الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف والهوية الضائعة

ستار عباس

2010 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تداعيات المشهد الاجتماعي و السياسي والاقتصادي المعاصر في العراق وما تم توارثه عبر الحقبة السابقة حتى يومنا الراهن أرست بظلالها على نمط الحياة الآنية التي يعيشها المثقف في العراق وفرغت محتوى هويته قبل تأسيس الدولة العراقية 1921 ولحد ألان ,وجعلته حبيس الأنظمة والقوانين التي تسن وتعدل حسب أهواء السلطة الحاكمة وجردته (المثقف)من المشاركة في صنع القرار ومناقشة تشريع أي قانون والمشاركة في رسم السياسة العامة, ففي زمن الدولة العثمانية وبروز ملامح اليقظة الوطنية في تحشيد الراى العام ضد الانكليز بعد أن همش الوطنيون ومنعهم من المشاركة في الإدارة العامة لدولة وكانت الطبقة المثقفة وراء كل هذا الوعي ومقارعة المحتل, فهو المنتج للأفكار والروى التي يعكسها الشعب فيصغها المثقف إلى نتاج الانتماء إلى الوطن أو هوية الانتماء,ولدينا نحن العراقيون إشكالية في تحيد الانتماء بسبب التعددية الدينية والمذهبية والعرقية وعدم وجود ترابط حقيقي ينمي ويقوي وشائج العلاقة بين تلك المكونات على الرغم من حملها لهوية الوطنية وسعت الأنظمة الشمولية والاستبدادية على تمزيق النسيج المجتمعي بعدان غيبت المثقفين والوطنيون من المشهد السياسي وجعلته أسير للاويدلوجيتها السياسية,وعلى الرغم من خروج البلد من أصفاد الأنظمة الشمولية والحزب الواحد ودخول مرحلة الديمقراطية والتعددية إلا انه مازال يعاني إلى الاصطفافات الدينية والعرفية والمذهبية,فقد افرزه المعطيات التي خرجت بها أخر الانتخابات في201 وأصبح هذا الأمر جليا حتى بات من المسميات الحتمية لبناء الدولة وبمسميات أكثر أناقة مثل الوحدة الوطنية والتوافقية ومشاركة كل المكونات في تشكيل الحكومة,المثقف والمتابع للإحداث بل وحتى المواطن العادي يعرف بان ثقافة الخوف من الأخر والانفراد با لسلطة لإزالة تعشعش في أفكار بعض القادة السياسي,فالبلد في هذه المرحلة بالذات يحتاج إلى قفزات نوعية ودراسة شاملة لجميع الأسباب التي أدت إلى تدهور وإخفاق الأوضاع, ووضع البدائل الصحيحة ومعالجة مايمكن معالجته وفق الأدوات الديمقراطية و الاقتصادية والمفاهيم السياسية وبث دماء جديدة في منظومة التفكير السياسي العراقي وتحريك المياه السياسية الراكدة بعد التحولات التي شاهدتها البلاد بعد عام 2003 وتحفيز القوى والعقول التي يمكن أن تقدم شأ في عملية النهوض واستغلال كل الطاقات والكوادر المثقفة في تقديم الاستشارة والنصح وتفريغ ىالمنظومه السياسية من الشوائب التي مازالت عالقة في الهيكل السياسي و الإداري من العناصر التي مازالت تؤمن بنظرية المؤامرة ولديها القدرة في التلون ونزع أقنعة الماضي ولبس أقنعه تتلاءم مع الواقع الحالي وتعرقل وتقف حجر عثرة وتترجم الأنظمة والتعليمات وفق رؤى ضيقة وشخصية وتكبح جناح كل مايتقاطع مع مصلحها ويحاول أن يهز مراكزها وذلك عن طريق تحجيم الطاقات الأكاديمية والفنية وتتضرع بحجج واهية وترميها في خانة الدستوروالأنظمة والتعليمات وهي منها براء,تحجيم الطاقات والشعور بالغبن وعدم توفير العدالة في تقسيم المراكز وتوزيع الأدوار في الدوائر والمؤسسات يولد حالة اليأس والإحباط ولامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية اتجاه العمل, و السبب هو تلك العناصر التي مازالت تؤمن بفكرة التسلط والحنين إلى الماضي المباد و أطلاق كلمات حق يراد في باطنها باطل وتتناغم مع الأبواق التي تحاول عرقلة العملية الديمقراطية في العراق وما أنتجته من التطورات الاقتصادية وعمليات الاستثمار وتنامي النضوج السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟