الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور من ذاكرة الالم

ازهر مهدي

2010 / 4 / 1
حقوق الانسان


للزميل النهري عادة جميلة عندما يترك الصورة تتحدث عن ذاتها كبديل للكلمة التي فقدت دويها في عالمنا العربي ،صورة واحدة آلمتني كثيرا ولا ادري ان كنت سأنساها ام ستظل في الذاكرة كانت صورة الطفل الباكستاني وهو يبكي مرعوبا وصديقه الطفل الآخر مرميا بالقرب منه ميتا بعد تفجير انتحاري في باكستان تلك الدولة التي ابتليت بأسوأ المجرمين – بعد بلدي العراق طبعا- لقد عدت الى هذه الصورة وفي كل مرة اتمنى الا تكون حقيقية لكنها لم تكن كذلك للاسف فهي حقيقية ونعرفها جميعا لكننا نطمر رؤوسنا في التراب في كل مرة نحاول تجاوز المشكلة بنسيانها او حتى تبريرها فنحن الأمة الوحيدة التي تبرر الجرائم وتمنحها الشرعية بل والقدسية أيضا

تذكرت صورة الطفل الكردي إسماعيل وقد احتضنه ابوه ليحميه من غازات صدام حسين في حلبجة من دون فائدة ليسقطا على الارض ميتين بعد ان جرت سموم صدام في عروقهما وعروق ابناء مدينتهما وهم بالالاف.

تذكرت صور اطفال العراق الذين قتلهم الانتحاريون العرب او قتلوا آباهم وأمهاتهم باسم الجهاد تذكرت صور اطفال افغانستان وهم يتضورون جوعا ويموتون بردا مشردين في الأصقاع بسبب حروب المجاهدين الأشاوس التي لم تعرف الرحمة تذكرت صور اطفال دارفور وهم يطلبون الحماية والرحمة من ابناء جلدتهم لكن من دون جدوى ليجدوا تلك الرحمة لدى الغرباء البعيدين خلف البحار

تذكرت صور اطفال مسلمين كثر قتلوا او اغتصبوا او تم تجنيدهم على يد السلفيين والوهابيين ليصبحوا بدورهم آلات للقتل والموت في كل مكان تذكرت ان هذه الصور كثيرة وكثرة جدا لكننا جبناء كفاية لنطمر رؤوسنا في التراب من دون ان نحرك ساكنا

تذكرت ان ما من احد لحن أنشودة بحقهم ما من احد كتب قصيدة عنهم ما من احد خرج مظاهرة لأجلهم ما من احد تحدث عنهم ما من احد ندد بما يحدث لهم ما من احد قال كفى لن نقبل بذلك

لكن بالطبع ستختلف ردود الأفعال لو كان القاتل غير عربي او مسلم حينها يخرج الجميع عن بكرة ايهم غاضبون من هذه الفعلة النكراء التي ارتكبها الكفرة او الأجانب في تمييز صارخ خلال التعامل مع الضحايا

هل يمكن ان تنتهي ثقافة الموت قريبا ؟؟؟؟ اتمنى ان تكون الاجابة بنعم وان ينتهي هذا الصراع المرير من دون المزيد من المعاناة الجنونية


http://alwah.net/


ازهر مهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة لا تنتهي
عبد الكريم البدري ( 2010 / 3 / 31 - 23:46 )
أخي أزهر
طاب يومك
المجاهدون ألأشاوس يريدون السلطة عن طريق القوة الهمجية. والمصيبة ان الأحزاب المتأسلمة التي تدعي انتهاج الطريق السلمي تريد السلطة وألأحتفاظ بها الى ألأبد. امثلة كثيرة: عمرحسن البشير-السودان, حماس-غزة, العراق - المالكي وهو يسيتقتل وحتى مستعد لبيع كرامته في سبيل ذلك؟ فكيف تنتهي المشكلة؟ الا بقلعهم من الجذرودمت

اخر الافلام

.. استمرار النزوح من رفح والأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة ال


.. الأمم المتحدة تمدد مهمة -إيريني- لتفتيش السفن قبالة ليبيا وس




.. اللاجئون السوريون.. ترحيل أم توطين؟


.. الآلاف يتظاهرون في كراتشي دعماً لغزة وتنديداً بالحرب الإسرائ




.. ما الموقف الإسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى التي أعلن عنها الر