الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار هادىء مع رئيس المؤتمر الوطني لجنوب كوردستان

ماجد محمد مصطفى

2010 / 3 / 31
مقابلات و حوارات


• الاستاذ كامل ذير بتلك الصفة وبما لديكم من تجربة ونشاط حافل في العمل السياسي، ماذا عن البدايات؟
_ كأن القدر كتب على اعماق كل كوردي ومنذ طفولته ان يتفاعل مع السياسية ويمارسها. والسبب هو حالة الاحتلال التي افرزت الظلم والاستبداد على جميع الشرائح والطوائف والمذاهب الكوردية طوال تأريخهم الحافل بالثورات والمقاومة التي ادت الى مزيد من الكوارث والويلات عليهم. ولأجل الخروج من تلك الحالة المأساوية، اخذت السياسة تنبت في اللاوعي الكوردي الجمعي، فيحاول كل فرد منهم ان يمارسها فعلا او قولا او في قرارة نفسه وهو اضعف الايمان.
اما المحرك الاول الذي جعلني ان اشغل جانبا من افكاري بالسياسة.. كان دوي طائرة استطلاع دخلت سماء السليمانية سنة 1939 وكان عمري انئذ خمس سنوات فقط. فقد خلقت تلك الطائرة حالة خوف في نفوس سكان المدينة، فترك الموظف دائرته واغلقت الحوانيت وكان السبب في ذلك هو الويلات التي عانت منها اهالي السليمانية من الطائرات البريطانية التي كانت تقصف السليمانية بلا رحمة وتمييز قبل بضع سنوات من ذالك التاريخ لأخماد ثورات الشيخ محمود الحفيد اضافة الى مآسي 6/ايلول 1930 ثم اندلاع الحرب العالمية الثانية في نفس السنة ودور الطائرات الحربية التي كانت تترك الدمار والمئات من القتلى يوميا في شتى انحاء العالم، وبذالك تفاعلت مع تلك الاحداث وتوسعت آفاق فكري من خلال احاديث مجالس اسرتي وبالاخص المفكرين منهم وهم الشاعرين الوطنيين الكبيرين شيخ سلام وهو خال والدي، و أ.ب.هه ورى وهو شقيقه واخرون من اقاربنا، فتعلمت الدروس الاولى من السياسة وعلمت باننا امة نعاني من التجزئة والتقسيم والاحتلال والاضطهاد ومحروم من الدولة القومية لنا، فعاهدت على نفسي ان اناضل من اجل ازالة تلك المظالم، وعند بلوغي 14 سنة دخلت تنظيمات الحزب الشيوعي سنة 1948 ظانا مني ان مفاتيح استقلال وحرية الشعوب تجد نفسها في دهاليز موسكو حسب مزاعم الشيوعيين. وعندما خاب ظني في ذلك بعد اعلان النظام الجمهوري اليساري في العراق ودور الحزب الشيوعي في محاربة كل تيار قومي تركت ذلك الحزب رغم تضحياتى الجسام من اجله او بسببه من قبيل اعتقالات متكررة ونفي مرة الى الشعيبة ومرة اخرى الى ابي غريب وانقطاعي عن الدراسة، ثم أقدمت مع عدد من المثقفين الى تأسيس تنظيم قومي كوردي عقائدي بأسم(كاذيك) اي جمعية حرية واحياء واتحاد الكورد وذلك بتاريخ 14/4/1959.
وبعد اندلاع ثورة ايلول، وضع كاذيك امكانياته وكوادره في خدمة الثورة. وفي سنة 1974 وبعد استئناف القتال مع نظام بغداد وبغية توحيد صفوف الثورة، قرر كاذيك تعليق نشاطه وبعد انهيار الثورة اقدم عدد من شباب الكورد من انصار كاذيك وغيرهم على تأسيس تنظيم كوردي قومي عقائدي اخر سنة 1975 بأسم (ثاسؤك) على غرار كاذيك ووفق نفس فلسفة واستراتيجية كاذيك . ثم قام عدد آخر من قادة وانصار كاذيك في اوربا الى تأسيس تنظيم آخر بأسم المؤتمر الوطني الكوردستاني KNC هدفه ان يكون مظلة لجمع شمل الاحزاب الكوردية في جبهة دائمة وتوجيه نشاطهم صوب النضال من اجل الاستقلال. اضافة الى دور المؤتمر في نشر الوعي القومي من خلال ادبياته وموقعه في الانترنيت ثم دور المؤتمر في تعريف القضية الكوردية بشعوب وحكومات العالم.
• ما مدى استجابة تلك الاحزاب لاهداف المؤتمر وبالاخص النضال من اجل الاستقلال؟
_ صفر
• لماذا؟
_ لأنهم ليسوا احزابا قومية بالمعنى الصحيح اضافة الى معاناتهم من عقدة التبعية لمحتلي كوردستان، كما ليس لهم مواقف مبدئية ثابتة ولا استراتيجية واضحة في مناهجهم ناهيك عن سنوات القتال فيما بينهم وتفشي الفساد في صفوفهم وغيرها من السلبيات.
• والحل؟
_ الحل هو الغاء الحزبية، اذ لاتصلح الشعوب غير المتحررة لأقامة النظام الحزبي فيها. الاحزاب في مثل هذه المجتمعات ليست الا اسفينا في جسد الامة وكابوسا عليها وبؤرة للفساد ووسيلة بيد المحتلين لشق صفوف المجتمع وجعله ضعيفا مشلولا وحقلا خصبا لنمو جراثيم التفرقة او لتسهيل تنفيذ مبدأ فرق تسد الذي تتبناه المحتلون ازاء مستعمراتهم. والاحزاب الكوردية القائمة ونتيجة لعقدة التبعية لمحتلي كوردستان منذ قرون، هي اكثر سوءا من غيرها من احزاب الشعوب ذات الكيانات السياسية الخاصة بهم.
ومن الناحية العلمية فقد وجدنا الاحزاب الكوردية كيف كانت تخلق شتى انواع الذرائع لتعثر عدد من الفرص للاستقلال واستبدالها بشعارات تافهة من قبيل الروابط التاريخية والديمقراطيات المزيفة والحكم الذاتي او الفيدرالية او التمسك بالدساتير التي لا تعمل بها السلطات المركزية نفسها وهي في الحقيقة ليست الا حبرا على الورق وقابلة للتعديل والالغاء. وقد رأينا عددا من الدساتير العراقية تغيرت من سيء الى اسوأ! فالدستور كما وصفه صدام حسين (هو ورقة نكتبها اليوم ونمزقها في اليوم الثاني!).
• موقفكم من حركة التغيير؟
_ كنا من المؤيدين لها لعدة اعتبارات:
اولا: لأنها لم تكن حزبا على نمط الاحزاب الاخرى القائمة بل كانت حركة جماهيرية عارمة بغض النظر عن خلفيات رموزها.
ثانيا: كان من الضروري ادخال معارضة الى برلمان كوردستان لتقف حائلا امام ذلك الفساد الذي كاد ان يقضي على حكومة اقليم كوردستان العزيزة التي تأسست بدماء الاف الشهداء.
ثالثا: قد تكون هذه الحركة بديلا للاحزاب التقليدية القائمة وربما تقود الحركة التحررية الكوردية نحو الاستقلال، وقد سبق للسيد نوشيروان مصطفى ان اعتز بقطعة من قصيدة للشاعر م.نوري الذي ينادي فيها الاستقلال وكان ذلك الاعتزاز الى درجة دفع به ان يضع تلك القطعة على الغلاف الاول من كتابه( لة كةنارى دانوبةوة بؤ خرِى ناوزةنط).
لكن الان اختلف الامر حينما وجدنا هذه الحركة هي الاخرى تتجه نحو بغداد وبرلمان بغداد او نحو المناصب الحكومية في بغداد، لاعتقادنا ان اي من بغداد وطهران وانقرة ودمشق لايحل مشاكل شعبنا كما لاجدوى من اشغال الوظائف الحكومية في تلك العواصم بما فيها رئاسة الجمهورية او اي منصب آخر مادام هؤلاء القوم لايقرون حق امتنا في تقرير مصيره لا بل وحتى الحاق ما يسمى بالمناطق المتنازعة عليها، باقليم كوردستان! لذا فكلما اقترب الكورد من عواصم محتلين، كلما ابتعد عن النضال من اجل تقرير مصيره. وقد رأينا بأم اعيننا خلال الخمس سنوات الماضية عدم استطاعة تلك الاعداد الهائلة من البرلمانيين والوزراء وكبار الموظفين من الكورد بما فيهم رئيس الجمهورية من استعادة قرية الى الاقليم. هذا وللكورد تجارب طويلة لأشغال درجات رئيس الوزراء والوزراء وقيادات الجيش وعضوية البرلمان وغيرها في بغداد منذ العهد الملكي واخيرا نائب رئيس الجمهورية في عهد صدام دون حول لهم ولا قوة في دفع عجلة القضية الكوردية نصف خطوة الى الامام.
والان نقف موقف المراقب لحركة التغيير تلك عما اذا تنتهج نفس النهج التبعي للمحتلين ام تتجه نحو المسار القومي الصحيح؟ وسوف يكون لكل حادث حديث.
• ماهو اهم انجازات المؤتمر بصفتكم من ابرز اركانه؟
_ ان تأسيس المؤتمر بحد ذاته يعتبر انجازا مهما وقد قام المؤتمر بعقد ست مؤتمرات عامة لحد الان شارك فيها ممثلو بعض الاحزاب الكوردية وشخصيات كوردية بارزة وعدد من ممثلي الحكومات والبرلمانيين والصحافة الاوربية كما وردت سيلا من برقيات التعاطف للمؤتمر ولقضيتنا الكوردية من لدن رؤساء بعض الدول الكبرى. ثم ساهم المؤتمر في تأسيس حكومة غربي كوردستان في المنفى. واهم ما يقوم به المؤتمر منذ تأسيسه هو نشر الوعي القومي الكوردي عن طريق مقرراته ومؤلفات وسمينارات كوادره ومجلته وموقعه في الانترنيت وابداء ارائه الموضوعية تجاه مختلف الاحداث العالمية والاقليمية والمحلية المتعلقة بقضيتنا الكوردية.
• هل لدى المؤتمر عدد من الاعضاء يوازي الاحزاب الكوردية القائمة على الساحة الكوردستانية؟
_ المؤتمر ليس حزبا كي بقوم بجمع الاعضاء وتنظيمهم في خلايا او منظمات تابعة لها، انه حركة فكرية اكثر مما يكون تنظيما على شاكلة التنظيمات الحزبية. ان مهمة المؤتمر هي نشر الوعي القومي الكوردي كما اسلفت ثم تعريف القضية الكوردية بالعالم ثم العمل على تقريب وجهات نظر الاحزاب الكوردية وجمعهم في جبهة موحدة لتوحيد قواهم العسكرية وازالة المصالح والخلافات الحزبية الضيقة في مرحلة النضال التحرري على الاقل. وان هذه المهام لاتحتاج الى الكم من الاعضاء بل تحتاج الى النوع من الاعضاء والانصار.
• الى متى!؟ واذا استمر الامر على ماكان عليه الان؟
_ عندئذ لايستبعد تحويل المؤتمر الى حركة جماهيرية واسعة لتحقيق هدفه الاساسي وهو الحرية والاستقلال.
• كيف تقرأ مستقبل الكورد في العراق الحالي؟
_ دعني ان اجيب على هذا السؤال بشيء من التفصيل متضامنا مع ما ذهب اليه الكاتب الكوردي القدير(أحمد قرداغى) في مقاله القيم غير المنشور بعنوان: عقد ممتدة عبر التأريخ.
ان العناصر الرئيسية التي تشكل النسيج الاجتماعي للدولة العراقية الحديثة لها خصائص متميزة تستمد قوتها من عقد تاريخية كامنة في اللاوعي الجمعي لتلك العناصر او التركيبات الاجتماعية ويمكن اختصار الحديث عن تلك العقد والاثار المترتبة عليها بما يلي:
1ـ الشيعة: وهم يشكلون الاغلبية في المجتمع العراقي وهؤلاء يعانون من عقدة الاحساس بالذنب التاريخي وهي عقدة تمتد بجذورها الى واقعة كربلاء التاريخية وفاجعة الامام الحسين(عليه السلام) ممن كان يفترض فيهم مناصرته والجهاد معه. كما ان الشيعة قد شاع فيهم نوع من(الماسوكية) يمكن ان اسميه(عقدة الظهور في دور المظلوم) وذلك من جراء تعرضهم للاضطهاد والقمع منذ العهد الاموي وعلى امتداد التاريخ الاسلامي وكان من نتائج ذلك الوضع ان اصبح الشيعي في كثير من الاحيان(وبصورة لا واعية) اكثر ميلا لان يكون ضحية ومظلوما على ان يكون متجبرا وظالما، وقد تبينت هذه الحقيقة عند مشاهدة نوري المالكي مساء يوم الجمعة 26/3/2010 في شاشة التلفزيون بعد اعلان نتائج انتخابات 7/آذار كيف ظهر في دور المظلوم الذي يتخبط ويتظلم من تلك النتائج وهو لم يزل رئيسا للحكومة وبيده سلطة الحكم وتحت امرته القوات العسكرية والمدنية! والمتبع هو تظلم المعارضة وليس العكس!
2ـ الكورد: واولائك قد عانوا الكثير من الظلم والتسلط على امتداد تاريخهم، ولقد كان الحاكم الفعلي في كوردستان في معظم الاحيان(ان لم نقل في كل حين) اجنبيا محتلا. وهكذا فقد استقر في لاوعي الكوردي ان حاكمه لابد ان يكون(غير كوردي) وهذه العقدة التاريخية اللاواعية لايستثنى منها ذلك الكوردي الذي قد يصبح بامكانه ان يحكم يوما ما شعبه، فهو غير واثق( على مستوى اللاوعي على الاقل) من كونه اهلا ليكون بديلا للحاكم الاجنبي، وقد ينجح مثل هذا الحاكم في ان يحكم شعبا اخر في حين يفشل في حكم شعبه وذلك بفعل هذه العقدة التي لها تاثير مزدوج، اي تأثير على الحاكم وتأثير على المحكوم في نفس الوقت وقد تبين هذه الحقيقة من عراقية الطالباني اكثر من العراقيين الذين ينادون بان العراق جزء من الامة العربية وانه يتمسك بوحدة العراق الى درجة اكد فيه لنائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن بان( مشروعه المقترح لتقسيم العراق لن يلقى الاستجابة من المكونات العراقية.. دعنا نحل مشاكلنا العراقية بطرقنا الخاصة بنا) كما انه دائما يرفض فكرة الدولة الكوردية ويصفها بحلم الشعراء كأن الكورد يعيش في جنات عدن يجري تحتها انهار من السعادة بوحدته مع محتليه! وبذلك انه مؤهل لرئاسة الجمهوررية لدورة ثانية اكثر من غيره من غير الكورد الذى قد لايسمح لنفسه (من باب رعاية المشاعر على الاقل) ان يصف الدولة الكردية بمثل ذالك الوصف.
3ـ العرب السنة: ان هؤلاء وبفعل امتداد الحكم القهري التسلطي للحكام المسلمين السنة والذي ابتدأ منذ العهد الاموي ومرورا بالعهد العباسي وممتدا الى العهد العثماني وانتهاءا الى مايمكن ان يعرف بعهد الحكومات العربية الوطنية الحالية، قد تعودوا على الحكم الاستبدادي الفردي. ويمكن ان نقول انهم الى حد ما قد استساغوه واستلذوه. ولقد ساهم البعد الديني وجهود وعاظ السلاطين من رجال الدين في اضفاء بعد قداسي على ذلك النوع من الحكم والتحكم.
لقد تعاقب الحكام المستبدون على امتداد حقب طويلة فكون ذلك في مخزون اللاوعي الجمعي للناس مفهوم وجوب كون الحاكم مهيبا قويا ذا جبروت وبطش. وهكذا انتهى الامر الى ايجاد نوع من الانجذاب او التعلق بالحاكم القوي المستبد والى تفضيل حكمه على حكم من نوع اخر قد يكون منفتحا وعادلا ولكنه( في اعتقادهم) هش وضعيف ومعرض لان يكن مدخلا الى الفوضى والتفكك وانعدام الاستقرار. وكمثال على ذلك نعيد الى الاذهان ذلك التعليق(غير الطبيعي وغير المبرر) من قبل الكثير من العرب السنة في العراق وخارجه بحاكم العراق السابق(صدام حسين) واضفاء لقب (قائد الضرورة) عليه وتمجيده ايام حكمه وبعد رحيله كذلك، وكمثال اخر لذلك المخزون اللاوعي: فقد شاهدنا اياد علاوي على شاشة التلفزيون بعد اعلان نتائج انتخاباتا 7/آذار كيف كان يفتخر بانه سيشكل حكومة قوية ذات بعد عربي واسلامى. ولتلك القوة وذلك البعد فى كلام علاوى معان وتفسير!
وعلى ضوء ما ذكرت فأني ارى ان امكانية تآلف المكونات الاجتماعية الرئيسية في العراق او اندماجها الطبيعي في كيان سياسي موحد ومتعايش امر بالغ الصعوبة(هذا ان لم اقل امر غير ممكن). وقد يقول الكثيرون ان هذا غير صحيح وانما التجربة الراهنة في العراق اثبتت الى حد ما امكانية نجاح نوع من التآلف، ولكني اضيف الى ما ذكرته بانه حتى لو سلمنا جدلا بتحقيق بعض النجاح في الجمع بين المكونات العراقية غير المتجانسة، فلا يجوز ان ننسى ان ذلك قد تم في وجود الرعاية (او بالاحرى الوصاية الامريكية).
وعندما يغيب العامل الامريكي او يضعف دوره لاي سبب كان( وهذا ما سيحدث عاجلا ام آجلا) فأن الاوضاع ستتأزم لتأخذ ابعادا تصعب السيطرة عليها وسوف لن تنفع التوافقات الشكلية والمجاملات الاستعراضية في ملأ الثغرات وتسوية المنازعات المتأصلة والخلافات المستحكمة.
ان التأثيرات القوية للخبرات والمفاهيم المتجذرة في اللاوعي الجمعي للشعوب والمجاميع البشرية هي من القوة والزخم الى الحد الذي قد يفوق ما يمكن تصوره. والامر الاسوأ في هذا المجال هو انه لايمكن في الغالب كبح جماح تلك التأثيرات او معالجتها باجراءات فوقية وسطحية او باللجوء الى تدابير وممارسات تقليدية هي ليست على مستوى عمق ودقة اسباب وبواعث تلك التأثيرات العميقة والخطيرة، ولذلك فهي سوف تزيد الاوضاع سوءا.
تلك هي القراءة الموضوعية والعلمية لمستقبل العراق الحالي بما فيه مستقبل الكورد. ولاشك في ان وقع الكارثة على الكورد سيكون مضاعفا ان لم يكن كليا كما كان عند انتهاء الحرب العراقية الايرانية، فعلى الكورد جميعا، حاكما او محكوما، احزابا وافرادا ان يتفهموا هذه الحقائق ويبتعدوا عن الفساد والعمالة وان يضعوا عداواتهم جانبا ويمدون خيطا بينهم ليربطهم ببعظهم لوضع النقاط على حروف ميثاق شرف لصيانة المصالح العليا لامتنا الكوردية وذلك بتوحيد المواقف تجاه الغير ووضع خطة لاستعادة الثقة بالنفس لمعالجة العقد التاريخية اللاواعية المستقرة في نفوسنا حاكما او محكوما جاهلا ام مثقفا واعادة الحيوية الى الشخصية الكوردية المنهارة نتيجة تلك المظالم والتسلط من المحتلين الاجانب، اذ لابد لكل داء دواء فنبذ الفساد وترك العمالة والمباشرة بالتربية القومية الصحيحة والمعالجات النفسية العلمية عن طريق الدراسة ومن قنوات وسائل الاعلام وافهام الجميع بان لا حقوق ولا حرية ولا سعادة ولا تغيير ولا تطوير ولا مساواة ولا صيانة للكرامة ولا سيادة ولا امان من غير الاستقلال، سوف يكون كفيلا لازالة تلك الترسبات المتراكمة في نفوسنا عبر التأريخ ومن ثم الخروج من جحيم الاحتلال وهو امر ليس بالمستحيل ولا هو حلم الشعراء فقد سبقنا في ذلك شعوب الامبراطوريات القوية اصحاب الجيوش الجرارة وشعوب الاتحاد السوفيتي الذي كان ثاني قوة في العالم رغم ما كان يملك من الاسلحة الفتاكة، فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد للقيد ان ينكسر.
• كلمتكم الاخيرة؟
_ لا حياة من دون الاستقلال، وللوصول الى هذا الهدف طرق وفنون، وليس بالضرورة دماء وشجون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح