الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الفيل

نصيف الناصري

2010 / 4 / 2
الادب والفن



هذا اليوم يوم محنة عظيمة ، زوجتي وحديقتها الاستوائية في رحلة
عمل منذ اسبوع بهونغ كونغ . وحدتي في غيابها لا تعينني على
نطق حرف الراء . يود صوتي السفر الى الأماكن التي تتمشى فيها
لكن لهب الشمعة أمامي فوق طاولة الطعام في المطبخ ، لا يمنح
شراع الحلم حريته في السير عبر الخلجان . أعود الى الموسيقى
والغرامفون العجوز بجدائله المضفورة على نوم العصافير وعلى
مغاور الكهرمان ، يحفزني على استعادة اللحظات الحلمية الماضية .
التنقل ما بين مواقع الجنس في الانترنت ، يشبه سقوط صخور في
الرئة ، ويشبه محنة نجمة مربوطة الى أرض تنحني على البركان .
سيقان الرغبة تطقطق في غيوم الليل وأليافه الصائتة . معظم
رغباتنا عظايات تقفز باتجاه الشهب ، ونظراتنا التي تحجب ظلمتها
جذوع أشجار الزان ، تتنفس بخفة أسفل الجرح العميق لمرآة فك
الشمس العلوي . في خصوصية تصاهرها عزلة الله المكنونة ،
وتمتحن طاقتها العادات الدينية لدى اناث المصابيح ، أتحدثُ عن
الانصاف الذي تدمره ماشية الشمس في دائرة بريد عقل الانسان
العاشق ، وأصغي الى حفيف أوراق شجرة تفاح برّي ، يخونها
توازنها وتسقط في صومعة العقرب الشبيهة بكافتيريا معبد مصري .
قالت لي امرأة من شجر الخيزران ، ركبتها اليمنى مدينة سيّابية
: { هرب نسري واحترقتُ في سبات طويل على العالم } أجبتها : {
لا يمكن للعابر حفظ التحويلات ، ولا تركيز قناديل النعناع على
المفاعلات الذرّية . نامي مع مصابيحكِ ذات الأعراف الخضر ،
والأمر يتعلق بالخصائص الغرامية لقرقعة عواطفنا التي ابتلاها التحديق
في نجوم الطاعون المنعشة } . كل لحظة راحة نحياها في الزمن ،
تنتهي باغماضة كلمة على حجارة أفكارنا ، وليل البحر يقلب أنفاسنا
الصيفية تحت المظلات الكبيرة لسهام سنواتنا التي عشناها بتتابع ما بين
مشط القانون وتبدلاته ، وما بين المادة الرخوة للحاء شجرة الصنوبر .
توصلنا التجوالات الطويلة في ضواحي الايروتيكا الى ليل بلا قطن
لكننا في حصارنا للخطّافات ، نعين الآلهة على نسيان تناقضاتها بهدوء
عبر الشطآن التي تنخفض فيها العداوة بين الزمن والحبّ . الحجارة الصلدة
للفصول تومض في النيران القوية لسكينة الانسان تحت الممرات المعتمة
لحياته ، والساحل القديم للموت يوسع القناع لأيامه في الأرض المرصوفة
وفي صخور طفولته المغيظة . حرثنا في الخزانات العتيقة وسط الجماجم
وبطانياتها ، يقودنا الى حبس أنفاسنا ونحن ننزلق على الجدران الملساء
لمدينة الفيل . التجعدات المتغضنة وآثار تصدعاتها في قبلات طيور القرون
الوسطى ، وفظاعة عناق السيف لضحيته في الظهيرة التي نخلط فيها الايمان
بالجريمة ، هما المعقول الذي يوّحد مصاطب قبورنا مع عاطفياتنا
واشاراتها التي تتظاهر بالطاعة دائماً .

1 / 4 / 2010 مالمو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ياعاشق
شذى احمد ( 2010 / 4 / 2 - 08:41 )
مرحبا نصيف.. شكرا لنصك الجميل. واريد ان اقول لك اقطف من غابة حبيبتك الاستوائية بعض الاعشاب واصنع منها شرابا ساخنا .. واجلس على اريكتكما المفضلة وطوق بذراعك حنينك اليها .. وتأمل تصاعد البخار في كأسك .. وانتظر ستعود قريبا.. فاهدأ وتمتع بشرب شايك ..القاك على احلى النصوص


2 - تحية الى شذى
نصيف الناصري ( 2010 / 4 / 2 - 09:15 )
أهلاً صديقتي الرائعة شذى الوردة . طاب يومك . أشكرك على المرور الكريم في القصيدة والتعليق اللطيف . آملُ أن تكون كل أوقاتك طيبة دائماً . محبتي واعتزازي .

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-