الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر الشموس

محمد شرينة

2010 / 4 / 1
الادب والفن


الليل أقبل
ومعه يأتي الخوف والخفاء
من قريب أسمع؛
عواء ذئاب ونبيح كلاب
ومن بعيد ينسل إلى أذني؛
عويل نساء وصراخ رجال
وفي كل مكان؛
أنينٌ وريح تعصف

غير بعيد هناك جثة ملقاة
رائحة الموت تدفقت من أنفي؛
إلى رأسي الذي يدور
ورعب الفناء دخل من أذنَي؛
إلى قلبي الذي يقصف

الجو شديد البرودة
لكن عيني جمرتين
وروحي ترجف

هل أتاني الليل بمخبأ ؟
أم جاء ظلامه يلف الموت؟
ليجعل الشمس التي ابتلعها السواد منذ ساعة؛
آخر شمس تسكب أشعتها في عيني ويرقص لها قلبي؟
أتكون الشمس المختبأة في الطرف الثاني لهذا الليل الأدهم؛
مجرد حراقة تسرع تفسخ جسدي المطوح؟

هل هناك بين شجيرات الورد؛
خنجر شبق مجرد؟
ينتظر لينغرز في صدري
فيخفت لهاثي
وإلى مزعجي سكون الليل ينضم أنيني
وأظل أرتعد وأنزف حتى تغرق روحي
في ظلام الفناء الأبدي.

لا ترتج يا صدري ولا تصطكي يا أسناني
لا ترتجفي يا ركبتَي
مع أنه صعب للغاية
فممكن هو الاختباء من الموت هذه الليلة
لكنّ طريق كل من يتنفس ليس ينتهي بباب غير باب الموت
والرجل هو من يلج عندما يلزم الولوج
فخوف الموت
لا يبعد الموت
ولا يديم العيش
بل يفسد النزهة في أنهار الحياة التي كلها تصب في بحر الموت

إن الذي منانا بنهر لا مصب له؛ قد خرب أرواحنا
فصرنا جبناء مخافة مجيء الليل
مع أنه بعد ليلنا فقط؛
يأتي الصباح التالي؛ الذي يلعب فيه أطفال ليسوا أولادنا، بل أولادهم
وبعد الظهر قبل العصر
على المائدة يقول أحدهم:
طيبُ هذا البرغل باللحم، كان المرحوم أبي يحبه
وترد إحداهن على الصغير:
جدك لم يهرب ومات تلك الليلة.

لكن أدهى الدواهي؛ حلمنا بنهر يصب في السماء التي فوق السحاب
حيث تتكدس الحور والولدان
على اليمين وفي الشمال باب:
خلفه حميم وغساق ونيران

أما أنا فأيامُ طوالُ جاءت وراحت قبلي
وبعد ليلتي؛ حرة سأتركها
لتأتي وتروح لغيري الأيام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي