الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن سيناريو الانتخابات البرلمانية الأخيرة !

شوكت خزندار

2010 / 4 / 1
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا يخفى على أحد أن النتائج النهائية للأنتخابات البرلمانية الاخيرة /7 /3 /2010 ، هو سيناريو أمريكي وبإمتياز، منذ الانتخابات البرلمانية السابقة ( 2005 ). تحديداً منذ أن أستلم السيد نوري المالكي رئاسة مجلس الوزراء ، بعد الاطاحة بحكومة السيد الجعفري .. فخلال السنوات الأربعة الماضية تمكنت الإدارة الأمريكية من تفتيت الكيانات الكبيرة ،مع إقصاء قوى اليسار والليبرالية ( الحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة بقيادة السيد مثال الألوسي ).. فأحدث شرخاً واسعاً في صفوف حزب الدعوة عندما أطاحت بحكومة الجعفري وتسليم رئاسة مجلس الوزراء إلى المالكي من خلال دفع وتحريض التيار الصدري للوقوف بجانب المالكي بالضد من مرشح المجلس الأعلى ، السيد عادل عبدالمهدي ، فكان الفارق بين الأثنين بصوت واحد ، المالكي وعادل عبد المهدي، هكذا أتسع البون بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة ، تلك كانت بداية الشرخ داخل الائتلاف الشيعي والذي عرف بقائمة ( 555) .. لاحقاً تمكنت الإدارة الأمريكية من تمزيق التفاهم الهش بين الدعوة والتيار الصدري من خلال التحريض للسيد المالكي في الهجوم الكاسح ضد التيار الصدري عرف بـ ( صولة الفرسان ) .. تلك المعركة بين الأخوة الاعداء الدعوة ـ المالكي والتيار الصدري،حيث ترسخت وتعمقت بدرجة لا يمكن العودة بين الأثنين إلى التعاون والتفاهم بينهما مرة أخرى، إلا بمبادرة أمريكية تضمن لها الخطة المرسومة أمريكياً وفي نهاية المطاف ، كما أرى أن الهدف الامريكي هو إقصاء الاحزاب والحركات الاسلامية ، سنية كانت أم الشيعية .

فإني أرى ، من خلال النهج الامريكي هذا ، ان عملية تراكم الكم والكيف قد بدأت وأدت بالضرورة إلى النوعية الجديدة ، وهو تحول أصحاب الارهاب ( المقاومة الشريفة ) إلى الدخول والانسجام مع العملية السياسية الجارية في ( العراق الجديد)،فتم اختيار الرجل الموثوق أمريكيا ، أياد علاوي ، قيادة فلول البعث المشتت تحت واجهة القوى العلمانية ، هنا تكمن الخطورة ، ولا ننسى بهذا الصدد ، كما أشارت بعض المصادر الخاصة عن برقية تلقاها أياد علاوي من عزت الدوري وتهنيته بالفوز في الانتخابات الأخيرة .. كما تلقى علاوي تهنئة مماثلة من ( خضير المرشدي ) الناطق الرسمي بجناح عزت الدوري .

فصفة البعث منذ أن وجد على أرض العراق كان دوماً وهو العزب على كل الاوتار .. فبعد الاطاحة بهم وبصنمهم ( الهارب من وجه العدالة الأمريكية ) عندما وجد الصنم داخل حفرته الحقيرة ، ظهر وكأنه رجل الغابة ، ثم تم شنقه ، فمن خلال خطة أمريكية ذكية وخبيثة في آن ، حيث تم تكليف المالكي في التوقيع وتنفيذ عقوبة الاعدام بقائد البعث المهزوم .
لابد أن يتذكر العراقيون نغمة البعثيون منذ السقوط وهم يضرخون وينادون ، الاحتلال وأذناب الاحتلال .. وما بني على الباطل فهو باطل .. وبعد السقوط حملوا السلاح ووصفوا مقاومتهم بـ " الشريفة " والمقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للعراقيين .. وبقدر قادر أصبحوا ديمقراطيون ويطالبون بإحترام صوت الناخب العراقي ، أي قائمة أياد علاوي الفائزة .. وبعد صراخهم وعويلهم وأتهام ( الفرس المجوس ) كما يحلوا لهم ، ها هو السيد أياد علاوي يذهب إلى طهران ، تحت يافطة المشورة والمناقشة مع قادة إيران يهدف إلى رفع الفيتو الإيراني عنه ، يا ترى هل أن زيارة علاوي إلى طهران ، جرت بدون موافقة أمريكية مسبقة ؟ هكذا هم البعث منذ أن وجد على أرض العراق . ألم يكن صدام رجل أمريكا .. ومن حافظ على حكم البعث وصدام مدة 35 عاماً غير الولايات المتحدة الأمريكية .
صدام الذي دخل الحرب العراقية ـ الإيرانية وكالة عن أمريكا التي دامت ثماني سنوات متتالية .. صدام بتحريض وطلب أمريكي أجتاح دولة الكويت الشقيقة .. صدام والبعث ووفق خطة كيسنجر وقع على إتفاقية الجزائر عام 1975 .. صدام وبموافقة أمريكية ضرب مدينة حلبجة الشهيدة بالسلاح الكيمياوي( هلوكست ) .. صدام وبموافقة أمريكية أيضاً قام بعمليات الأنفال ، الذي كلف أبناء شعبنا الكوردي الأبي 82 ألف ضحية .. فها أمريكا تحاول خلق صدام الجديد المتمثل بأياد علاوي كمقدمة والتهئة للحرب ضد إيران لتدمير المفاعل النووي ، تكون ساحة الحرب العراق مجدداً .. لذا إنني أذكر وأخاطب القيادة الكوردية بعدم الموافقة أوالدخول في أي نوع من الاتفاقية والتفاهم مع أياد علاوي وقائمته الانتخابية ، حتى وإن كان الطلب أمريكياً .. وشعبنا الكوردي لم ولن يسامح القيادة الكوردية في حالة الاتفاق مع أياد علاوي .. إلا بموافقة وضمان رسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك في تلبية كافة المطالب الكوردية ، تنفيذ المادة الدستورية المتعلقة بكركوك ، المادة 140 والمناطق المتنازعة عليها والموافقة على قانون النفط والغاز الخاص بكوردستان ، مع ضمان الولايات المتحدة الأمريكية في المحافل الدولية خاصة الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي .
وإني أذكر القيادة الكوردية أيضاً بان دولة رئيس الوزراء السيد المالكي .. صاحب دولة القانون أصبح في خبر كان أمريكاً.. كما هنالك فيتو شبه تام لدى المكونات العراقية الداخلة في العملية السياسية على المالكي بعدم توليه رئاسة مجلس الوزراء مرة أخرى .. فالفرص التأريخية لن يتكرر مرة أخرى ، هذه هي فرصتكم أخوتي في القيادة الكوردية ، ولا يمكن أن يعبر المرء النهر مرتين .
وبهذه المناسبة أقترح وأكرر المطالبة من السيد مسعود البارزاني تحديداً في نشر واطلاع شعبنا الكوردي بالاتفاق الذي جرى بينه وبين القيادة الأمريكية في آخر زيارة له إلى واشنطن.. فمن حق شعبنا الكورد وطلائعه السياسية معرفة ما يجري بين القيادة الكوردية وآخرين ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا