الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملعب الأفغاني...الفائز طالبان

علي رجب

2010 / 3 / 31
السياسة والعلاقات الدولية


شهدت أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية زيارتين من العيار الثقيل في عالم السياسة والعمل الدبلوماسي ، فقد قام كلا من الرئيس الإيراني احمدي نجاد ، والرئيس الأمريكي باراك أوباما. بزيارة الي كابول لاتفرق بينهما إلا ايام معدودة فقد أتي لقاء أحمدي نجاد بالرئيس الافغاني حامد كرازي بعد زيارة كل من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في زيارتين مفاجأتين على كابول صفعة للولايات المتحدة وحلفائها، وتعتبر زيارة نجاد جرس إنذار قوي لواشنطن لما يمثله التواجد الإيراني في أفغانستان من خطورة علي المصالح الأمريكية في أفغانستان، ومنطقة بحر قزوين وما يمثله من أهمية لدي صقور البيت الأبيض فحل نجاد في كابول ضيفا ً ثقيلاً على واشنطن وحلفائها الغارقين في المستنقع الأفغاني ، والضيف الإيراني الذي أتى وفقاً لموعد معلن ووفق جدول أعمال محدد، أثار حسد قادة التحالف الغربي الذين لا يجرؤون على الهبوط على هذه الأرض المضطربة، إلا بإجراءات أمنية معقدة ودون إذن أو مشورة الأفغان أصحاب هذه لأرض.
(1)
ولكن لماذا أخر نجاد زيارته إلي كابول؟
نعتقد بان تأخير زيارة نجاد إلي كابول لمدة يومين حتى لا يفهم المراقبون للصراع في منطقة وسط علي وجود تقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وأيضا عدم وجود فرصة لتلاقي بين طهران وواشنطن فقد سبق زيارة نجاد زيارة وزير الدفاع الأمريكي روبرت ؛ وأيضا حتى لا يكون مؤشر علي وجود اتفاق ضمني بين العمائم والصقور علي إدارة الملف الأفغاني في ظل تواجد قوي إقليمية كبري كروسيا و الصين وأيضا باكستان.

الزيارة الإيرانية إلي ارض النواح نحو مزيدا من تقوية الروابط واعادة النفوذ الايراني الي افغانستان بعد ان شهد تراجعا في العقود الخيرة منذ غزو السوفيت لاغانستان وتعتمد إيران في إعادة علاقتها مع أفغانستان علي عدة عوامل من أهمها للغة الفارسية وهي اللغة الرسمية الاولي في كلا البلدين مع اختلاف اللهجات وأيضاوجود جذور تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية، تشكل جميعها عاملا هاما في تنامي وترابط العلاقات بين البلدين؛ إذن نجد زيارة نجاد رسالة قوية إلي واشنطن وحلفائه بان الأمور لن تستقر بالأرضية الحزينة إلي بوجود دور إيراني قوي وأيضا استغلالها كورقة في الملف النووي الإيراني وكما رأي الخبير الأفغاني غلام رسول بان زيارة نجاد، أتت لملء الفراغ، خصوصاً أن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعارض الولايات المتحدة الأميركية وحربها على أفغانستان"
(2)
ثانيا موافقة أمريكا علي وجود محادثات مع حركة طالبان يهدد الطموح والتواجد الإيراني علي الساحة الأفغانية رغم اتهامات واشنطن لطهران بدعم حركة طالبان إلا انه لا مصلحة إيران في دعم الحركة لأنه يهدد مصالحها في الدرجة الأولي ؛لان استمرار العمليات العسكرية في إيران يهدد الأمن القومي الإيراني خاصا مع وجود جماعات سنية معارضة للنظام الإيراني وعلي رأسها جماعة جند الله بإقليم بلوشستان وسيستان.
ثالثا عودة حركة طالبان الثنية يهدد الاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهب رسمي في الدستور الأفغاني مع المذهب السني وذلك نجد إيران تنشط في مساعدتها لأفغانستان وخاصة في المناطق الشيعية فقد إيران رصد مساعداتٍ إلى أفغانستان تبلغ سنوياً ما يقارب من 350 مليون إلى 500 مليون دولار، من خلال يتم بناء مدارس ومستشفيات وفتح طرق وإنشاء مشاريع مهمة بالبلاد.

ويبلغ يشكل الشيعة نحو 8 -10 في المائة من مجموع سكان أفغانستان، يشكل نواب الشيعة ربع أعضاء البرلمان الأفغاني، من منها تأتي أهمية الزيارة النجادية إلي إيران من اجل مزيدا من التواجد الشيعي في المستقبل الأفغاني مع الوقوف علي الحالة الأفغانية في وقت تعرض إيران إلي ضربة عسكرية رغم عدم إمكانية أو رفض إدارة كرازي لأي ضربة توجه إلي إيران في ظل وجود قوات التحالف فنجاد لايري في وجود القوات العسكرية الأجنبية سلام أفغانستان وإنما مزيدا من القتل والتدمير فهنا تساءل نجاد ساخرا من زيارة وزير الدفاع الأمريكي غيتس: «ماذا تفعل أنت في هذه المنطقة؟ أنت على مسافة 12 ألف كيلومتر من الجانب الآخر للكرة الأرضية. ماذا تفعل هنا؟ هذا سؤال جديّ. هل أنت هنا لوقف الإرهابيين؟ ان كنت هنا لسبب آخر، عليك ان تتحلى بالشجاعة الكافية للإقرار بذلك».أي يطالب غيتس بالانسحاب من أفغانستان ولكن أتهم غيتس إيران بأنها تلعب لعبة مزدوجة إذ تبدي صداقة لحكومة أفغانستان وترسل في الوقت نفسه أسلحة إلى حركة طالبان، فيما رد نجاد في إشارة إلى طالبان و«القاعدة» إن الولايات المتحدة «خططت لهما وأعطتهما المال وأمدتهما بالدعم والمعلومات. والآن يقولون: نريد أن نحاربهم. هذا مستحيل».
(3)
كان هذا الجزء الأول من الفلم الطويل الذي ترونه فقد أتي سريعا إلي كابول الرئيس الأمريكي باراك اوباما من أجل معرفة ما نتج عن زيارة نجاد إلي كابول وأيضا زيارة كرازي إلي طهران في احتفالية عيد النيروز

أتي اوباما ليطمأن علي قواته المقاتلة في ارض الأحزان وأيضا إلي أي مدي تجاوب كرازي مع زيارة نجاد وهل تمثل هذه الزيارة خطرا علي أمريكا في كابول أم الأمر ستجه إلي التعاون بن البلدين الأمر حتى الان لم يتضح

ماذا يقلق اوباما في أفغانستان الأمر لا يتعدى من كونه يريد الانتهاء من ذلك المستنقع والخروج منه سريعا بأقل قدر من الخسائر مع انتصارات لحركة طالبان يتخيف طهران وواشنطن .فقد رأي المحللون بان زيارة اوباما المفاجئة قد أتت كاعتراف ضمني بالخطر الطالباني علي قوات التحالف فقد قال جيفري لوفتين المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كابول إن قاعدة باغرام العسكرية الأمريكية القريبة التي استقل منها أوباما طائرته إلي القصر الرئاسي الأفغاني تعرضت لهجوم صاروخي بعد ساعات قليلة من مغادرة الرئيس لها

أمريكا في وضعية صعبة في أفغانستان ولا تحتمل المزيد بتواجد إيراني يعقد الأمور عليها كثير لان زيادة النفوذ الإيراني الآن وفي ذلك الوقت في أفغانستان يهدد جهود الحوار مع طالبان ومما يعني مزيدا من الخسائر الأمريكية في هذه البلاد والشئ الآخر لا تريد واشنطن بأن تصبح أفغانستان ورقة في يد طهران في ظل سعي واشنطن لمزيد من العقوبات علي طهران في الملف النووي .

إذن أمريكا عرفت الرسالة الإيرانية من زيارة نجاد والرد الأمريكي جاء أسرع من المتوقع ؛ولكن الأمر الآن يدعو إلي التساؤل من صاحب الموقف الأقوى في أفغانستان لا ظن بان الاثنان في موقف أقوي لأن كلاهما في الموقف الضعيف وصحابة اليد العليا الآن في أفغانستان هي حركة طالبان أعتمادا علي التقارير لمراسلي الصحف الاجنبية بان حركة طالبان تسيطر علي 70% الي 80% من الاراضي الافغانية اذن زيارة الرئيسين الي كابول تشير الي إحتمالية وجود حوارات خلف الكواليس وعدسات الاعلاميين بين طهران وواشنطن من أجل تجنب خسارة فادحة للفريقين من اللاعب الطالباني في الملعب الأفغاني

*صحفي مصري وباحث في الشئون الإيرانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة