة السماء ولاجنود ابليس ....
فكلما استجدت ازمة سياسية بين الاخوة ( الاعداء ) شحذوا هممهم باتجاه الترهيب ( ياتتنازل لي يا اقلب الطاولة على راسك ) متناسين ان هناك شعب كامل بمختلف الاعراق يترقب تحت تلك الطاولة العرجاء التي كلما هم لاصلاحها كسروها بعراكهم وعنترياتهم ، وكلما حاولت بعض الجهات المعتدلة التدخل لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين ازدادوا عنادا وصعدوا في خطاباتهم التحريضية التي تزيد الشارع غليانا ،وبدلا من ان يلجأوا الى الحكمة وتهدئة الاوضاع يزيدوا النار حطبا ويتباهون بانهم قادرون على تغيير موازين القوى بين ليلة وضحاها ..
المشكلة اننا في العراق لدينا خطباء منابر وهراقلة لاسياسيون ، يتباهون بالقوه العضلية لاقوة العقل ، دائما يلوحون بالقبضة الحديدية ، فلو تابعنا المشهد السياسي قبل الانتخابات وبعدها لوجدنا حجم التصعيد الكلامي الذي افتعله السياسيون ووتروا بسببه الاوضاع الامنية وراحوا يتاجرون بمصائرنا ويظهرون انفسهم بانهم الحريصون على امننا ومستقبلنا ويتقاتلون من اجلنا لامن اجل الكرسي اللعين ابن اللعينة .. وكل طرف راح يدعو جماعته ليخرجوا الى الشارع ليستنكروا تآمر بهلول ومحاولة الانقلاب على الديمقراطية والعملية السياسية ، والاخر يدعو جماعته ليتظاهروا لان خصمه يتآمر على العراق وشعبه والثالث يراقب عن بعد نتيجه العراك ومن ( سينبطح ) في الجولة الاولى ليستغل نقاط الضعف ويهجم بعنف على خصمه والرابع يجري ( احماءً ) اسوة بلاعبي كرة القدم لينزل بقوة الى الساحة ليلعب ( طوبة ) بالمشهد السياسي والامني لان الساحة قد خلت له ...
افعالهم لاتشبه تصريحاتهم ، نراهم يتحدثون عبر الفضائيات عن التجربة الديمقراطية التي جاءت بدون دبابات ولاطائرات ولابارجات ولاضحايا والتبادل السلمي للسلطة وبسلاسة لامثيل لها في العالمين العربي والغربي ولكن عندما تصل الامور الى ممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع وخسارتهم النتائج يستأثرون بالكراسي ويرون انها حق مشروع للاقوى ، لان العراق الخارج من دكتاتورية حكمت بالحديد والنار لاكثر من خمس وثلاثين سنة لايمكن ان تسيره شخصية دبلوماسيه ، على اعتبار ان الشخصية الدبلوماسية ( ميوعه ) ، وانما المشروع الديمقراطي بحاجة الى رجل قوي قادر على ( سحق ) اي مؤامرة او مكيدة ، ولو ركز الجميع الى الدعايات الانتخابية لوجد ان غالبية المرشحين وخصوصا من هم في السلطة يلوحون بقبضتهم ( الحديدية ) ولسان حالهم يقول ( الويل الويل لمن يتحرش بالكرسي ....!! ) ..



ازمات عديدة مرت على دول العالم التي تعرف اللياقة السياسية ولكنها حلت مشاكلها بحنكة دون عراك اوتصعيد ، اما عندنا في العراق ( الدي – موقراطي ) فالازمات تحل بالعراك وبتقاذف الالسن والعنتريات ولي الاذرع وتأليب الاخرين ، ساسة موهوبون بقدرة الهية في تصعيد الازمات وتدبير المؤامرات لبعضهم البعض..
تضحيات العراقيين لايمكن ان تقابل بتهور سياسي اومتاجرة بدمائهم وان الزمن وحده سيضمن محاكمة عادلة لكل من ساهم او ساعد في اراقة دماء العراقيين الشرفاء لان دماءهم اشرف من الكراسي ومن يتقاتل من اجلها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي حقا اسطوانة مشخوطة
محمد نوري قادر ( 2010 / 3 / 30 - 06:51 )
ان السبب الرئيس هو سوء ما يحملون من رؤى بعيدة للقيلم بما هو اهم من تلك التصريحات التي تدعو للرثاء والتي هي تهديد بمعناه الشمولي لمن يعنيهم الامر بتلك العضلات ..كما ان التفكير السليم غير موجود اصلا لحل واصلاح ما يجب اصلاحه عن طريق الحوار وما يدعو اليه العقل للخروج من الازمات ولكن , لن توجد في قاموس من وجد نفسه بلا عناء يمتلك زمام الامور


تحيتي وشكرا

اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ