الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون حكومة العراق علمانية ؟

اكرام الراوي

2010 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اكرام الراوي/لاهاي
--------------------

هل ستكون حكومة العراق الجديدة علمانية؟



هل يوحي فوز القائمة العراقية بزعامة الدكتور اياد علاوي في الانتخابات التشريعية في العراق الى تنامي
التيار السياسي العلماني في العراق؟
يبدو ان الامر كذلك وفقا” لما يراه المحللين السياسيين , واعتقد ان الامر سيكون حلا” واقعيا” وملحا” لما يسود في العراق من فوضى سياسية وتصارع على السلطة.

.
أن فوز القائمة العراقية، كان في جانب كبير منه تعبيرا من قبل الناخب العراقي عن استيائه من أداء الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية التي هيمنت على الدولة منذ سقوط نظام صدام، وهي أحزاب لا تؤمن بالديمقراطية،،مع وجود شرائح من الناخبين رأت في شخصية علاوي رجل دولة قادر على أن يقود البلاد..
أن الديمقراطية لن تتحقق في العراق ما لم يكن المجال السياسي علمانيا: "فاذا القينا نظرة على تاريخ العراق الحديث ومنذ الثلاثينات تحديدا، أي في العهد الملكي كذلك في فترة حكم عبد الكريم قاسم، لتبين لنا غياب أي دور فاعل وهام للأحزاب السياسية الإسلامية، كما لم يكن ولاء المواطن العراقي ولاء دينيا أو مذهبيا بل كان ولاء” سياسيا.

التاريخ العراقي الحديث كان محكوما بالمعارضة السلبية أي المعارضة من أجل المعارضة، اذ ان جميع الأحزاب السياسية في أقصى اليمين وأقصى اليسار، مثل الحزب الشيوعي والأحزاب الكردية كانت في موقع المعارضة ضد أي خطوة تخطوها الحكومة المركزية حتى وان كانت تنطوي على مصلحة كبرى للشعب العراقي ."
 ان التغير الأساس الذي طرأ في الآونة الأخيرة على أداء الأحزاب السياسية في العراق وعلى خلاف الماضي القريب للتاريخ العراقي، يتمثل برفض الأحزاب العراقية اليوم دور المعارضة.كما تقع على عاتق
رئيس القائمة العراقية أياد علاوي مهمة ليست بالسهلة كما يعتقد البعض من اجل تشكيل حكومة فالجبهة التي تعارضه قوية وهي الأحزاب الشيعية والمرجعية الشيعية وإيران.وهذا ما يثير الغرابة ( التدخل السافر التي سمحت به الاحزاب الشيعية العراقية لايران في شوؤن العراق الداخلية) فمن الأفضل لعلاوي أن يتحالف مع القوى العلمانية مهما كانت ضعيفة وأن يدخل كجبهة معارضة في البرلمان فالعراق بحاجة إلى معارضة قوية وبناءة ولا تقتصر عملية ترسيخ العلمانية في العراق على المستوى السياسي بل تتطلب دورا واسهاما كبيرا كبيرين للمثقفين العراقيين على غرار دور المثقفين والمفكرين التنويرين في ارساء اسس العلمانية الثقافية في التجربة الفرنسية الرائدة فالمثقفون العلمانيون في العراق بحاجة إلى أن يكونوا أكثر جرأة، ومن المؤسف أن ينغمسووا أحيانا في التحيز السياسي لصالح هذا الطرف أو ذاك وهذا يضعف من يقظتهم الفكرية تجاه طغيان الإسلام السياسي" , واحد الامثلة على ذلك في تاريخ العراق هي عدد من الشخصيات الشيعية العراقية المعروفة التي
خاضت العمل السياسي دون أن تخلط بين الدين والسياسة و التي لم تسع إلى إقامة دولة دينية مثل جعفر أبو التمن ومحمد رضا الشبيبي، وما هو مستغرب تدخل المرجعية الشيعية في النجف اليوم في القضايا السياسية على خلاف رجال دين كبار مثل المرجع الشيعي الأعلى السيد أبو الحسن الأصفهاني والذي لم يتدخل قط في القضايا السياسية.
وباعتقادي فان السبب في خروج المؤسسة الشيعية عن التقليد الذي سادها في عدم التطرق إلى الشأن السياسي، إلى الحملة الإيمانية التي أطلقها نظام صدام في السنوات الأخيرة من حكمه والتي أدت إلى تنامي المد السلفي في العراق وتنامي حركات الإسلام السياسي مما أدى إلى ضمور الاتجاه العلماني في العراق , ومن هنا نستنتج انه وفي خضم اللهيب المضرم في العراق من اجل الفوز بالسلطة وتولي المناصب والنفوذ انه لامخرج للعراق إلا بفصل الدين عن السياسة ووقف تدخل رجال الدين في الشأن السياسي اذ هو تدخل يضر بالدين والسياسة على حد سواء, على اعتبار أن السياسة هي موضع صراعات وخلافات بينما هناك ثوابت أخلاقية وسماوية ثابتة".
لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و