الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى كل من يهمه أمر الجامعة المغربية: هل هذه مؤسسة عمومية أم ضيعة خاصة؟

عبد الرحيم الوالي

2010 / 4 / 1
سيرة ذاتية


وحدها الصدفة شاءت أن يأتي هذا المقال متزامنا مع رواج فيلم "فينك آ الايام" للمخرج المغربي إدريس شويكة الذي يحكي عن نضالات جيل بأكمله داخل الجامعة المغربية على عهد الاحتقان السياسي في البلاد. لكن، ليس صدفة على الإطلاق أن تكون لهذا المقال علاقة بالجامعة المغربية، و بالمخرج إدريس شويكة، و بفيلم "فينك آ الايام".
ففي العام الماضي، و بالضبط خلال شهر ماي، اتصلت شخصيا بالمخرج إدريس شويكة لأخبره بتأسيس محترف لكتابة السيناريو بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك، بالدار البيضاء، التي أتابع بها دراستي بشعبة الفلسفة.
و بتلقائية اقترح الأستاذ شويكة أن يقوم بتأطير ورشة ضمن هذا المحترف، و تحمل عناء التنقل من مراكش إلى الدار البيضاء بسيارته الخاصة و على نفقته، و كانت ورشة ناجحة بكل المقاييس استفاد منها سبعة طلبة ستة منهم مغاربة إضافة إلى طالب من دولة عربية. و في ختام تلك الورشة قام الأستاذ إدريس شويكة بتوقيع شهادات المشاركة لفائدة الطلبة المستفيدين، ثم اقترح أن تتم مواصلة الورشة بشكل مفتوح، و عملي، عبر تكوين ثلاث مجموعات من الطلبة المستفيدين تشتغل كل منها على مشروع سيناريو فعلي. كان كل هذا يوم 27 ماي 2009. و خلال تلك الورشة أخبرنا الأستاذ شويكة بقرب صدور فيلم "فينك آ الايام".
منذ ذلك التاريخ تسلم السيد نائب عميد الكلية، المكلف بالشؤون الثقافية، الشهادات قصد توقيعها من طرف العمادة. لكنها ـ و إلى يومنا هذا ـ لم يظهر لها أثر. و ذلك رغم إلحاحي الشديد في السؤال عنها. أكثر من ذلك فقد وضعت العراقيل تلو الأخرى أمام المحترف الفتي إلى أن توقف عمليا و ضاعت على الطلبة المذكورين فرصة الاستفادة من هذه التجربة التي كان من الممكن أن تفتح لهم الأبواب لولوج عالم الصناعة السينمائية على مصراعيه.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى ما هو أفدح. فقد شاركت بصفة شخصية في مسابقة "الدقيقة الواحدة" (One Minute) التي مولتها شركة ميديتيل في إطار المهرجان الدولي لفن الفيديو الذي تنظمه نفس الكلية، و فزت بجائزة الجمهور الأولى التي بلغت قيمتها النقدية 15.000 درهم. و منذ اختتام المهرجان في شهر مارس 2009 لم أتسلم الجائزة و انتهى الموسم الجامعي و أقفلت أبواب الكلية. و في كل مرة كنت أستفسر فيها نائب العميد المذكور عن مآل الجائزة كان يسرد علي حكاية عجيبة مفادها أن شركة ميديتيل تعاقدت مع شركة سامسونغ لتدفع مبلغ الجوائز و أن سعر الدولار قد انخفض و بالتالي فسامسونغ تنتظر ارتفاع سعر صرف الدولار. و في بداية الموسم الحالي لم يجد الرجل أدنى حرج في أن يعيد نفس الحكاية عندما دخلت إلى مكتبه لأستفسره عن مصير الجائزة من جديد. عندها لم يعد أمامي إلا أن أشعره بأنني سأفضح كل هذا في وسائل الإعلام و ليتحمل كل مسؤوليته. و بسرعة، و خلال أيام معدودة، تسلمت شيكا بمبلغ الجائزة مؤرخا في 10 شتنبر 2009 رغم أنني تسلمته يوم 15 من نفس الشهر. و هكذا لم يعد هناك لا سامسونغ و لا انخفاض سعر الدولار و لا هم يحزنون.
و لأنني شاركت في تنظيم الدورة الماضية من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، الذي تنظمه نفس الكلية، فعندما شرع في توزيع الشهادات على المنظمين ذهبت للحصول على الشهادة الخاصة بي فقيل لي بأنها غير موجودة و كنت الوحيد الذي تم استثناؤه من منح شهادة المساهمة في التنظيم. و كل هذا لأنني لم أسمح للسيد نائب العميد بأن يصادر مني مبلغ 15.000 درهم و ظللت ألح عليه لتسليم الشهادات التي وقعها المخرج إدريس شويكة لفائدة الطلبة المستفيدين من الورشة و أنا من بينهم.
وفي يوم 09 دجنبر 2009 نشرت جريدة "الصباح" مقالا لي بعنوان "الجامعة المغربية و سؤال العلاقة مع المحيط" عبرت فيه عن رأيي الخاص من خلال معايشتي لأوضاع الجامعة حاليا بالمقارنة مع الفترة السابقة التي كنت فيها طالبا قبل أن تغيبني التزاماتي المهنية عن الجامعة لمدة 15 سنة. و بمجرد صدور المقال تحركت أبواق الدعاية التابعة لمعسكر الرداءة و البيروقراطية السلبية لتشيع في الطلبة أنني كتبت مقالا يحط من قيمتهم كطلبة، و لتقول للإسلاميين داخل الجامعة بأنني عنصر معادٍ للإسلام، و لتقول لغير الإسلاميين من الطلبة أنني أنتمي إلى جماعة سياسية معينة و أن كل اقتراب مني قد يؤدي بهم إلى ما لا تحمد عقباه. بل لقد فرض علي حصار كامل و شامل و أصبحت عمليا ممنوعا من أي فعل ثقافي أو فني داخل الفضاء الجامعي.
لماذا و كيف حصل كل هذا؟
فقط لأنني أردت بشكل تطوعي أن أقدم خدمة للجامعة و للكلية و للطلبة الموهوبين بفتح محترف لكتابة السيناريو سخرت في خدمته وقتي و علاقاتي الخاصة. و فقط لأنني لم أسمح للسيد نائب العميد بأن يستحمرني و يمرر علي حكاية سامسونغ و سعر صرف الدولار. و فقط لأنني ساهمت بشكل تطوعي، و دون أدنى مقابل، في تنظيم الدورة الماضية من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، و فقط لأنني كتبت مقالا أعبر فيه عن رأيي غيرةً على الجامعة المغربية ليس إلا.
اليوم، لا يهمني سوى أن أعرف مصير الشهادات التي وقعها المخرج إدريس شويكة و التي ينبغي أن تسلم لمستحقيها، و أن يفتح تحقيق نزيه في أسباب تأخر صرف الجوائز الخاصة بمسابقة "الدقيقة الواحدة" و ما إذا كان كل الفائزين قد حصلوا على جوائزهم أم لا، و أن يتم تسليمي شهادة المشاركة في تنظيم الدورة الماضية من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء لأنها من حقي.
أما ما عدا ذلك فهو يهم السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم العالي التي عليها أن تقرر ما إذا كانت كلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء مؤسسة عمومية تحت نفوذها أم ضيعة خاصة يتصرف فيها البعض كما يحلو لهم دون رقيب أو حسيب. و لكل حادث حديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون