الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة المؤسسات ام دكاكين الاحزاب

جمال المظفر

2010 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



ابتلى العراق على مدى عقود بهيمنة سياسة القائد الاوحد على مقدرات الشعب ، هو من يقرر نوع الحكم ومايتوجب على الشعب فعله وحدود حركته ( سياسيا واجتماعيا وايديولوجيا ) ويجيٌر القانون لمصلحته ، فبجرة قلم يمكن ان تلغى قوانين او تتخذ قرارات مصيرية مهلكه وباشارة واحدة باستطاعته ان يجر الشعب الى حرب شعواء قد تنهي اقتصاد البلد وتجهز على بنيته التحتية وبوخزة الى معارضيه يمكن ان تنهي مستقبلهم السياسي وتحيلهم الى الزنازين اوالى ناصيات المشانق .. اثمان غالية دفعها الشعب لعقود طويلة جراء تهور الساسة لان هؤلاء (العفارتة ) سماعون للوشاية ولايصدقون من ينصحهم ، يستمعون للمنافقين والكذابين الذين باستطاعتهم القاء الالاف في غياهب السجون من اجل ابعادهم عن المشهد السياسي اوالتجني عليهم بتهم باطلة ، ففلان لايستحق الحياة لانه كلما خرج القائد الضرورة على شاشة التلفاز اغلقه او اداره الى قناة اخرى ، وعلان يكره القائد لانه لايود تعليق صورة له في بيته او محل عمله وهذا دليل على بغضه له ، رغم تأكيد الاخير على ان محبة ( الريس ) في القلب لافي صورة تعلق على الحائط ربما تطالها عيون الحاسدين او افرازات الحشرات التي تهوى كل شئ جميل ..!! وام علاوي تتآمر على الريس لانها تجمع جاراتها امام بيتها وتتداول معهن الاحاديث ، وما اجتمع اثنان الا وكان الشيطان ثالثهما حتى لو كانا من نفس الجنس ، ليس شرطا ان يكونا ذكرا وانثى ، والشيطان هو ( الانقلاب العسكري ) ، وحمودي يتطلع الى السلطة لانه يمشي ورأسه مرفوعه الى الاعلى ولارأس ترفع الا رأس القائد الاوحد وعلى الجميع ان يمشوا ورؤوسهم مطأطأة الى الارض ... سنين عجاف تحملناها وبقدرة قادر تخلصنا منها ودخلنا في مرحلة جديدة وعلى الطريقة الاميركانية ، مرحلة الديـ......موقراطية ، وشتان مابين الديكتاتورية والديموقراطية ، كالمسافة مابين الارض والسماء ، دون تأهيل فكري او اعداد نفسي ، وقلنا ربما يتغير الحال وينتبه المعارضون الى اخطاء غيرهم ويصححوا الوضع ، وتوقع الشعب ان اسطوانة القائد الاوحد قد انتهت وبددت بهلوانيات الساسة لان الديمقراطية ستؤسس لنظام جديد قائم على التبادل السلمي للسلطة وبناء دولة المؤسسات لادولة الحزب الواحد وشخصنة القائد الاوحد ، تسيٌرالدولة شلة من الاقارب والاصدقاء والحاشية ويهمش ذوي الكفاءات ، لان الحزبي بنظر الساسة اهم من التكنوقراط والقريب افضل من الغريب واللي تعرفه افضل من اللي ماتعرفه ومن يطبل افضل ممن يخربط ( اللحن والغزل ) والاقربون اولى بالمعروف وهلم جرا من الحكم والامثال والفنطازيات ...
العراق مصنع الدكتاتوريات ، ولافرق بين الديموقراطية والديكتاتوريه لانهما على نفس الايقاع و( خمسه وخميسه ) بعين الحسود على كرسي السلطة ، فدعاة الديمقراطية الذين ينادون بها ويدعون لتطبيقها ما ان تطأ مؤخراتهم الكراسي حتى يستلذون بها ويشعرون بلذتها ودفئها وحميميتها و( يعرتون ) بها ولايتنازلون عنها الا بالـ ( قل هو الله احد ) فلا احد يقول ان صناديق الاقتراع قد ابعدتني وعلي احترام نفسي وترك الكرسي لغيري فلا ( لادايم الا وجه الله ) والكرسي زائل ككرسي الحلاق ما ان تغادره مؤخرة حتى تحل مؤخرة اخرى ، تبادل سلمي للموضة ومن يرفض مغادرة الكرسي فبـ ( طراك ) مابعد الحلاقة يتم التبادل اللاسلمي بقدرة قادر ..
في العراق يحكم الحزب وتفرض وصاياه على العامة والذي يحكم يأتي بكل انصاره ويوزع عليهم كعكة السلطة ويهمش الاخرين ، فتصبح الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة ، ابتداءً من الوزراء والمدراء العامين والموظفين والاستعلامات والفراشين بينما تعطى بعض المناصب للاحزاب الاخرى لذر الرماد في العيون على اساس ان هناك حكومة مشاركة ...
العراقيون يتمنون ان تكون هناك دولة مؤسسات لادكاكين احزاب وان لاتصبح الدولة باكملها ملكا للحزب الواحد وعندما تنتهي فترة رئاسة الحكومة ويأتي الحزب الاخر يقول لمن قبله ( باي باي ) ويأتي بانصاره ويوزع هو الاخر المناصب عليهم ويبدأ بناء الدولة من جديد ، وهات وزراء ومدراء ومستشارين ومداحين ومغنين وفراشين وطباخين وسواق واعلاميين ومكاتب وكراسي جديدة لان الكراسي القديمة مشؤومة فمن كان يمتطيها انقلع ، ويجب تبديل الستائر والانارة واجهزة التبريد والهواتف خشية ان يكون سابقه قد وضع اجهزة تنصت ليسجل مكالمات المسؤول الجديد فربما بوادر فضيحة تطيح به ليعود ( الاخ ) من جديد الى عرش السلطة ودفء الكرسي ، فكل من ترك حضن الكرسي لم يشعر بالدفء طوال حياته ، وياسبحان الله فلا احضان السمراوات الحارة ولاالشقراوات ولا الحنطيات تعطي درجة دفئه المغرية وكأنه غضب الهي على هواة الكراسي او ربما هي لعنة الكرسي التي لم يٌحل لغزها لحد اللحظة اسوة بلعنة الفراعنة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام جميل
alanbary ( 2010 / 4 / 1 - 05:45 )
كلماتك بسيطه وهادئه ولكنها معبره عن الواقع....ولكن ما العمل ,.


2 - فهل يتعض
البراق ( 2010 / 4 / 1 - 10:55 )
هذا مايطمح له كل عراقي .. دولة مدنية لها مؤسساتها الدستورية يتم تبادل السلطة سلميا وعبر الانتخابات فهل يسمع المالكي ويتعض ؟؟؟

اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع