الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيد الخاطر 2

محمود المصلح

2010 / 3 / 31
سيرة ذاتية


ليس كمثل الامومة في الدنيا ، الام ركن ركين متين نركن اليه، نهرب اليه من كل كرب ، نبثه همومنا ، ونشكو له وجعنا ، وقلما نجد من يشاركها افراحه ، فأفراحنا لنا وحدنا وسعادتنا حكرا وسرا ، ومتعنا نمارسها بعيدا عنها ،اما كربنا وهمنا حزننا وتعبنا فنحن به شركاء مع امهاتنا ، امنا قلعتنا الحصينة التي نلجأ اليها كلما داهمنا مداهم نخافه او نهابه.
ولعل الامومة( الامومة تعني الامومة والابوة معا ، مع التحيز نحو الامومة ) شيء مزروع في قلوب الامهات رغما عنهن ، فهن الحنان رغما عنهن ، وهن الرحمة رغما عنهن ، فليس برغبة الام ان تكون تحن وتعطف وترحم وتبذل وتعطي ، فتلك هبة من الواهب زرعها يوم ان خلق الخلق وبرأ البرية . وقد نجد من الامهات من تخالف القاعدة ، او تشذ عنها ، فنجدها قاتلة هاجرة ، قاسية غير مبالية ، في فترة السبعينيات من القرن الماضي ، نشطت الهجرة الى اوروبا ، وتزوج البعض من الاجنبيات ، وانجبو منهم اولادا وبنات ، ومنهم من اعترف بما انجب ومنهم من انكرهم ، وتركهم وتخلى عنهم وهو يدرك انهم اولاده ومن صلبه ، ولكنه ابى ان يتحمل مسؤليتهم ، او هاب وخاف ان يعود بهم وامهم الى زوجته واولاده في موطنه ، لما قد يترتب عليه منخراب البيت الاول في موطنه .. فقد تطلقه زوجته العربية او تهجره ، وقد يغضب الاولاد ويقسون عليه مع امهم .. فكان الحل ان يهرب ويترك تلك البذرة في الخواء .. وقد يسجلون لقطاء .. أو ايتام .. او قد يكونوا اولادا بالتبني لاحدهم ..
هذا جانب ..وقد يعود بعضهم ومعه زوجته الاجنبية ( المانية في هذه الحالة ) ومعها اولادها .. وما ان تستقر في وطننا وبين ظهرانينا ، وتشاهد ما تشاهد من تخلفنا عن ركب قومها ، وشظف العيش ، وقلة المسرة ، وبساطة الاثاث ، وركاكة مدينتنا التي فقدت هويتها العربية الشرقية ( فلا هي شرقية بالمعنى الكامل ، ولا هي غربية كما تتمنى ) ما ان تعيش عيشة القهر والحرمان ، وما ان تعاني من معاني الحرامان والتحليل والتحريم ، والجائز وغير الجائز.. حتى تدرك ما فعلت بنفسها .. حيث تصطدم بالفارق الشاسع بين حظارتين راح يزعم الجميع بردم الفجوة بينهما .. فتهرب وتترك البلد والزوج والاولاد والبنات والوضع .. وتعود الى ما كانت عليه ..
هنا .. نتسائل .. اين حنان الامومة في هذه الحالة ؟
واين ما نتحث عنه من الامومة الغريزية ؟ اتراها انهزمت امام رغبات الذات . . أم تراها اشاعة ليس له ما يبررها ؟
تلك قصة من قصص صيد الخاطر .. اسوقها ... واعود لاسوق الامومة كغريزة مرة اخرى في موضوع آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من