الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن مع المعارضة الوطنية الرقابية الاستقصائية ..مهما كان لونها!

محمود حمد

2010 / 3 / 31
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نحن مع المعارضة الوطنية الرقابية الاستقصائية ..مهما كان لونها!
محمود حمد
لاشك ان المرء سيتساءل بقدر من الاستغراب ـ لاول وهلة ـ عندما يقرأ دعوة كهذه ..
ولكن قبل ان تذهب به الظنون ويعتقد:
اننا من دعاة " الفوضى الخلاقة " التي فجرها الغزو منذ استباحة وجود العراق وتشطير مصير العراقيين في ابريل 2003..
او اننا ممن ينهشهم الحنين لـ"جمهورية الخوف " التي ازاحها الاحتلال بعد ان اكلت الاخضر واليابس من عمر العراقيين وسيادة وكرامة وطنهم على مدى اربعة عقود!!
نؤكد موقفنا المؤيد للمعارضة العراقية الوطنية الاستقصائية المسؤولة ـ داخل البرلمان وخارجه ـ ..اكثر من اصطفافنا مع الحكومة الهشة..في هذه المرحلة التاريخية المفصلية من نشوء الدولة العراقية الثالثة..!!!*
لماذا؟
1. لان المعارضة هي القوة المحركة للنظام الديمقراطي ومُزَكّي وجوده..
فلا ديمقراطية مُنتجة بدون معارضة رقابية وطنية استقصائية شجاعة ومسؤولة!
2. لاننا ندرك ان معظم القوى السياسية الحالية ـ الفائزة ـ متفقة على مبدأ الهيمنة ومختلفة على من يهيمن!
فلم نسمع عنها انها اختلفت على برامج تنمية المجتمع والانسان والوطن..
ونقاط خلافها المعلنة والخفية محصورة حول المناصب والمغانم والرؤى الطائفية والعرقية!!
3. ان افتقار القوى السياسية لحرفية ادارة الدولة الحديثة وولاء العديد منها لغير العراق يجعلها ـ في هذه المرحلة التأسيسية ـ تتخبط بين انماط متهرئة من اشكال الدولة كـ" النموذج الايراني الشمولي الدكتاتوري " او"النموذج العربي المستبد المتخلف" او " النموذج المختبري الغربي الاستعلائي القادم على ظهر الدبابات "!!
4. ان غياب الارادة الوطنية المحصنة بوجه المشاريع الاجنبية لدى معظم القوى المتنفذة لايمكن ان ينتج:
• حكومة كفوءة .
• ادارة نزيهة .
• نظام دستوري منضبط .
• تشريع عادل .
• وتطبيق مُنتج.
فمنهم من يصاب بالصمم عندما يعصف الاحتلال بسيادتنا وارواحنا وكرامتنا،ويتسابق للحج الى واشنطن لاستجداء رضاها او لطلب الضمان منها في مواجهة مفاجآت مابعد انقشاع المحتلين!
وآخر ينعقد لسانه عندما تنتهك ايران ارادتنا وسيادتنا وثرواتنا، ويهرع للولي الفقيه كلما إدلَهَّم بهم الخطب طالبا الاسترشاد الى درب الهداية ، اولتزكية رموز الحكومية المقبلة!
وثالث يتعهد بـ" اعادة العرب للعراق والعراق للعرب " ولايتعهد باعادة العراق للعراقيين من براثن الاحتلال واعادة العراقيين للعراق من جور الاغتراب ، ويفتخر بمباركة الحكام المنبوذين من شعوبهم له!
5. ان طبيعة التجمعات السياسية التي تشكلت لخوض الانتخابات بغياب قانون الاحزاب انتجت تشكيلات انتخابية ـ غير منسجمة ـ بين قوى عقائدية واخرى انتهازية وثالثة نفعية ورابعة مأجورة وخامسة وطنية، ومجملها لاتأتلف حول برامج ومنهجيات وغايات ونوايا موحدة داخل كل ائتلاف ، مما يجعلها عرضة للتفكك عندما تعصف بها رياح المنافع والمغانم والمناصب بل والمصالح الوطنية العليا!
6. ان ذرائع وجود المحتل المستترة والمفضوحة ، وتعدد اشكال احتلاله لارادة القوى السياسية المتنفذة الرئيسية سينتج بالضرورة انماطا متعددة من الولاءات اللاوطنية التي تفرز اوبئة متنوعة من مفاسد الادارة الحكومية ، واصنافا معيقة من هشاشة عظام الدولة ، و منازف متفاقمة لثروات الوطن في السر والعلن!
7. ان العلاقة التناحرية بين نوايا المحتلين الاستلابية وبين الارادة الشعبية المطلبية افرزت تجمعات سياسية انتهازية دموية طامعة بالسلطة وامتيازاتها..تتخندق كوصي طائفي او عرقي او جهوي ومستعدة لذبح شركائها في الحياة السياسية اذا اعترضوا طريقها للسلطة والثروة والسلاح..وماتلبث ان تلبس ثوب الحمل لتتعانق مع الذبائح حد التماهي بهم بعد ساعة من حفلة الدم..اذا اقتضت صفقات تقسيم الغنائم ذلك!!
8. ان نتائج الانتخابات تمخضت عن حقيقة مضيئة هي :
ان الجميع ضعفاء..وكلهم عاجزون عن الوقوف بمفردهم..وكلهم بحاجة الى عصبة يستقوون بها!
ولان ذاكرتهم البينية مثقلة بالدماء ، ونواياهم مكبلة بالخوف من الآخر ، فانهم سيلجأون لطلب حماية المحتل وإستجداء ضمانات منه خشية شركائهم..اكثر من ميلهم للتكامل فيما بينهم ، حتى وان ائتلفوا في العلن لاقتسام السلطة!..
وتلك مشيئة المحتل..التي توءجج بيئة التشرذم الطائفي والعرقي لخنق انفاس دولة الوطن والمواطنة!
9. ان القوى السياسية الفائزة الرئيسية تبايع في العلن عواصم الدول المحتلة او المتورطة في التدخل الدموي في العراق ، حيث تعتبر تلك الدول ـ في وسائل اعلامها ـ بصلافة ، فوز تلك القوائم انتصارا لمشروعها!..
بل ان البعض منهم يجاهر بالبيعة لتلك العواصم حتى قبل ان تفتح صناديق الاقتراع ، وغيرها يهرع لطلب المباركة والعون !
مما يبرر الخشية التي يعبر عنها الوطنيون من تعريض مصالح الوطن العليا للضياع ، ومصائر ابنائه للتشرد والغربة داخل الوطن وخارجه!
وهذا يعزز موقفنا من ضرورة الاصطفاف مع المعارضة داخل البرلمان وخارجه ، لرصد اي تفريط بمصالح الوطن وحقوق الشعب لاستجداء دعم المحتل او لارضاء الدول الداعمة لهذا الطرف او ذاك.
10. رغم مايثار في وسائل الاعلام من أنفاس متفائلة انتجها ربيع البنفسج الانتخابي..الا ان الحكومة المقبلة وفق القراءة الاولية للقوى المتنفذة ..تتأرجح بين ميلين متناحرين رئيسيين:
• حكومة الحنين للماضي الدكتاتوري قبل الغزو لاعادة انتاج دولة " البوابة الشرقية " الدموية ، لتنفيذ المشروع الامريكي ـ القديم الجديد ـ بتكليف النظام في العراق لشن الحرب بالنيابة عنها ضد ايران وحماية النظام العربي الطائفي الرسمي المحتظر من " التوسع الشيعي!" بدماء العراقيين وثرواتهم ووجودهم وسيادة وطنهم!
• حكومة " المحاصصة الطائفية والعرقية " لتأبيد السنوات السبع العجاف التي حلت بالعراق بعد الاحتلال ، وسفكت الدماء ونشرت الفساد ، وشرعنت التمزق ، وجَذَّرت اسباب الخوف، ونخرت الارادة السياسية بالنوايا الايرانية المتذابحة مع الامريكان لحماية نظامهم ـ الذي عصفت به ارادة التغيير قبل وخلال وبعد الانتخابات الايرانية ـ بدماء العراقيين وثرواتهم ووجودهم وسيادة وطنهم!
11. اما التمني بخط ثالث فيكمن في:
• الاتفاق بين جميع القوى السياسية ـ المتنافسة على الحكم ـ على برنامج سياسي ينجز السيادة الكاملة للوطن والمواطن..ويضع خطة لاعمار:
الانسان..
الحياة..
البنية الاساسية..
الاقتصاد..
التعليم..
الصحة..
الخدمات العامة..
الثقافة..
البيئة..
الامن..
العلاقات الداخلية والخارجية.
• تشكيل "حكومة مدنية لادارة خطط وورش الاعمار في جميع مدن الوطن وقراه واريافه" من المتخصصين المحترفين في جميع ميادين التنمية والبناء ، واعادة الاعتبار للكفاءات ..بديلا عن هيمنة باعة السياسة المتجولين ـ المُستورَدين منهم او المُعاد انتاجهم محليا من سكراب النظام السابق ـ الذين خربوا البلاد والعباد!
• دعوة السياسيين المتنازعين تحت قبة البرلمان وخارجها للالتقاء ـ بعيدا عن صخب التهديد والوعيد ـ في مراكز متخصصة للبحث العلمي ، والتحليل الموثق ، والمنهج الشفاف ، والاداء المحترف..وفق رؤية وطنية مضمونها الانسان العراقي وكساؤها الوطن ، لدراسة كل مخزون اختلافات تلك القوى المتدافعة ..المتفجر منه او المتأجج تحت الرماد..ليشمل معالجة:
(1) المطامع العاجلة اوالآجلة!
(2) النوايا الخيرة او المشبوهة!
(3) اوهام الذاكرة السحيقة او افرازات الذاكرة الطرية!
(4) الحقوق المشروعة اوالنوازع الاستلابية!
(5) احتقان العقائد الطائفية اوتأجيج الكراهية العرقية!
(6) سلطة المركز وصلاحيات الاقاليم والمحافظات!
(7) حقوق الانسان العراقي الاساسية ومصالحه ومستقبله!
(8) مكانة المرأة في الدولة والمجتمع والتشريع كأكثرية سكانية!
(9) مخاطر مناطق نفوذ القوى السياسية المسلحة المستحدثة بعد الاحتلال!
(10) معايير تقسيم الثروة الوطنية بين المواطنين!
(11) مزالق الاستقواء بالاجنبي على المخالف الوطني!
(12) الوقاية من عودة الدكتاتورية!
(13) المخاوف من تقسيم الوطن!
(14) مفهوم الامن..كاستراتيجية وطنية!
(15) الموقف من المحتلين..ومنهجيات استعادة السيادة والارادة!
(16) العراق اولاً..والعلاقة المتكافأة مع انظمة الجوار والانظمة العربية ودول العالم!
للوصول الى رؤى مشتركة ..بثقافة وطنية تنموية تَدرُّجية تراكمية تستبعد ـ الى حين اوان الاتفاق ـ كل مايعيق رفاهية الانسان وامن المجتمع وسيادة الوطن..
12. ان الظروف ـ الحالية ـ الدولية والاقليمية المناهضة للديمقراطية الحقيقية ، وجنينية وتدني الوعي الديمقراطي لدى اوسع الفئات المجتمعية ، لايمكن ان تنتج دولة متوازنة وحكومة كفوءة وسلطة تشريعية رقابية مسؤولة ..مما يشترط وجود طرفي المعادلة الديمقراطية ( حكومة ومعارضة ) تتكاملان بالادوار..( التنفيذ الدستوري والرقابة على التنفيذ)..والمعارضة هنا لاتقتصر على الاقلية النيابية بل تمتد لتشمل الاحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام ومراكز البحوث والدراسات.
من هنا نفصح عن موقفنا ـ كجزء من المعارضة الوطنية الاستقصائية المسؤولة ـ من الحكومة المقبلة قبل ان تولد ، كي نكون شركاء معها في انتاج دولة الوطن والمواطن! ..
---------------------------------------------
*( الدولة العراقية الاولى من حكومة الملك النجدي فيصل الاول 1922 لغاية سقوط الملكية عام 1958 والدولة الثانية من حكومة الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم 1958 لغاية الغزو عام 2003 والدولة الثالثة تبدأ من الغزو الامريكي وسقوط الدكتاتورية 2003 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال