الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء بصوت أعلى من أجل تطوير حركة المعارضة الديمقراطية

حزب العمل الشيوعي في سورية

2004 / 7 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أصدقاء كثر يتابعون جهدنا الحواري النقدي ونشاطنا التفاعلي بخصوص تطوير عمل المعارضة الديمقراطية، يتابعون وجهة نظرنا في مسائل الحوار الوطني المؤتمر الوطني ، المعارضة بين الداخل والخارج، بشكل خاص فكرتنا المتعلقة بضرورة تشكيل هيئة تنسيق تمثيلية بين مجموع اطراف المعارضة بالإطلاق. لقيادة تفاصيل العمل اليومي المعارض، مع صلاحيات بتطوير ذاتها ، وتطوير الحركة. أولئك الأصدقاء يهزون رؤوسهم ويبتسمون "حزناً" بل ربما "إشفاقاً" علينا على جهدنا على الشروط التي نعمل بها ويقولون: لا تتعبوا أنفسكم بهذه الطريقة أنتم بصدد معارضة تتآكلها الأمراض والسمات السلبية، مهلهله ، ممزقة، وأسوأ ما في الأمر هو الضعف الشديد إن لم نقل غياب الثقافة والقيم السياسية والأخلاقية والممارسات المتعلقة بالديمقراطية، غياب الصدق أو التوافق بين الإدعاء والممارسة، وانتشار المناورة والإزدواجية في الخطاب والمعايير حتى حدود الكواليسية، السلوك المطبخي، والنفاق السياسي . ألم تنتبهوا إلى أن بعض أطراف المعارضة أو بعض مؤسساتها لديها قرارات، قوانين ، مفاهيم ، واعتبارات تنظر فيها إلى بقية أطراف المعارضة بمناظير قمعية إقصائية استعلائية ، حالات من الدرجة الثانية أو الثالثة ، فتجري التنسيق مع من تريد . وهو بدوره مهيأٌ بالطبع لمثل هذه العلاقة التابعية الإلحاقية، فقد يخاف من العجز والإقصاء وقد يعتبر نفسه بهذه الطريقة طرفاً مهماً وفاعلاً . بذلك يتجاوز كل إدعاء ديمقراطي كل ثقافة نقدية للمعارضة الحزبية الجامدة الميتة ، يتجاوز بممارسة متناقضة تعبر عن نفسها في ميدانين ، بمنطقين ، بنبرتين ، بخطابين.
هذه الأطراف أو المطابخ توزع المعايير حول : من هو مثلاً يمكن اعتباره حزباً في صف المعارضة للتنسيق معه أو ضمه إلى النادي . ومن هو أقل من حزب وتطرح بصراحة أحياناً صيغا للفصل بين الأفراد وفاعليتهم وبين أحزابهم في الوقت نفسه بالضبط تضم في مؤسساتها أو ناديها فاعليات بأسماء حزبية وهمية أو تضم وتنسق مع فاعليات أخرى وهمية خلقتها بذاتها من داخل المطبخ أو النادي لحاجات حزبية ضيقة بما فيها منظمات مفترض أن وظيفتها الأساسية تتعلق بقيم عليا نبيلة كحقوق الإنسان ، مفترض أنها بعيدة عن اللعب السياسي.
ألم تنتبهوا إلى تلك الأطراف في المعارضة كيف تفصل بذاتها أدوار الأخرين ومقاييس اعتبارهم بحيث مثلاً تتم عمليات توافق وترشيح إلى المؤتمر القومي ، شخصيات عديدة تنتمي فعلياً إلى اتجاه محدد مع إغفالِ تام وقصدي لفعاليات وقوى وطنية أخرى. أو حتى كما جرى في المؤتمر الأخير لما سمي "حركة تحرر عربية في بيروت" وبنفس الآليات والمنطلقات أيضاً جرى الترشيح إلى ملتقى باريس "بالتغاضي عن النتائج" . ألم تلاحظوا الموقف الخاطئ كلياً في المسألة الكردية والعلاقة مع القوى السياسية الكردية.
ألم تلاحظوا طرح المشاريع الكبرى التي تبدو خيالية بدون إثمار وفعالية بينما جوهرها التعويل على النظام واللعب على تناقضات وخلافات المعارضة كذلك بينها وبين النظام. والاستفادة بالمقابل من بعض الامتياازات في الحراك والنشاط المعارض بينما أطراف أخرى في المعارضة خارج تلك الصيغ بحكم موقف السلطة القمعي أولاً وبحكم موقف تلك الأطراف المعارضة وتقييمها للممكنات ووتائر النضال الديمقراطي المعارض. وطرحها لأشكال ومؤسسات أخرى مما عرضها ويعرضها للمراقبة والقمع السلطويين والاستفراد بها أحياناً. ألم تلاحظوا ذلك المستوى من التجاهل، التغييب، والقمع لأطراف عديدة في المعارضة من خلال الكثير من الخطوات التي سميت تنسيقية، من بيانات واعتصامات، في المحتوى والشكل، في الحد الأدنى من صيغ التشاور والتنسيق. ألم تلاحظوا ذلك التركيز على تقديمه أدوار بعض الأطراف وبعض الشخصيات في مجمل تفاصيل عمل المعارضة، وكأن البقية قاصرون على صعيد الفعل والوعي والجرأة كأنهم بلا ماضي نضالي، كأنهم خارج الحركة ولا يساهمون بأي مستوى في خلقها. لما لا تتسائلون عن الأطراف والأشخاص الذين يرشحون للمؤتمرات والندوات والملتقيات المسؤولين عن الدعوات لمسائل بسيطة أو أولية في عمل المعارضة مثل الطاولات المستديرة، أو الحق في إلقاء محاضرة هنا وهناك أو عمن يقرر حق إلقاء كلمة بعد اعتصام ، أو إقرار مناسبة مثلاً مناسبة المعتقل السياسي الأخيرة.
يتابع أولئك الأصدقاء : ننصحكم بتعديل اتجاهات جهودكم ، عملكم عبثي ، ربما بدون فائدة، النوايا هنا الوعي ، الصدق، مسائل قد لا تفيد فأنتم تتوجهون إلى حالة تحتاج لنفض شامل في منطقها وسلوكها لا إلى مجرد ترميم . تتوجهون إلى النخبة الأكثر ضيقاً وإشكالاً ، النخبة الأكثر تردداً في العمل الديمقراطي المعارض، الأكثر اختلافاً، إن هذه الأطراف والقوى على ما يبدو "لم تضرب على رأسها جيداً" كي تتعلم العمل الديمقراطي الصادق، كي تتعلم أصول وفن الجمع والتراكم ، كي تتعلم معنى البدء بأي خطوة بصورة ندية وتشاركية ، كي تتعلم أن كامل طيف المعارضة غير فعال وأن كل طرف بدوره ربما هو خارج الفعل ، وأن فروقات التأثير والفعالية في التعبئة هي فروقات تافهة.
انتبهوا أن هناك نخبة أخرى واسعة تقف على الرصيف ليس فقط بسبب الرهابات والقمع السلطوي، بل أيضاً بسبب تلك الحالة في المعارضة، تلك الأمراض والحساسيات، وغياب التوافق بين الإدعاء والممارسة، بسبب الضعف والعجز عن التعبئة على الرغم من الانتفاج والادعاء وما يتبعهما من سلوك في الإقصاء والقمع والاستعلاء. النظام يمارس القمع على الجميع انتبهوا كيف تتحول تلك المعادلة إلى ممارسة هي الأخرى قمعية يمارسها البعض من منطق الاعتقاد بالقوة والنفوذ والتراتب في كل ذلك . الأقوى ، الأكبر حسب اعتقاده يقرر عن الآخر يفكر عنه يدعوه لتنفيذ قراراته ويرسم له موقعه . ألم تنتبهوا كيف أن أهم مؤسسات المعارضة مختلفة في داخلها على ممكنات ووتائر العملية الكفاحية. وكيف تجري الاتهامات، الشكوك، عمليات التقييم المختلفة لتلك المؤسسات.
نحن أصدقاؤكم ننصحكم أن تتجاوزوا المنطق الأخلاقي ، الأدبي ، والنوايا الطيبة في جهودكم وأن تنتبهوا إلى أن هناك قصداً، وعياً، عند بعض الأطراف لتعويق أو منع تطوير عمل المعارضة، هناك ارتهاناً لأفعال وردود أفعال النظام، هناك مراهنة إصلاحية أو انتهازية على احتمالات تطور سياسات النظام من داخله، بالتالي هناك موقف سلبي من المستحقات والضرورات المتعلقة بتطوير حراك المعارضة ومؤسساتها بشكل خاص الخطوة الأولى من أجل عملية التنسيق التشاركي الشامل بالتغاضي عن الاسم أو الاشهار. مع الضرورة الكاملة في أهمية النقاش العقلاني لأي خطوة.
((- إننا من جهتنا وفي الوقت الذي ندرك فيه جيداً واقع حال المعارضة ، في الوقت الذي بذلنا وسنبذل فيه جهداً حوارياً نقدياً علنياً ومعمماً لا نزال نعتقد أن هذه المعارضة بكل واقعها المؤلم هي التي يجب العمل معها لكننا نميل للاعتقاد فعلياً أنه لابد من نقلة في مستوى الحوار والنقد ولابد من نقل كل ذلك إلى طرف حكم نعتقده موجوداً خارج القيادات والمؤسسات والغرف المغلقة، نعتقده موجوداً في وسط النخبة الأكثر اتساعاً والتي ربما تقف بكتلتها الرئيسية الآن محتجة تنتظر المنطق الصحيح والخطوة الأولى الصحيحة وفي كل الأحوال سنتابع بل سنرفع مستوى جهودنا وسننوع وسائلنا كل ذلك من أجل الإسراع في تشكيل هيئة تنسيق تمثيلية لحركة المعارضة تقود كافة النشاطات مع صلاحيات لتطوير ذاتها وتطوير الحركة. ونعتقد أن كامل الشرط يفترض ذلك ويسمح به وما عداه على أرض الواقع سنفهمه إعاقة مقصودة سنفهمه تأكيداً لجملة ملاحظات أولئك الأصدقاء وهذا هو نداؤنا في هذه المرحلة الهامة من حياة عمل المعارضة الديمقراطية السورية. (انتهى )
( افتتاحية الآن )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز