الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة مقال حديث مطول (غير منشور) عن أزمة الهوية فى مصر

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2010 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



يوم 13 أغسطس 1947 نام كل هندي مسلم ممن كان قرارهم هو البقاء فى الهند كهندي ، واستيقظ صباح 14 أغسطس 1947 أيضا كهندي . أما الهندي المسلم الذى اختار ترك الهند وان يلحق بالكيان الجديد "باكستان" ، فقد نام يوم 13 أغسطس كهندي مسلم ، واستيقظ صباح اليوم التالي (14 أغسطس 1947) وقد أسقط كلمة "هندي" من صفته واستبدلها بإسم جديد لدولة (باكستاني) ، ونظرا لأن خلق هوية جديدة لا يحدث بين ليلة وضحاها ، فإن الحقيقة هى أن كل "هندي مسلم" اختار (مع تكوين باكستان) الا يبقي هنديا ، فانه فى الحقيقة قد اختار ان يسقط من صفته ك "هندي مسلم" كلمة "هندي" ويبقي صفة واحدة هى انه "مسلم" ! منذ تلك اللحظة ، كان الهندي المسلم الذى اختار ألا يبقي هنديا قد أصبح ضحية هوية كبيرة ... أي أنه اختار ان تكون هويته الوحيدة قائمة على الدين . فماذا احدث هذا الانسان الذى كان "هنديا مسلما" ، لكنه اختار إسقاط صفة الهندي من أساس هويته ؟ إنشقت باكستان وانقسمت الى دولتين (باكستان وبغلاديش ) ، كما شهدت باكستان نصف دستة إنقلابات عسكرية وتحولت لدولة (فى فترات طويلة) يحكمها عسكر نجحت إنقلاباتهم العسكرية ... أما الهند ، فلم تشهد أي إنقلاب عسكري ، بل صار العالم يشير إليها كأكبر ديموقراطية فى العالم ... وبجانب الديموقرطية الهندية وباكستان العسكر ، شهدت الهند نمو واحدة من أفضل المؤسسات القضائية فى العالم ، بينما لم يحدث شيء مماثل فى باكستان ، بل أن العسكر طالما تحكموا فى المؤسسة القضائية الباكستانية . وبينما تحلت الهند بواحدة من أفضل المؤسسات التعليمية فى العالم ، شهد التعليم فى باكستان تدهورا هائلا ، وشاعت المدارس الدينية التى أثبتت أنها كانت ولا تزال من أكبر مفارخ العنف والإرهاب فى العالم . وبينما قامت باكستان (مع السعودية ومصر) بتغذية تنظيمات العنف الإسلامية بأهم كوادر هذه التنظيمات ، فان المجتمع المسلم داخل الهند (وعدد مسلميه أكبر من عدد مسلمي باكستان) لم يغذ منظمات العنف الإسلامية هذه بأية نسبة تذكر من أفرادها . لماذا ؟ لأن الهندي المسلم الذى إختار أن يبقي مواطنا هنديا لم يصبح ضحية أزمة الهوية التى طحنت الهندي المسلم الذى إختار ألا يبقي هنديا منذ 14 أغسطس 1947 ... وأزمة الهوية هذه ، هى التى صاغت مسيرة ومصير باكستان والباكستانيين : إنشقاق الدولة لدولتين هما بنغلاديش وباكستان ، ثم سلسلة الإنقلابات العسكرية ، ثم حكم العسكر وإجهاض المسيرة الديموقراطية ، وبمحاذاة ذلك : تراجع مستويات التعليم وعدم إستقلال القضاء ، ناهيك عن بذور العنف وعدم السلام الإجتماعي ... ولا يستطيع أي مفكر معني بأوجه الخلل (متعددة الأبعاد) فى مجتمع كالمجتمع المصري أن يتجاهل أزمة الهوية الباكستانية التى يشهد المجتمع المصري (ومجتمعات عربية أخري) أزمة هوية تتشابه مع أزمة الهوية الباكستانية فى لبها أي تأسيس الهوية على أساس الدين وليس المواطنة

** سينشر المقال كاملا بالحوار المتمدن قريبا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز