الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الذئبية !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 3 / 30
الادب والفن


قال الشاعر اللبناني مراد أبو نادر :
وإذا لم تكن على الناس ذئباً أكلتك الذئـاب نهّشاً ونسـراً
أما الشاعر المصري فاروق جويدة ،
فقد وصف زماننا بزمن الذئاب ،
وفي أسـى ، يخاطب والـده :
أبتاه ، مازال في قلبي عتاب ..
لمَ لمْ تعلمني الحياة مع الذئاب ؟!..
وكلما واصلت القراءة عن الذئب في التراث العربي ،
أشعر بتأكيدات ،
وكأن جهات العالم الأربع ،
تضم غابة عظمى ،
والذئاب المتكاثرة تقعى أمام بيتي ،
وقد كشفت عن أسنانهـا للافتراس ، والعـراك !
وتساءلت : هل البشرية كلها تذائبت ،
وفقدت إنسانيتها ،
وتعاطفها ،
بعضها البعض ،
فإذا العالم ذئاب في ثياب ؟!..
أم هي المبالغة التي يتعاطاها الشعر ؟!..
أم أن حضور الذئب في الشعر كأحد مفردات البيئة الصحراوية ،
يمائل تماماً فكر هؤلاء الذين تصحّرت نفوسهم ،
وتسلل الذئب إلى عقولهم ،
فراحوا يروجون لنظرية المؤامرة ،
وأن العالم كله على أبواب مدننا ،
ينتظر الانقضاض علينا ؛
فنبغض الآخر الذي بيننا ،
وحولنا ،
والبعيد عنا إلى حد التحريم ،
ويصبح للجهاد الدموي مبرراته ، وقدسيته ؟!..
ان ثقافة الذئبية لم تعد نستمدها فقط من شعرائنا ،
ونحن نلوك خيالهم المرعب في رومانسية ،
ولكن أيضاً من شيوخ الفضائيات ،
ومكبرات الصوت ،
الخارج من كل جامع ، وكل مسجد ، وكل زاوية ،
القادرين على تعظيم الرؤى المفزعة عن الذئب المفترس ؛
لتستقر بثبات في عقلنا الباطني ،
حتى اننا ننقل صورة هذا العدو إلى الحقيقة الواقعة ؛
لتنطلق بعد ذلك المسيرات الغاضبة كالطوفان الجارف ،
الذي يأخذ أمامه : البشر ، والشجر ، والحجر ،
وشرعنتها بنداء : الله أكبر !
وهي ثقافة ،
ان لم نتداركها ،
مدمرة لإنسانية الذين لم تلوثهم بعد الذئبية الشعرية ،
والجهاد غير المقدس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا


.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت




.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة