الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد تصبح فنزويلا بلدا غير قابل للحكم

المناضل-ة

2010 / 3 / 31
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مقابلة مع هاينس ديتريش

قد تصبح فنزويلا بلدا غير قابل للحكم

هاينس ديتريش هو واضع المفهوم الذي يماثل السيرورة السياسية الجارية في فنزويلا مع "اشتراكية القرن 21" . ويعتبر نفسه صديقا للرئيس تشافيز. ويدعوه للتفكير في انجازاته بصفته رئيسا للدولة و ينبهه الى ما يحدق به من أخطار. و يحدد بوجه خاص قرارين أساسيين يرى انهما يطبعان الظرف السياسي. الاول هو الإقالة غير المفسرة التي تعرض لها ادواردو سامان [وزير التجارة في السلطة الشعبية (1)،" الوزير الاشتراكي والثوري الوحيد الذي كان في السيرورة البوليفارية". والثاني هو رسالة هينري فالكون المفتوحة (2) الىالرئيس ومغادرته للحزب الاشتراكي الموحد الى حزب "الوطن للجميع". هاذان الحدثان يمثلان، برأي هانس ديتريش، انعطافا في السيرورة البوليفارية، التي يشهد نموذجها ازمة حاليا.




هل تهدد هذه الازمة الحكومة او كامل "مفهوم" اشتراكية القرن 21؟ لم تخلق سياسة الرئس أي مؤسسة يمكن اعتبارها خاصة باشتراكية القرن 21. كما لم يقم باي مجهود جدي لاثارة وعي مؤيد للانتقال الى هذا المفهوم. نعيد الى الاذهان انه قام في العام 2009 ببحث كشف ان 70 % من المواطنين يشعرون انه لم يُفسر لهم ماذا تعني الديمقراطية بالمشاركة و لا اشتراكية القرن 21.

ما هي في الحكومة العناصر التي تسير نحو اشتراكية القرن 21 و تميزها عن الاشتراكيات السابقة؟

ولا عنصر واحد. ليس ثمة أي جهد لتصور اقتصاد ما بعد الرأسمالية. ما يجري في فنزويلا لا يختلف بتاتا عما تشهده اقتصاديات السوق الاجتماعية في اوربا. البرامج الاجتماعية ايجابية جدا، لكن ما من شيء في هذا كله اشتراكي.

هل الامر خديعة إذن؟

كان الرئيس، عندما استعمل مفهوم اشتراكية القرن 21 في المنتدى الاجتماعي العالمي لعام 2005 ، ينوي استكشاف هذا الطريق الجديد. لكن في لحظة ما تحطم عزمه على خلق الانتقال نحو مجتمع متجاوز للرأسمالية.

ُتكثر المعارضة الكلام عن سير فنيزويلا الى اتخاذ طابع كوبي، وتخشى ان يكون هذا النموج تكرارا للأوجه السلبية من الاشتراكية القديمة.

عندما تجلت اولى اعراض الازمة في العام 2008، بعد هزيمة الاستفتاء الدستوري، اعتقد الرئيس ان ما ينقص هو مركزة اكبر للسلطة. وما كان ينقص في الواقع هو اشراف شعبي فعلي على تنفيذ السياسة. لكن محاولة معالجة الامر بالمركزة كان استنتاجا خاطئا. لا يمكن استنساخ عناصر مركزة الاقتصاد الكوبي، لأن الشروط القائمة في هذا البلد مغايرة.

الخطوة التي اقدم عليها حاكم ولاية لارا ، هنري فالكون، هل هي ملائمة؟

يجب على كل شخصية سياسية ان تتصرف وفق ضميرها. معيار التصرف على نحو اخلاقي هو، من جهة، الشرعية، لكن هناك ايضا الاخلاق والانوار كما قال سيمون بوليفار. اذا اعتقد موظف ان الحكومة تسبب كوارث، واذا كان يسافرعلى متن تيتانيك و الربان لا يبصر جبل الجليد، فيجب عليه ان يعبر عن رأيه للعموم و يتحمل مسؤوليته. اعتبر ان هينري فالكون قام بذلك. وكان فعله دليل حس مسؤولية وشجاعة.

جبل الثلج يهدد الرئيس، فهل اقترب او لا يزال بعيدا؟

انه اقرب مما يعترف به الرئيس في النقاشات العامة. انه يبخس قدر الخطر، لكنه ايضا متخوف بوجه الفوضى المتنامية في نظام الحكومة. ثمة في اساس جبل الثلج الكتلة الانتخابية الداعم لليمين، والتي تناهز 40 %.

اذا اضفنا الى هذا ازمة ظرفية حادة، قد يتراجع دعم الرئيس بشكل كبير، و يصبح البلد غير قابل للحكم. المجتمع منقسم الى كتلتين كبيرتين. يخلق هذا ولا شك وضع لااستقرار بوجه ازمة ظرفية ايا كانت. وقد يتجلى حل هذه الازمة في مشاكل في الشارع، عبر ديناميات في البرلمان او عصيان بعض القطاعات العسكرية.

لكن تشافيز يؤكد انه متحكم بالقوات المسلحة؟

قبل انقلاب ابريل 2002 بشهرين، كرر الموظفون السامون مثل وزير الدفاع و نائبة الرئيس ادينا باستيداس، وحتى الرئيس نفسه، ان لاخطر ثمة. حللت باستيداس و فريقها. وكنت اقول لها ان الانقلاب قادم في اجل اربعة اشهر او خمسة.اجابتني باستيداس ان الامر مستحيل لأن واشنطن تعارضه. و فسرت التوقع ذاته أمام الرئيس الذي رد ان الانقلاب غير ممكن لأن العسكر اخوة له في المدرسة العسكرية. لم يتبينوا خطر الانقلاب الاول فما الذي يضمن ان يقدروا اليوم الوضع على نحو ملائم.

لكن السياق مغاير للعام2002 ؟

اجهزة الاستخبار اشد فعالية مما كانت آذاك، لكن هذا لا يلغي الخطر.

هل ثمة مؤامرة أم ان المعارضة تعد فعلا للانتخابات ؟

الولايات المتحدة الامريكية تتصرف دوما بسيناريوهين اثنين او ثلاثة متوازية. احداها ما زال هو الثورة البرتقالية المزعومة التي طبقت في بلدان اوربا الشرقية (اكرانيا، مثلا). التمويل وتعبئة الناس، ثم تأتي الانتخابات ، و يُهزم الرئيس بصناديق الاقتراع. السيناريو الآخر هو صراع عسكري عل طريقة اوريبي- سانتوس [الاول رئيس كولومبيا والثاني وزير الدفاع]، وهذا خطر حقيقي. و في كلتا الحالين لا بد من شبكة داخلية.

ماذا بوسع السلطة التنفيدية فعله لتنهض من جديد وتخلق حكومة فعالة؟

يجب على تشافيز أن يفكر مع محيطه من اجل تقييم ما إن كانت الحكومة التي نجحت بين العامين 2003 و 2008 قابلة للاشتغال اليوم. انها بنظرى بعيدة عن ذلك.

هل ستتجه التقويمات الضرورية نحو اليسار، او نحوالوسط او اليمين؟

تقر اغلبية سكان فنيزويلا ان الحكومة قامت بادوار ايجابية. من المنطقي ان يحاولوا الحفاظ على هذا الوضع. يجب ان يرى الناس في الرئيس ضامنا، وذاتا لمستقبل مطبوع بسلام داخلي وخارجي، مع ديمقراطية حقيقية و مع الازدهار. ثمة حاليا شقوقا في هذه الرؤية الى الرئيس. والحال ان عندما يكف الناس عن الايمان بذلك، سيبحثون عن قوة سياسية أخرى. لحد الساعة لا وجود لهذا لأن الأحزاب اليمينية فاقدة الاعتبار وكذا الانقلابية.

تمت المقابلة يوم21 مارس 2010

ترجمة : موقع A L Encontre

تعريب: وقع المناضل-ة




1- في منصف فبراير نشر ادواردو سامان على الموقع الموالي للحكومة Aporrea.org حيث تكاثرت الرسائل المطالبة بتوضيحات حول " اقالته"، رسالة يؤكد بها "انه جندي للثورة" وانه لم يستقيل، بل أُقيل من مهامه. بلغ الى علمنا، وهذا غير مؤكد، انه يواصل ممارسة وظيفة في ادارة الجمارك. ومن هناك قاد على الميدان عمليات تفتيش ضد المتاجر الكبرىالتي تتلاعب بالاسعار. في رسالته اكد ولاءه للقيادة التشافيزية.

2- هينري فالكون الذي فاز بانتخابات 2008 بنسبة تفوق 70 % بمنصب حاكم ولاية لارا. يعتبر "تشافيزيا معتدلا". اعلن في رسالة الى تشافيز يوم 21 فبراير 2010 انسحابه من الحزب الاشتراكي الموحد والتحاقه بحزب "الوطن للجميع". اكد جواب تشافيز على هذه الاستقالة انها تندرج في "مشروع برجوازي يرمي الى تطبيق تشافيزية بدون تشافيز" . يعتبر بعض المحللين ان هذه الاستقالة، ايا كانت دواعيها، تطرح مشكل علاقات الهيئات الاقليمية والمحلية بالسلطة المركزية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي