الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يستهجن البعض لقاء القذافي بمعارضين عراقيين ؟

حسين محيي الدين

2010 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أكثر من خمسة عقود والمعارضة العراقية تتلقى دعما سياسيا وماديا ولوجستيا من دول إقليمية ودولية . وفي جعبتي الكثير من الأمثلة على ذلك . أرجوا أن يطلع على البعض منها المواطن البسيط حتى لا يتطير من أي لقاء مهما كان نوعه بين معارضين عراقيين وقادة إقليميين وأجهزتهم ألأمنية المعنية بمثل تلك العلاقات . لعل ما دعاني للولوج بمثل هذا الموضوع استهجان البعض للقاء تم أخيرا بين العقيد ألقذافي ومجموعة من العراقيين يمثلون طيفا واسعا من شرائح الشعب العراقي فمنهم من كان يساريا ديمقراطيا أوبعثيا معارضا لنظام صدام حسين أو صداميا تضررت مصالحه جراء سقوط نظام الدكتاتور أو من أولائك الذين يخشون على وحدة العراق ومخاطر التقسيم . إنني وان كنت أرفض مثل هكذا لقاءات واستنكرها واستنكر تماما التدخل الإقليمي والدولي في الشأن العراقي إلا إنني أرى إنها سنة سار عليها السلف من السياسيين العراقيين وتمكنوا بمثل هذه اللقاءات وهذا التعاون تحقيق أهدافهم بالصول إلى السلطة وتحقيق هدفهم المنشود . فهل نسي البعض أن الكثير من ساسة العراق في العهد الملكي كان يستعين ويستقوي ببريطانيا آن ذاك ضد خصومه من السياسيين العراقيين . قد يكون ذلك بعيدا عن ذاكرة العراقيين ولكن بالتأكيد إن ثورة الرابع عشر من تموز ذبحت بأيدي عراقية وأموا ل مصرية وقطار أمريكي وهذا ما اعترف به البعثيين أنفسهم وعلى لسان القيادي في حزب البعث آن ذاك علي صالح السعدي . وقد أخذ هذا التعاون يزداد عاما بعد عام بين المعارضة العراقية والدول الإقليمية حتى بلغ أوجه بعد انقلاب السابع عشر من تموز من عام 1968 حيث دخلت دمشق وطهران الشاه كداعم أساسي للمعارضة العراقية وما حركة عبد الغني الراوي ومهدي الحكيم إلا ثمرة لتعاون السفاك الإيراني و معارضين عراقيين . وعند قيام الثورة الإيرانية شهد تعاون المعارضة العراقية تطورا ملحوظا مع القوى الإقليمية والدولية فتكونت ثلاث ائتلافات أو جبهات للمعارضة العراقية

1- الجو قد وهي الجبهة الوطنية والقومية الديمقراطية ومقرها الرئيس في دمشق وهي تتكون من أحزاب وحركات من التيار القومي والاتحاد الوطني الكردستاني وبعض الأحزاب السياسية الصغيرة وكانت تتلقى دعمها المادي واللوجستي من دمشق وطرابلس . وكان يترأس هذه الجبهة جبار الكبيسي وجواد دوش والرئيس الحالي جلال لطالباني أنفرط عقد هذه الجبهة في عام 1986 أي بعد احتلال مدينة الفاو العراقية

2- الجود وهي الجبهة الوطنية الديمقراطية ومقرها الرئيس طهران وتظم الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي وأحزاب صغيرة أخرى وكانت تتلقى دعمها المادي واللوجستي من طهران وكان يترأس هذه الجبهة السيد مسعودا لبارزاني وعزيز محمد .

3- المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وكان يتكون من أحزاب وشخصيات إسلامية نشأ بتمويل مالي ولوجستي إيراني ومقره طهران والمكون الرئيس له هو حزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي

4- المجموعة المقاتلة للسيد أياد سعيد ثابت . تكونت بعد الحرب العراقية الإيرانية وكان الداعم الأساس لها هو العقيد معمر ألقذافي وهي مجموعة صغيرة لا أعتقد أنها كانت جادة في عملها .

5- المؤتمر الوطني العراقي الموحد , تشكل هذا المؤتمر في عام 1992 في صلاح الدين على خلفية مؤتمر جنيف للمعارضة العراقية وكان لاعبه الأول هو الدكتور احمد عبد الهادي ألجلبي وهو ائتلاف لكل قوى المعارضة العراقية باستثناء التيار القومي العربي وكان داعمة الأساس هو مجموعة من التجار العراقيين ممن يعيشون في بريطانيا وأمريكا بناء على تصريح شخصي للدكتور أحمد ألجلبي واتضح فيما بعد بأن داعمة الأساس هو أمريكا ودول إقليمية منها على سبيل المثال لا الحصر إيران . إن تعاون المعارضة العراقية مع قوى إقليمية ودولية والسماح لنفسها بتلقي أموال من تلك الدول أدخل العراق وسيادته الوطنية نفقا مظلما من التدخل في شأنه الداخلي حتى أصبح تشكيل الحكومات المتعاقبة لا يتم إلا بإرضاء جهات ما كان لها الحق في مثل هذا التدخل . واليوم حيث أن ثلة من السياسيين العراقيين يلتقون بالعقيد ألقذافي لا يستدعي من وسائل الإعلام كل هذا التطير والاستهجان فهذا النهج كان متبعا ولا زال كذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجار في حضرة المهووس
دريد ( 2010 / 3 / 31 - 23:55 )
معلوماتك غير دقيقة بشأن جود وجوقد قالاثنتين كانا يعملان وينشطان في دمشق والمؤتمر الوطني العراقي تأسس في النمسا وقبله لجنة العمل المشترك ولكل هذه التكوينات شخوص واحزاب ولم تجد لها الفرصة ان تعمل من الداخل الا باضيق الحدود في كردستان العراق وعن طريق سوريا المعارضة كانت محكومة بسياسية الدول وعلاقاتها بالنظام الفاشي ولكن حال سقوط نظام الطاغية بواسطة الحرب والغزو والاحنلال عادت للعراق ولا يمكن تشبيه معارضة الامس بمعارضة اليوم فاغلب رموزها بعثية فاشية او طائفية متضررة من سقوط النظام لاغير وتسعى جاهدة ان تحصل على فرصة من سلطة وثروة والشعب اخر اهتماماتها ولعلمك ان اغلب هذه الرموز تزور العراق بين فترة واخرى وتلقي محاضرات وتنشط اي انها غير ملاحقة من السلطة كما كان الحال مع معارضة الامس التي كان يلاحقها النظام الفاشي حتى في منفاها اسال الدكتور عبد الحسين شعبان وصلاح عمر العلي والخالصي والبغدادي والفيضي وغيره كم مرة زرتم العراق ( حق مشروع ) وتقضلتم بلقاء المسؤولين .. انهم مع الاسف ايسوا صاحبي مشروع وطني انهم طلاب كرسي وسلطة ومال وارجو ان لا تحسبني صاحبا لمعارضي الامس فالكل بالهوا سوا


2 - الفرق واضح
البراق ( 2010 / 4 / 1 - 11:10 )
اخي الكاتب الكريم ان الفرق واضح وكبير بين معارضة الامس ومعارضة اليوم وكما ورد في التعليق رقم ( 1 ) فالنظام الدكتاتوري كان يحاسب حتى الدرجة الرابعة من اقارب عناصر المعارضة اما اليوم فالعراق مفتوح فلماذا لاياتون وينشطون كمعارضة ؟؟ لقد عاد اغلبهم الى العراق بعد السقوط ومارس البعض منهم النشاط السياسي وعندما لم يتمكن من مجاراة الاخرين عاد الى الخارج ليعلن نفسه معارضة وآخرين وقفوا مع القاعدة عندما كانت ترتكب الجرائم بحق العراقيين دون تمييز فصرح حارث الضاري بان القاعدة منا ونحن منها وقد ارسل ممثله الفيضي ليلقي خطبة في حضرة القائد ثم هل رأيت معارضا وطنيا يدعو لمقاطعة وطنه ؟ هذا ماتم خلال تلك المقابلة فقد طلبوا ان لاترسل الدول العربية سفراءها للعراق


3 - إضافة وتوضيح
حمد أحمد ( 2010 / 4 / 1 - 18:37 )
1-اود ان أضيف الى قائمة الدول الداعمة للمجموعان السياسية العراقية دولة فاعلة ولها دور مؤثر فيما يجري في العراق، خاصة اعمال العنف الدموية، تلك الدولة هي العربية السعودية التي لعبت دورا محوريا في إطاحة النظام السابق وتلعب اليوم اخطر دور لتقسيم العراق وزرعه بالفتن الطائفية والعرقية مستغلة موارد أهلنا في بلاد الحرمين المحرومين من حقوقهم و خيرات بلادهم. و لا تنسى دويلة الكويت التي لم ولن تدخر وسعا لتقسيم حتى المقسم من العراق لأنها لا زالت مسكونة برعب الاجتياح، فيما هي اليوم واقعة تحت الاحتلال من قبل امريكا وايران..
2- المعلق 2 يتحدث عن عمل المعارضة من داخل العراق!!! الى أن يضمن المحايدين والذين لم ينتموا في حياتهم لأي حزب، حياتهم وقتها فقط يمكنك الكلام عن معارضة عراقية حقيقية، ما نراه اليوم لا يزيد عن كونه مسرحية ممقوته يديرها الاحتلال الامريكي الايراني للعراق.. نثق تمام الثقة ان العراق سيتعافى من محنته رغم تآمر اعداء الخارج وحلفائهم في المنطقة الخضراء الذين سيذهبون الى مزبلة التاريخ.


4 - كذبة نيسان
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 4 / 1 - 20:32 )
هل هذه المقاله بمناسبة بريمو بريل اي كذبة نيسان
لانه حقا اليوم واحد نبسان

اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم