الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة وسياسين بلا جذور ولاكرامة

نوري جاسم المياحي

2010 / 4 / 1
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


التجربة الانتخابية السياسية الاخيرة التي خاضها شعبنا .. كتجربة ديمقراطية وبالرغم مما شابها من اتهامات وطعون .. ساقها الفائزون والخاسرون على حد سواء..وقد تكون بعضها صحيح .. كانت غنية بالدروس والنتائج الجديرة بالدراسة والاهتمام .. اذا كنا نريد بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي مبني على اسس علمية صحيحة .. اذ لايمكن اقامة نظام ديمقراطي يبنى على الدجل والنصب والكذب والاحتيال والتزوير .. الذي مارسته الكثير من الجماعات السياسية الفاشلة جماهيريا والتي لاتمتلك اي رصيد سوى اصواتهم الشخصية وربما بعض عوائلهم واصدقائهم القريبين .. ولدي بعض الملاحظات الشخصية التي لاترتقي الى مستوى الدراسة .. لان الدراسة تقتضي توفر احصائيات وارقام دقيقة لا امتلكها .. والمفروض باساتذة علم السياسة والاجتماع دراستها لتسليط الضوء على سلوكية السياسي العراقي وطبيعة المجتمع ووعيه الانتخابي وماهي العوامل المؤثرة على سلوكه الانتخابي ..فلا اعتقد بوجود شعب بالعالم يشبه شعبنا العراقي .. يتحمل الظلم بقابلية غريبة وبصمت ولا يحرك ساكن .. وعندما تسنح له الفرصة للتعبير .. ينفجر وبشكل جنوني حيث يحرق الاخضر واليابس .. السيف والدينار هما افضل الوسائل لقيادته .. سريع التغير والانقلاب ب 180 درجة ..قد يكون .. نتيجة لاشاعة .. او خطبة خطيب في جامع .. او قصيدة شاعر شعبي .. او اغنية تذاع في وسائل الاعلام .. اما تأثير الدولار والدينار عليه فحدث ولا حرج .. ان اعطيته وضع يده على راسه وان لم تعطه فيضعها على اتعس مكان حتى الكثير من كبار السن يشبهونه بالقرد .. من السهولة خداعه بوعود معسولة .. ويتميز وبشكل غريب على صناعة و عبادة الاصنام .. بتصرفاته وسلوكه .. فكلنا يذكر كيف كانوا يرقصون ويهزجون لصدام حسين ( نفديك بالروح والدم ) واليوم تتكرر مع المالكي وعلاوي والحكيم والصدر .. بحيث يصدقها هؤلاء القادة ويصابون بجنون العظمة .. ولا يدركون .. انه لو جاء شليموا بن حسقيل وصار رئيسا للعراق لوصفوه بنفس الاوصاف .. انطلاقا من القول العراقي المأثور والمعروف ( ياهو اللي ياخذ أمي اسميه عمي ) .. والمصيبة ان ذاكرة الشعب سريعة النسيان .. الطريقة التي اتبعها صدام هي الاستفادة من هذه الخاصية .. وبعد الاحتلال ..اجاد استخدامها وبشكل مهني ومحترف القادة والسياسين الجدد (اي النظام الجديد .. مابعد الاحتلال والسقوط ..) وكمثل على ذلك ..نفرض اليوم وقعت مصيبة او جريمة او فضيحة فساد مالي او اداري .. وفي اليوم الثاني وقعت حادثة ثانية .. انستهم الحوادث السابقة ولو اردنا ذكر الحوادث التي وقعت والتي تعد بعشرات الالاف خلال السنوات السبعة الماضية فلاتعد ولاتحصى .. مثل مجزرة الكاظمية التي ذهب ضحيتها الف بريء او تفجير المرقدين او ايام الاسبوع الدامية .. او مجزرة مصرف الزويه او هروب ايهم السامرائي وحازم الشعلان بعد سرقة أموال الشعب وتهريبها الى خارج العراق لشراء عقارات في عمان ودمشق وطهران ولندن وباريس .. كلها نسيت ليعاد انتخاب البعض منهم ثانية .. ومع هذا دعونا نفترض ان الانتخابات كانت درسا لهم .. اتمنى ان يستفيدوا منها ومن نتائجها .. ولو انني واثق ومتاكد ( ان ذيل الجلب خلوه بالكصبة اربعين سنة ما عدل) .. ولاعود لملاحظتي والتي هي عنوان المقالة ..
افادت الانباء ان 163 نائب من نواب المجلس المنتهية ولايته والمرشحين للانتخابات الاخيرة لم يحصلوا على اكثر من صوت واحد .. لفتت نظري هذه الحقيقة المؤلمة .. كيف حكمونا هؤلاء اربع سنوات كاملة وبربعوا بخيرات هذا الوطن السليب وراتب تقاعدي طيلة اعمارهم وامتيازات ان لم نقل فرهود .. ولم يتمكنوا من الحصول على عشرة اصوات .. كلنا نعرف ان العراقي اذا سلمت عليه كسبته صديق وسيصوت لك .. كنت اتساءل مع نفسي .. ما السبب لهذه الظاهرة.. فتوصلت الى قناعة ان هؤلاء بلا جذور عراقية .. فمعظمهم عاشوا في المهاجر خمسين سنة ..او اقل .. تزوجوا وفرخوا هناك .. حتى اللغة العربية يتكلموها مكسر .. ومعظمهم اسعدهم الحظ لنيل شرف العضوية في جهاز مخابرات الدولة التي منحته الجنسية ..وبعد ثلاثين سنه .. او اكثر عاد على الدبابة الامريكية او البريطانية حاملا شهادات مزورة لينصب نفسه وصيا على الشعب المسكين .. يمتصون دماءه ويزهقون ارواحه بمليشياتهم .. من خلال القتل والتفخيخ .. وبما انهم تركوا عوائلهم في اوطانهم التي جاءوا منها .. اي بلا عوائلهم فلا رابط يربطهم بهذه الارض.. ولهذا سكنوا في المنطقة الغبراء .. لانهم يخافون اللقاء بهذا الشعب المسكين والمسحوق وحتى لايعرفون احد منه .. من هنا نستنتج انهم لايعرفون احد ولا احد يعرفهم كانهم مقطوعين من شجرة .. اليس من حقنا ان نطلب منهم ان يحترموا ارادة الشعب برفضهم وعدم التصويت لهم .. ؟؟؟؟ اليس من الافضل لهم وللشعب ان يتركوه بحاله ولاسيما وقد ملئت جيوبهم وحساباتهم في المصارف الاجنبية باموال الجياع والمحرومين ..؟؟؟ ولكنهم لايخجلون وعيونهم مالحة وهم على الفضائيات يلعلعون وفي اجتماعات الكتل لا زالوا يحضرون وعلى الشعب المسكين يضحكون !!! فلا تتعجبوا من ليس له جذور ليست عنده عزة نفس واباء عراقيين .. والعتب على الامريكان والبريطانيين الذين سلموا مصيرنا لمثل هؤلاء من سكنة المنطقة الخضراء ..
ولي سؤال اخير ولكل عراقي شريف .. هل يجوز حصول مرشح لم يمنحه الشعب اصواته وحصل على عدة مئات من الاصوات .. ان يفوز بمقعد من المقاعد التعويضيه ؟؟؟ في الوقت الذي يوجد مرشحين حصلوا على عشرات الالاف من الاصوات ولم يحالفهم الحظ في الوصول الى القاسم الانتخابي ؟؟ هل يجوز هذا في الديمقراطية ؟؟ التي وعدوا الشعب بها ؟؟ فاز بالمقعد التعويضي لانه قيادي في حزب الكتلة الفائزة .. هكذا تنحر الديمقراطية !!!!
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت وأبدعت
زهراء ( 2010 / 4 / 1 - 08:53 )
والله ماقلت الا صدقاً وحقاً ووصفك لحال شعبنا ولحال ديمقراطيتنا العرجاء كان في منتهى الدقه .. أن من حصل على أعلى نسبه من الأصوات من رموز القوائم لم يحصل عليها لأنه كان نزيهاً أو صاحب تأريخ مشرف أو صاحب مشروع سينتشل العراق والعراقيين من واقعهم وأنما أنتخبت الناس زيداً لشدة بغضها لعمرو ..وفعلاً من مهازل مايحصل أن تحصل إمرأه على مقعد برلماني رغم إنها لم تجني غير ٤٠٠ صوت بفضل أصوات رئيس قائمتها ونظام الكوتا في الوقت الذي أستُبعدت فيه شخصيات كفوءه هي أولى بهذا المقعد ..سيأتي زمان على العراقيين يندمون فيه أشد الندم لعدم أستفادتهم من هذه التجربه وتوظيفها بما يخدمهم ويخدم مستقبل العراق ..تغيير الواقع وأستبعاد الفاسدين وغير الكفوئين والمليشياويين لايكون من خلال مليشياويين آخرين ومراهنين على دعم قطب معادي لخصومهم وبأهازيج لم تترك لنا غير خراب ودمار ..ياكَاع ترابج كافوري ..وبالروح بالدم نفديك ياخليفة الفقيد الراحل ..هذه العقول هي سبب خيبة العراق وتأخره . شكراً

اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل