الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيعة العراق، حكومتان فقط

عارف علوان

2010 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


راهنت مرة أن شيعة العراق إذا فقدو السلطة، لن يعودوا إليها مرة أخرى، أبداً. وسأبقى على رهاني.
كان الشائع أنهم ظُلموا في عهد صدام أكثر من غيرهم، لكن، في ذلك العهد، كان الجميع مظلومين بالتساوي. وحين "انتفض" الجنوب، بطش بهم النظام بلا رحمة، وصبّ عليهم جام غضبه بعد خسارته حرب الكويت، ولم تتقدم أمريكا وحلفاؤها في ذلك الوقت لإنقاذهم، عندما علمت أن إيران استخدمتهم!
شيعة العراق في الأصل عرب، نزحوا الى العراق قادمين من شرق الجزيرة العربية، واستقروا في الجنوب كمزارعين، وفي المدن كتجار. القليل منهم مشكوك في أصله العربي، أولئك الذين يقطنون الأهوار. يقول المؤرخون أن أقدامهم الغشائية (الغشاء بين أصابع القدم) قد تعود بهم الى العهدين السومري والبابلي. ما إن غلب التشيع على عرب الجزيرة، انتسب سكان الأهوار إليهم، وأصبحوا، بضرورة المكان، شيعة!
في العهد الصفوي، ولى كل الشيعة وجوههم الى إيران، وبدأوا يدينون لها بالولاء بعد أن كرست من عادات حول مصائب أهل البيت، عزاء، تعذيب النفس بضربها بأطراف السيوف حتى تدمي رؤوسهم، وشعائر مغالى فيها، بذلك تحول وجدانهم الى ما يصدر عن إيران من تمثيل للمعاناة!
في العصر الحالي، كره العلمانيون الشيعة ما يقوم به آباؤهم من أنجذاب أعمى لإيران، وهم قلة تميزت بالفكر المتفتح، إلا أن البقية، وهم بالملايين، ظلوا مسحورين بدولة أيران في ما تقدمه من غلو إزاء ما لحق بالحسين بن علي من مذابح في القرن الأول الهجري، فهم يبكون ويلطمون الخدور ويجرحون النفس لتلك الواقعة، غسلاً للعار الذي لحق بهم منها، إذ ذكر المؤرخون أنهم أقسموا الولاء للامام علي ثم تخلو عنه، كذلك فعلوا مع ابنه الحسين.
غالباً ما يكون التاريخ شاهد زور على وقائع مضخمة، تشق طريقها عبر تراكم السنين بصورة منحرفة!
يسأل طفل ولد في إنكلترا من عائلة شيعية: لماذا تذرف الدموع على شخص قتل قبل أربعة عشر قرناً؟
الأطفال يطرحون الأسئلة بمنطقها، ويضحك الآباء لأنهم لا يملكون الجواب.
بعد الاطاحة بصدام حسين، كشف الكثير من شيعة العراق أنهم كانوا يخفون صور الخميني داخل ثلاجات الأكل! لكن، لماذا صورة الخميني؟
الآن كل الشيعة العرب في المنطقة يخفون صور الخميني وخامئني داخل الثلاجات، أو يعلقونها على الجدران إذا كانوا في مناخ يسمح بذك، كما هو الحال في لبنان، الذي أصبح جنوبه كياناً شيعياً مستقلاً، بالقوة!
في العرق ظهرت الصور المذكورة للعيان، وشكلت حكومتان شيعيتان وواحدة علمانية، أثناء ذلك مارس، الذين ادعوا أنهم ظُلموا في السابق القتل، والسرقة، والغش، والنهب، والتجاوز على القانون، وزورت الشهادات العلمية، ولم يشبعوا. فمن لحق به الظلم كما يدعى، ظلم عشر مرات في الحكومتان التي قامتا، وأصبحت، الدولة إياها، ترعى الشعائر بنفسها، إذ في كل سنة تقام عدة مناسبات للعزاء، حيث يفرش طريق كربلاء والنجف بالمآدب السريعة، وتنصب أنابيب مياه الشرب، لتطعم وتسقي فلول المتجهين الى المدينتين، ملايين الشيعة، بعضهم بثياب خلقة، يمشون حفاة نحو النجف وكربلاْء، فرحون، مبتهجون، ليساهموا في وليمة العزاء والبكاء!
أين كان هؤلاء من التعمليم والدراسات الجامعية منذ عهد الملك فيصل حتى الآن؟ كيف أفلتوا من المدارس وسيطرت الأمية والجهل على الملايين منهم؟
توجد إجابتان، إذا وضعتا جنباً الى جنب تحصل على كارثة، الأولى:
إن الدرس، مهما بلغ مراحله العلمية المتطورة، لن يؤثر على إيمان الشيعي بشعائر عاشوراء، رغم ما فيها من قبح، ولا من ولائه لإيران، رغم عدائها للعرب! فرئيس الحكومة السابقة، الجعفري، والتالية، المالكي، درسا الطب ومارساه في إنكلترا، وعاشا في بيئة متحضرة جداً لم يتأثرا بها، وكل منهما يقود حزباً، المؤتمر والدعوة، تأسسا في إيران، ويدينان لها بالولاء، بل يضعان مصلحتها قبل مصلحة العراق وشعبه!
الثاني: إن الشيعي، وقلنا هناك استثناء بسيط، ميال الى الكسل، والتراخي، ويرجوا أن يأتيه الرزق من دون مثابرة، أو بأقل جهد ممكن، وهو يفضل التوجه للعاصمة، بأميته، بحثاً عن أعمال رخيصة يعيش منها، ويسكن الأطراف!
"القرينة" التي يقرّ بها المذهب الجعفري، جعلت من الشيعي مداهناً، منافقاً، يضحك بوجهك، ويكيد لك ما إن تلتفت، أو، في أفضل الأحول، يشتمك حينما يبتعد. فالقرينة تبرر له أن يعلن ما لا يضمر عندما يكون في حضرة القوي، إلا أنه استمرأ العادة وأصبح يمارسها حتى أمام الضعيف، فالتصقت به، كما يلتصق العلق على سطح الجلد!

للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طائفي بامتياز
البراق ( 2010 / 3 / 31 - 08:29 )
العرض يمثل نموذج لكتابات طائفية لاتخدم الانسان بشكل عام والعراقيين بشكل خاص فبالاضافة الى ماورد فيها من مغالطات هناك معلومات غير صحيحة ساقها السيد الكاتب كحقائق ضمن مقالته هذه فيقول ان كل من الجعفري والماكي قد درس الطب ومارساه في انكلترا وهذا غير صحيح البتة حيث ان المالكي ليس بطبيب اما عن الجعفري فهو طبيب خريج كلية طب الموصل الا انه لم يمارس الطب في انكلترا بل كان يمارس عملية تنظيم الرحلات لحج بيت الله في كل عام

اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله