الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالمكشوف !!

عبد الحميد العماري

2010 / 3 / 31
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يبدوا أن من أهم محاسن ألأنتخابات البرلمانية أنها دفعت أغلب الأطراف التي كانت تتشدق بالوطنية حد التخمة .. لأن تلعب على المكشوف دون تردد من قول الصراحة ، وأفرزت صناديق الأقتراع حقائق ألأنتماء لغير العراق هذه المرة ، وفي أعلان لايبدوا بالنسبة لنا عجيبا أو غريبا ، لكنه ظهر كذلك للعراقيين المغرر بهم حتى قبيل يوم السابع من آذار الماضي وماتلاه بأيام قلائل ، وصار الحديث عن ألأنتماء لأيران فخر وزهو لأبطال العملية السياسية ، ولم تكتف هذه القوى من ألأعلان بأنها ذهبت الى طهران لأعداد طبخة تشكيل الحكومة المقبلة على وفق طريقة أعداد طبخة الـ(فسنجون) ألأيرانية المشهورة ، وبلا حياء .. تقدم السيد نوري المالكي بالشكر والعرفان لـ ( ألأشقاء ) في طهران بحسب نص البيان الصادر عن مكتبه ، شكرهم على دعمهم ومساندتهم نحو التقريب في وجهات النظر بين أئتلاف دولة القانون والأئتلاف الوطني وتشكيل كتلة واحدة ، وألأتفاق على تفاصيل تشكيل الحكومة المقبلة !!ثم أعلن مرشح ألأئتلاف الوطني كريم بدر من على شاشة قناة المستقلة يوم الثلاثاء الماضي ، أعلن أنهم يسعون لأقامة علاقات ( أخوية ) مع الجارة أيران !! داعيا الى ضرورة فتح الحدود المشتركة بين البلدين !! ولاندري عن أية أخوة يتحدث السيد كريم بدر القيادي السابق في قوات بدر التي تشكلت في أيران ؟! وهو أعتراف يحتاج الى توضيح أكثر ، سيما وأن السيد بدر سيكون أحد أعضاء البرلمان العراقي الجديد .

وفي صفحة أخرى من المشهد العراقي الجديد .. رفض السيد عزت الشابندر المرشح عن أئتلاف دولة القانون التعليق على موضوعة أجتماع خيمة طهران ، إن جاز التعبير ، من على شاشة قناة الحرة لمساء الثلاثاء عبر برنامج (ساعة حرة) ، وهو الذي أنسحب من القائمة العراقية السابقة بحجة أن علاوي متفرد بأتخاذ القرارات وأنه بدأ بأستمالة الأيرانيين نحوه ، في حين أن السيد نوري المالكي هرول نحو طهران جهارا نهارا وعلنا ! ترى هل يستطيع السيد الشابندر ألأعتراض على هذا الأرتماء المعلن وأمام خلق الله بالأحضان الأيرانية ؟! وهل يرتضي لنفسه أن يكون أداة للتمدد الأيراني في العراق ؟ هذا ما يحتاج الى توضيح أيضا .

وفي ذات البرنامج (ساعة حرة) .. أيد القاضي وائل عبد اللطيف هذه المساعي الجارية في طهران لتشكيل حكومة عراقية بأشراف أيراني ، وهو الذي أنسحب من قائمة علاوي في البرلمان السابق للأسباب ذاتها التي أعلنها السيد الشابندر ، مع أن الحقيقة هي أن السيد علاوي رفض ترشيحه لأن يكون وزيرا للعدل ، ألأمر الذي أزعله كثيرا ودفعه للأنسحاب من القائمة العراقية ، وهي حادثة معروفة للكثيرمن المراقبين للشأن السياسي العراقي ،ربما مازال السيد عبد اللطيف يمني النفس في ألأستيزار هذه المرة ، وأن لم يحصل على مراده سنرى ربما تصريحات نارية كعادته عبر وسائل ألأعلام .

أتصور أن تلك واحدة من محاسن ألأنتخابات ، مع أن الشارع العراقي ماعادت تنطلي عليه أية أكاذيب ، لكنه ينتظر أن يسوق هؤلاء الساسة تبريراتهم ، ومن ثم يكون له القول الفصل ، هذا ما ينبغي أن يكون عليه الموقف الوطني ، وبعكسه سوف يسهم الجميع في دفع البلد نحو الحوت ألأيراني ، الذي يقف على ألأبواب لأبتلاع العراق وربما المنطقة بأكملها فيما بعد ، لكن حقيقة هذه الحوارات ليست أعترافا صريحا فقط بأستلاب القرار العراقي لدى هذه الكتل ، أنما جاءت تنفيذا لأجندة خارجية مع سبق الأصرار والترصد ، فضلا عن كونها أستمرار لسياسة ألأقصاء وألأحتماء بالآخرين بالضد من إرادة الناخب العراقي ، لننتظر وسنرى .
كاتب وصحفي عراقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهازيون فعلا
البراق ( 2010 / 3 / 31 - 09:01 )
تغيير اسماء الكتل والائتلافات الذي تم قبل الانتخابات واضافة كلمة الوطني او الاشارة الى القانون لم يكن حقيقيا نابعا من ايمان هؤلاء بما اضافوا فلا هم وطنيين ولاحريصين على القانون . اما بخصوص من مارس عملية الجقلبان كالشابندر ووائل عبد اللطيف ومهدي الحافظ فان دوافعهم الانتهازية كانت مكشوفة منذ البدء فهؤلاء كانوا يكيلون الذم لاحزاب الاسلام السياسي ماداموا في كتلة اياد علاوي التي عن طريقها تمكنوا من الحصول على مقاعد في البرلمان السابق وعندما اعتقدوا ان المالكي سيكتسح الانتخابات وكما فعل في مجالس المحافظات غيروا جلودهم فورا كالحرباء والتحقوا بالمالكي لعلهم يحافظون على مقاعدهم لكن هيهات فقد كشفهم الشعب انتهازيون للفرص فاسقطهم شر سقطة ليكونوا درسا لجميع الانتهازيين الراكضين وراء مصالحهم


2 - نعم أنهم كذلك
عبد الحميد العماري ( 2010 / 3 / 31 - 10:53 )
صدقت أخي الكريم هؤلاء أنتهازيون بأمتياز فضلا عن أن المشهد السياسي العراقي يضم بين ظهرانيه من ألأمثلة هذه الكثيرين ، لكن بالنتيجة لايصح إلا الصحيح .. شكرا على التعليق وتحياتي .


3 - المستور كان مكشوفأ ؟
كنعان ( 2010 / 3 / 31 - 15:41 )
تحية للاخ الكاتب وأؤيد ماجاء فى مقاله ولكننى أتسائل أين موقع المتل الامريكى
من كل هذا واذا كانوا قد خدموا ايران خدمة لاتوصف بأزاحة صدام حسين عن
السلطة فهل يعقل أن يسلموا مقاليد العراق كليأ لايران ؟؟؟

اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية