الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لايكون رئيس الوزراء كورديا ؟

ئارام باله ته ي

2010 / 4 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لماذا لا يكون رئيس الوزراء كورديا ؟

ابتدعت الكتلة الصدرية الية مستحدثة ، تمثلت بفتوى جديدة حول كيفية اختيار رئيس الوزراء الجديد ، و اختارت خمس شخصيات مرشحة لتولي المنصب ، يستفتي عليهم الشعب .
قد يكون هذا الميكانيزم ديمقراطيا و مستقيا من المبدء القرآني (وشاورهم في الامر) ، اذ لا يخفى ان الصدريين يشاركون قواعدهم الشعبية في اتخاذ القرار اكثر من بقية اطراف اللعبة السياسية . ولكن ما يلفت الانتباه ، الصبغة المذهبية للقائمة المختارة من قبل الصدريين حيث لا مجال الا ان يكون رئيس الوزراء المقبل (شيعيا) . اذ انهم اختاروا مرشحين من الائتلاف الوطني (عادل عبدالمهدي ، ابراهيم الجعفري) و مرشحين من دولة القانون (نوري المالكي ، جعفر الصدر) و مرشحا واحدا فقط من الكتلة الفائزة (العراقية) هو (اياد علاوي) . و هذا يعني استبعاد العرب السنة و الكورد نهائيا من سباق الترشيح ، على الرغم من ادعاءات كلتا الائتلافين الشيعيين الصفة الوطنية لا المذهبية . ولكن على ما يبدوا ان ذلك كله كان من قبيل (البروباكندا) الانتخابية ، وزج بعض الشخصيات السنية في الائتلافين كان لاغراض تجميلية و تمويهية فقط لا أكثر. والا لماذا لا يتم اختيار شخص عربي سني أيضا ضمن القائمتين لتولي المنصب ؟ وما يثير الدهشة ان تضم قائمة (الصدريين) شخصيتين لكل من الائتلافين (الشيعيين) ، ووجود (علاوي) فقط من (العراقية) على الرغم من وجود قيادات سنية بارزة في ائتلافه ، هذا يدل على ان الصدريين لا يستسيغون بالمرة وجود شخص غير (شيعي) على سدة السلطة التنفيذية في العراق الجديد .
نعم ، ان الشيعة هم الاكثرية ووفق قواعد اللعبة الديمقراطية يحق لهم تسلم المنصب ، هذا ليس محل نقاش ، ولكن محور الجدل يدور حول اساس المواطنة ومدى تجذره في العقل السياسي العراقي ؟ وهل اصبحنا امام لبننة العراق ؟ بالامس استنكر الشيعة على ( الهاشمي ) تصريحاته حول استبعاد الكورد من الترشح لرئاسة الجمهورية ، و ها هم (الشيعة) يستبعدون الاخرين لتسلم منصب رئاسة الوزراء من منطلق مذهبي لا استحقاق انتخابي ، والا فان طارق الهاشمي حاز اصواتا اكثر من الجعفري وصادق الصدر وعبدالمهدي !! .
ان هذا الاحتقان المذهبي الموجود في الساحة العراقية ، يمكن التخفيف من حدة تهيجيه ، بتسلم شخص كوردي رئاسة الوزراء لاربع سنوات مقبلة ، و هذا من شانه انهاء الاصطفاف و التخندق الشيعي – السني ، و انهاء الصراع الايراني – السعودي في الملعب العراقي . حيث ليس للكورد دول اقليمية يشاركونهم القومية فيروجون لأجندتهم ، بالاضافة الى ان علمانية الكورد تجعل منهم لا يبالون بالمسائل المذهبية ولايتعصبون لها ، ولايخفى براعتهم في ضبط الملف الأمني .
لقد تسلم شخص مسلم رئاسة الهند الهندوسية من عام 2002 – 2007 وبنسبة اصوات قاربت التسعين بالمئة في البرلمان الهندي ، وكان من المصوتين له الحزب الهندوسي القومي ، على الرغم من وجود العداء الدائم بين الهند وجارتها المسلمة باكستان . علما ان الرئيس في الهند على الرغم من صلاحياته المحدودة الا أنه القائد العام للقوات المسلحة . ولم يثر هذا الأمر حساسية الهندوس ولم يتحدث أحد أن هذا سلب لهوية الهند ، لأنهم يتصرفون على أساس المواطنة والكفاءة وليس أي شيء اخر .
ان الديمقراطية التي نادى بها الصدريون هي (الشورى) المحصورة في المهاجرين و الانصار دون غيرهم ، و هذا لا يستقيم مع اسس الدولة الحديثة و مفاهيم حقوق الانسان و اسس المواطنة .
اننا في العراق الجديد نحتاج الى بناء دولة مدنية حداثوية تضع على عاتقها مهمة انتشال العراق من نكبته ، وتذكير ابناء شعبه أنهم ينحدرون من سومر ، وهذا الأمر الجسيم ، يجعل من الأحزاب الدينية والشخصيات العنصرية غير مؤهلة للاضطلاع به ، لأن تباعد الرؤى المذهبية والدينية يؤدي الى استخدام العنف ويشهد تاريخ العالم على ذلك ، ويؤكد واقع العراق على هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراقيين ليسوا هنودا
على عجيل منهل ( 2010 / 4 / 2 - 06:35 )
اخى العزيز تحياتى واحترامى لافكارك الواضحة .وان الاستفادة من تجربة الهند السياسية الكبيرة لدعم العملية الديمقراطية فى العراق, امر مهم وحيوى حيث اختاروا السيد عبد الكلام المسلم رئيسا للجمهورية . وان اختيار رئيس وزراء من شعبنا الكردى عمل صحيح ومناسب لكبح الطائفية الدينية وحل لللاشكال بين قائمة المالكى و علاوى, ولكن القائمة الكردية متمسكة بمنصب رئيس الجمهورية الرمزى


2 - عوده الى بدأ
عبدالناصرجبارالناصري ( 2010 / 4 / 2 - 08:20 )
ياأستاذ بغض النظر عن الصدريين وغيرهم لقد كتبت قبلك مقالامشابها لمقالك هذا وكان بعنوان ((لوتنازل الأكرادعن أقليمهم هل يعطوهم رئاسة الوزراء؟

فأرجو منك أن تقرأه حتى تعرف لماذا لايكون رئيس الوزراء كورديا


3 - مهازل عراقيه لاتعد ولاتحصى
زهراء ( 2010 / 4 / 2 - 10:54 )
من مهازل الواقع العراقي المتردي أن يفتي في أمر العراق شخص مثل مقتدى الصدر لايصلح حتى أن يقود جماعة من البدائيين من سكنة الكهوف ..فهذا الرجل لايفقه مايقول ولم يردعه أي رادع أنساني أو حتى ديني لارتكابه وأتباعه جرائم كثيره أضافه لأنهم كانوا من عوامل الفوضى الأمنيه التي راح ضحيتها عراقيون من كل الأديان والطوائف..ومن المهازل أيضاً أننا أمة لاتحتكم لمبدأ الكفاءه والسيره الذاتيه الناصعه لتقييم من يديرون أمر البلاد ..ولو فعلنا ذلك لما كان أحد من رموز العرب والكورد صالحاً ولبحثنا عن من هم أكثر كفاءه وأشرف ..السؤال للكاتب ..كوردستان العراق شبه دوله داخل العراق لها رئيس أقليم ووزراء ولاترتبط بالمركز ألا مالياً ..هل يقبل الكورد برئيس عربي إن كان خيراً من السيد مسعود أو نيجرفان بارزاني ..هل يقبلوا بوزير عربي في أقليمهم تحت دواعي الهويه الوطنيه التي تتقدم على القوميه أم أن المعايير مزدوجه فخطوطكم حمراء وكعكتكم مقدسه ولابأس أن تأخذوا من كعكعة الآخرين؟ شكراً


4 - لو لا الكورد لهلك العراق
هالة نايف ( 2010 / 4 / 2 - 13:14 )
سيدي العزيز كان الكورد ولايزلون الضمانة الكبرى لسلامة العراق وللكورد مزاياهم تؤلهم لهذا المنصب فالكورد تربطهم بالعرب السنة المستائين هذه الايام رابطة المذهب اما الشيعة الذين يحكمون العراق هذه الايام تربطهم مع الكورد صداقات نضالية قديمة ترسخت ايام نضالهم المشترك ضد النظام السابق عدا علاقاتهم القديمة مع التيارات الديمقراطية العلمانية داخل العراق هذا عدا علاقات الاحترام والمودة مع رجال الدين السنة والشيعة وانا اتوقع ستعم الفائدة عندما يكون رئيس الوزراء كورديا


5 - لو لا الكورد لهلك العراق
هالة نايف ( 2010 / 4 / 2 - 13:30 )
سيدي العزيز للكورد مزاياهم التي تؤهلهم لهذا المنصب فالكورد تربطهم بالعرب السنة المستائين هذه الايام رابطة مذهب اما الشيعة الذين يحكمون العراق هذه الايام صداقات نضالية قديمة ايام النضال ضد النضام السابق ولهم علاقات قديمة تربطهم بالتيارات العلمانية والديمقراطية وتربطهم علاقات احترام ومودة مع رجال الدين السنة والشيعة هذه الفرصة اذا منحوا الكورد هذه الفرصة فسيدهشون خصومهم قبل أصدقائهم بل العالم


6 - ولمابا لايكون مسيحيا مثلا
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 4 / 2 - 19:10 )
اخى الكاتب، لا اريد ان اكتب طويلا عن ما قلته فهل هناك ديقراطية حقيقة ان يكون رئيس جمهورية العراق مسيحيا او ن يكون رئيس الوزراء مسيحيا مثلا؟ هل المبادئ الاسلامية ستقبل بذلك؟ هل من ديمقراطية حقيقة ان تقبل بتولى غير المسلمين لهذين المنصبين فى العراق؟
هذا السوال مطروح للمناقشة اكثر ما هو مطروح من ان يكون كورديا رئيس للوزراء لكون ان الكورد تولوا منصب رئيس الجمهورية ولو لمرة واحدة فى التاريخ
ان كلا القيادتين الكردية فى الحزب الديمقراطى الكوردستانى واخص تحديدا الاتحاد الوطنى الكوردستانى لايقبلان بذلك البتة اضافة الى القيادتيين الاسلامية فى السنة والشيعة ان يقبلان بتولى غير مسلم لاحد المنصبيين.
اضافة ان القيادة فى الاتحاد الوطنى الكوردستانى قد وصفت المسيحين بانهم مقيمون فى العراق وخاصة فى كوردستان ولايحق لهم البقاء فيها فكيف يمكن ان تكون مثل هذه القيادات ديمقراطية ؟
اسئلة كثيرة طرحتها من خلال مطالبتك لحقوقك ونسيت حقوق الاخرين يا ايها الكاتب المحترم علينا بالانصاف


7 - ليرتاح الجميع
جمال حسن ( 2010 / 4 / 3 - 10:32 )
لو كانت ثقافة الاحزاب القومية الكردية ، ثقافة وطنية عراقية تؤمن بالإنسان وبالوطن وليست تخريبية وتضع العصي في محاولة خروج العراق من محنته ..أقول لو شعرنا ولو قليلا ان الثقافة السائدة في الوسط الكردي ثقافة أممية ومنفتحة وتحترم وطننا وتنتمي اليه فعلا وممارسة لقبلنا أن تكون كل المسؤوليات كردية طالما أن معايير الكفاءة والوطنية والأخلاص للعراق موجودة ..لكن للأسف لا يوجد اي شئ من هذا القبيل ، فاقليمهم يهين مواطنينا ، ومشاكلهم كثيرة في الموصل وكركوك وديالى ، وأكتشفوا مصطلحات مثل الاراضي المتنازع عليه ، كما ان شكل الفدرالية الموجودة لا شبيه له في اي بلد في العالم ، فهم لهم اقليمهم وما العراق سوى شركة لسرق موارد أكثر ..مماراساتهم على صعيد الرئاسة والخارجية وكل المسؤوليات التي استلموها كانت لا تستهدف سوى تحطيم العراق والحط من مكانته ومحاولة الخروج من وضعه المعروف...الافضل ان تعلن بغداد الاستقلال من طرف واحد ليرتاح الجميع...!


8 - تصحيح
ئارام باله ته ي ( 2010 / 4 / 3 - 12:58 )
ورد في نهاية مقالي كلمة (حداثوية) سهوا اذ كنت اقصد حداثية لان (وية) في نهاية اي مصطلح يعبر عن الجانب السلبي منه وانا قصدت الحداثة في جانبها الايجابي ، فأرجوا الانتباه وتقبلوا اعتذاري

ئارام باله ته ي


9 - الحقيةلا تحجب ولن تغيب
نزار ( 2010 / 4 / 3 - 13:37 )
تحية وود
اتفق مع الاخ جمال بتفاصيل ما ذكره ولو احسسنا بان الاكراد ينتمون للعراق
فما المانع وتاريج العراق منح الاكراد مناصب مهمة عاي اساس حق المواطنة
لا محاصصة مثلما يريدونها الان...حتي ان الكاتب حين ينتقد الاخرين تنقصه
الواقعية .....وينسي تعصبة لقيادة متعصبة قومية وشيفونية حاولت ان تنسف
كل ما يمت للعراق في كردستان من جسور المحبة والاخوة والرموز المشتركة
اما الكاتب العزيز يكتب بلغة عربية سليمة ويقصد كتابت اسمه بالغة الكردية
عربية الاحرف
في احدي مقالاتك اصابك الياس للتراجع في بنية المجتمع الكردستاني في ظل
العلمانييين......فهل تريد من الياس ان يصيب العراق كله حين تطالب براسة
الوزراء لمن خلق لك ذلك الياس يا استاذ ارام
تحياتي ونتواصل معا محبتا بالانسان اينما كان


10 - اليس الكوردي عراقيا
كوردستانية ( 2010 / 4 / 3 - 16:54 )
لماذا لانفكر بمنظور اخر ودائما نتطرق الى القومية وهذا شيعي وهذا سني وكوردي ومسيحي ومااعرف منو شنو لماذا لانفكر بمستقبل العراق اكثر لماذا لانفكر بالدم العراقي الذي يهدر وماذا اذا كان رئيس الوزاء كورديا انا اعتقد سوف يحل الامن والاستقرار عموم العراق لان تجربة الاقليم بخصوصو الامن والاستقرار جدا ناجحة فلنفكر بهذه المنطق فلنضع الارواح والدم العراقي في المقدمة ولانفكر هذا كوردي وي شلون يحكمنا واحنا اولى بهالمنصب وليش مايحطون رئيس اقليم عربي لكوردستان وماادري شنو من هالافكار الهمجية البعيدة عن الانسانية اقول لكل من يهمه مصلحة العراق فلنعمم تجربة كوردستان على العراق حفاظا على سلامة اولادنا ومستقبلنا
بعدين كوردستان جزء من العراق مو العراق جزء من كوردستان حتى نكول ليش رئيس الاقليم مو عربي اذا صارت اقاليم بالجنوب والوسط فحقكم تكولون مايصير رئيس كوردي الهم
اشد على يد الكاتب لانه صاحب افكار متميزة وجريئة وكل مواضيعه تخدم الصالح العراقي بعيدا عن الطائفية واتمنى من الجميع وضع الهوية العراقية اولا وعدم تجزئتها


11 - لا يكون كرديا لانه العراق طائفي
abu lara ( 2010 / 4 / 4 - 17:44 )
السيد ارام المحترم
نحن جميعا نعرف لحد الان العراق طائفي لذلك اخونا الصغير مقتدى الصدر لم يضع اسما كرديا و لو رمزيا
مع تحية طيبة لك يا استاذ ارام

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية