الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها مهزلة تعميق الازمات وانعدام الامن والاستقرار!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2010 / 3 / 30
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


اعلنت نتائج الانتخابات مساء الجمعة المنصرم بتقدم القائمة العراقية. فيما ردت قائمة "دولة القانون" بعدم قبول نتائج الانتخابات ومهددة بعواقب النتائج هذه، ملمحة على اعلى المستويات الى استخدام كل القنوات اللازمة لابطال هذه النتائج وتبعاتها، وفي مقدمتها استخدام العنف دون شك. ان هذه التهديدات تركت مخاوف جدية على صعيد المجتمع من اندلاع موجة عنف سافر ودموي مرة اخرى.



لقد ذهب المواطن للتصويت تحت وهم "جلب الامن والامان" و"تحسين ظروف المعيشة" و"توفير الخدمات"، ولطي صفحة مؤلمة ومليئة بالمرارة من حياته. بيد ان هذا وهم قاتل، سم بكل ماللكلمة من معنى. انها انتخابات بين حفنه احزاب مليشياتية من اجل الهيمنة على السلطة وثروة المجتمع ونيل شرعية من المواطن لهذا المسعى، من اجل اهداف سياسية واجتماعية لاربط لها باي من مطاليب الجماهير في العراق. انها انتخابات ابناء طبقة واحدة، طبقة مالكي ومستغلي وناهبي ثروات المجتمع، وفارضي الجوع والفقر والبطالة. ان اختلافهم هو فقط اختلاف اجندات. لقد اكدنا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ومن خلال بياناتنا وبالاخص بياننا حول مقاطعتنا للانتخابات، على ان سبب هذه المقاطعة، هو ان مايسموها بانتخابات ليس لها أي صلة بانتخابات حرة وحقيقية، كما اكدنا على انها عملية تكريس سلطة قوى حفنة احزاب مليشياتية موجودة في الحكم والبرلمان، وقلنا انها تكريس للمحاصصة الطائفية والقومية، وانها سلب فاضح لحقوق الشباب والعمال، حتى قبل التصويت على قانون الانتخابات!



ان كل الظروف التي احطيت بمايسمى بـ"الانتخابات"، بدءاً من الاستعداد لتنظيم قانون الانتخابات الى التصويت عليه، وما رافقه من صراعات سياسية حامية الوطيس وبعدها الاقرار عليه، الحملة الانتخابية و عمليات الاقصاء ولوى الاذرع ، وتعالي الصياح القومي والطائفي، شراء الذمم وتوزيع الاموال من اجل اغراء الناخبين، الى يوم الانتخابات وتاخير اعلان نتائجها لمدة 19 يوما، ومارافقتها من عملية تزوير منظمة وشوائب كثيرة حسب ادعائاتهم وحسب ادعاءات كل الاطراف، الحكومة ومختلف الكتل السياسية من التحالف الكردستاني، ائتلاف دولة القانون، القائمة العراقية، ائتلاف الوطني وحدة العراق والتوافق والتغيير واتحاد الشعب و قائمة مثال الالوسي و قائمة الاحرار، وقبل اعلان النتائج بدأ الصراع والتدخل يتجه بسلك طرق اخرى، اذ اتجهت قائمة "دولة القانون" لتنظيم التظاهرات بحجة اعادة عملية الفرز والعد، بيد ان شعاراتهم و هتافاتهم ولافتاتهم تقرأ "الموت للبعث" و"لا عودة للبعث" وغيرها مما لاربط له بالتزوير، وعبارات تهديد المالكي بالعنف والتي تستهدف الضغط على المفوضية والنتائج، بالاضافة الى وجود المئات من الطعونات. كل هذه تؤكد على الماهية الحقيقة والواقعية لهذه الانتخابات.



ان الانتخابات في العراق ليست بانتخابات عادية ومتعارف عليها مثل باقى البلدان العالم. انها ساحة لصراعات سياسية مدولة في كل زاوية من زواياها. ان الساحة السياسية في العراق هي ساحة معركة كبرى بين القوى الاقليمية والدولية. انها ساحة للصراع بين ايران كنظام اسلامي إستبدادي مدعوم من قبل الدول الكبرى مثل الصين وروسيا والقوى الاسلامية الاخرى في المنطقة وحلفائهم في العراق، تيار الاسلام السياسي من جهة، وامريكا بقوتها و اجندتها العالمية والقوى المتحالفة معها في المنطقة مثل تركيا و القومية العربية و حلفائهم داخل العراق، التيار القومي العربي من جهة اخرى. ان الانتخابات ونتائجها حلقة من حلقات صراع تلك الحركتين القومية العربية و قواها والاسلام السياسي وقواها، يصطف خلفهما وبقوة طرفا صراع اقليمي وعالمي، ايران وامريكا، كل يدفع الاوضاع، و الانتخابات حلقة فيها، لصالحه ولصالح مشاريعه السياسية.



إن العملية الانتخابية لاتتعدى حلقة و أحد افرازات العملية السياسية التي بدات منذ نيسان 2003. أنها حلقة من حلقاتها السياسية السوداوية تهدف اضفاء الشرعية على تلك الصراعات التي خلقت اجواء العنف و العنف المتبادل بين القوى والحركات السياسية والاجتماعية المختلفة. و ستبرز هذه الصراعات بالتحديد في المرحلة القادمة بين الحركة القومية العربية وقواها والاسلام السياسي وقواه اللذان يتصارعان من اجل رسم مصير ومستقبل المجتمع. ان هذه اللوحة بمجملها تدل على ان الصراعات السياسة اخذت منحى اخر ووفر وهيأ الارضية لصراعات اشد واعمق. ان نتائج هذه الانتخابات لاتتعدى سوى تعميق الازمة والصراع بمديات ابعد الى حد كبير. ممايخلق ارضية اكبر لتفجر هذا الصراع بين الحركتين من صراع سياسي الى صراع مسلح وعنفي، وان هذا يتوقف بصورة كبيرة في جانب منه على علاقة امريكا وايران وكيفية تنظيم صراعهما.



في هذه الاوضاع، في الوقت الذي يؤكد على ان لا المالكي ولاعلاوي ولاالحكيم، ولا القومية والا الاسلام السياسي لهم أي ربط بامال وتطلعات الجماهير في العراق وانهم عائق جدي امام أي تحرر ومساواة وانسانية ورفاه وعلى ضرورة فصل الطبقة العاملة والجماهير لصفوفها عن هذه التيارات واجندتها ومشاريعها، يوجه الحزب الشيوعي العمالي نداءه للطبقة العاملة و كل الجماهير المحرومة، ان لايكونوا وقود صراعات هذه القوى، ان لايبلعوا طعم ادعائاتهم واكاذيبهم، ان لايصدقوا وعودهم، ان يتيقظوا من سعي هذه الاطراف الى دفع المجتمع نحو اوضاع اسوا واكثر دموية، ان يرفضوا كل اشكال العنف و تحويل الصراع السياسي الى عنف وعنف متبادل تحت اية مسميات او ذرائع. ينبغي توحيد الصفوف في المحلة والمعمل والجامعة والمدرسة وفي كل مكان ضد أي اشكال خلق اجواء انعدام الامن، توحيد القوى لفرض الامن والامان لا عبر الشرطة والجيش والاجهزة القمعية التي هي طرف في هذا الصراع وهذه الاوضاع الماساوية وانما بالقوة الموحدة والمنظمة للجماهير. ان الحزب الشيوعي العمالي في طليعة هذا النضال.





الحزب الشيوعي العمالي العراقي

27.اذار 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيكون شكل التحالفات في الدورة الثانية للانتخابات التشريع


.. رئيس الوزراء الفرنسي يدعو إلى عدم التصويت نهائيا لحزب -التجم




.. أمطار غزيرة تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية مرعبة بإيطاليا.


.. الحرائق تلتهم غابات أثينا وسط رياح قوية ودرجات حرارة عالية




.. معسكر ماكرون يحل ثالثاً في الانتخابات التشريعية الفرنسية |#م