الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبان السياسة يتفوقون على الشيوخ في التكتيك

نوري جاسم المياحي

2010 / 4 / 2
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


اليوم ثلاثة شبان من القادة السياسين يتصدرون العمل السياسي في العراق ويطرحون انفسهم كارقام صعبة لايمكن اهمالها او تجاهلها .. الثلاثة هم من الشيعة اثنان منهم لازالوا معممين والثالث نزع العمامة مؤخرا .. وينتسبون الى عائلتي الحكيم والصدر المعروفتان بالزعامة الدينية للطائفة الشيعية في العراق .. وهم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وحصل على 40 مقعد في المجلس النيابي الجديد .. والسيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى والذي حصل على ماتبقى من 70 مقعد حصل عليها الائتلاف الوطني .. والسيد جعفر الصدر الذي قدمه السيد نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون كوريث شرعي لوالده المرحوم السيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الذي يرأسه وينتمي اليه المالكي .. واعتقد ان اختيار المالكي للسيد جعفر كمنافس قوي لكل من مقتدى وعمار .. لاسباب عديدة لا حاجة للخوض فيها في المرحلة الحالية لان الايام المقبلة حبلى بالمفاجأت ...
من المعروف ان التيار الصدري قد تميز باستقطابه لشباب الطائفة الشيعية من الفقراء والمسحوقين سواء في مدينة الثورة او الشعلة ذات الكثافة السكانية العالية او محافظات الوسط والجنوب ( بعد سقوط النظام مباشرة ) .. كان في البداية يفتقر الى القيادات المجربة ذات الحنكة والخبرة السياسية ولكن بمرور السنوات السبع الماضية تمكنت قيادات شابة ومن رحم الشعب المظلوم ومعاناته من الصعود واثبتت قدرتها على الصمود تجاه كل العواصف التي صادفتهم .. واثبتوا جدارة وكفاءة في ادارة اللعبة السياسية ..واكبر دليل على ذلك هو النصر الذي حققوه في الانتخابات الاخيرة .. في ذات الوقت خسرت وتراجعت احزاب عريقة ذات امكانيات مالية واعلامية اكثر مما يمتلكه التيار بمئات المرات .. واعزي السبب في هذا انهم لازالوا يعيشون مع الوسط الذي ساندهم بالتصويت ..وليس في المنطقة الخضراء او في البلدان المجاورة .. اضافة الى محاولات السيد مقتدى الصدر العديدة في منع العنف والاندفاع التي يتميز بها الشباب .. والعامل الاخر في النجاح هو محاولته فرض الممارسة الديمقراطية بين انصاره والتعود عليها.. المحاولة الاولى عند نصحهم بأجراء انتخابات اولية لاختيار المرشحين للانتخابات الاخيرة.. وفعلا افادت الاخبار ان هذه الممارسة قد اجريت فعلا واختير المرشحين .. انا لا أعلم مدى دقة وشفافية هذه الانتخابات الاولية ؟؟ ولكنني اعتبرها خطوة على الطريق الصحيح لتأسيس نظام ديمقراطي ونشر الثقافة والوعي عند المواطنين على ممارستها.. وغدا سجري محاولة ثانية تلبية لدعوة السيد مقتدى الى اجراء انتخابات اولية لاختيار شخصية رئيس الوزراء من بين خمسة اشخاص وهم الجعفري وعلاوي والمالكي وجعفر الصدر وعبد المهدي .. في الوقت الذي لم يرشح احدا من الصدريين وهذه لفتة ذكية ..
بالرغم من قناعتي ان نتائج هذه العملية سوف لن تكون مؤئرة على الصراع بين المالكي وعلاوي .. ولكن قد تكون ورقة شرعية لرفضهم المالكي كما اعلن الناطق الرسمي للتيار هذا اليوم على اساس ان المالكي لم يلتزم بوعوده التي قطعها للتيار باطلاق سراح معتقليه من السجون .. ومع هذا اليومين القادمين ستتبين النتيجة وهل يقبل بها المالكي وعلاوي او لا ؟؟؟؟
اما الشاب الثاني والمقصود به السيد عمار الحكيم .. يبدوا لي انه يتعامل مع الازمة السياسية بكل حنكة وحكمة .. فقد اعلن اليوم وبعبارة صريحة ان لاحكومة تشكل بدون العراقية واشاد وبوضوح بشخصية الدكتور علاوي ونفى عنه وعن كتلته تهمة البعثية التي يحاول المالكي او بعض اتباعه وفي مقدمتهم السيد خالد الاسدي الصاقها بالعراقية .. ورفض الانفتاح او التعامل معها .. وهذا من الاخطاء السياسية كتلة دولة القانون .. حيث لايمكن لشخص مثل السيد خالد الاسدي او غيره مهما كان مقربا من المالكي تهميش كتلة كبيرة حصلت على ما يقارب ثلث اصوات الناخبين من الشعب .. ككتلة العراقية ..
اما الخطوة الذكية الثانية للسيد عمار الحكيم فهي رفضه دمج الائتلاف الوطني مع كتلة دولة القانون .. لسببين بسيطين الاول الاندماج يعني ترسيخ للطائفية المقيته والتي يكرهها الشعب .. والسبب الثاني هو يعرف جيدا انه سيفقد الخصوصية للمجلس الاعلى وذوبانه في حزب الدعوة .. هذه المواقف تثبت للمراقب ان الشاب يتمتع بمناورة سياسية اكثر من الشيوخ المخضرمين بالاعيب السياسة ..
اما الشاب الثالث وهو السيد جعفر الصدري .. فهو يحاول اثبات وجوده وجدارته من خلال لقاءه اليوم بكل من الدكتور علاوي والاستاذ نوري المالكي .. للترويج لنفسه لمنصب رئيس الوزراء المقبل .. وبرايي المتواضع .. انه لايمتلك الخبرة والممارسة لادارة دولة مشاكلها عديدة و معقدة كحكومة عراقية وفي الظروف الحالية بالذات .. انا شاهدت له لقاء على فضائية السومرية ..وطروحاته واراءه اعجبتني .. ولكنها غير كافية لاشغال هذا المنصب الخطير .. و اظن انه سيصبح العوبة بيد الكبار في كتلة دولة القانون ..
اعود واكرر .. اننا يجب ان نتجاوز ازمة الثقة بين اطياف الشعب العراقي .. فمن الملاحظ الاصرار من البعض على ان يكون رئيس وزراء العراق شيعي ..هذا الاصرار لن يؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي كما نتمنى ونحلم ..او كما يطالب المجتمع الدولي .. اليوم يحتل العراق مركز مهم في الاهتمام الدولي .. واكبر دليل على ذلك اصدار مجلس الامن الدولي بيان يشيد بالانتخابات العراقية ويقرأه الامين العام للامم المتحدة بنفسه وكانت تجلس الى جواره السيدة كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية بشحمها ولحمها ..وهذه رسالة واضحة من الامم المتحدة للساسة العراقيين ان العراق لازال تحت الفصل السابع فافهموها جيدا ..
اخي القاريء هل تعتقد ان سياسينا الاشاوس يتناسون اطماعهم الشخصية واحلامهم بكرسي رئاسة الوزراء ؟؟ ويتفقون على واحد من بينهم .. ويخلصون هذا الشعب المسكين من وجع الراس .. لو يحتاجون رسالة اخرى ؟؟؟ من الامم المتحدة ؟؟
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شبان السياسة
على عجيل منهل ( 2010 / 4 / 2 - 06:23 )
اخى الاخ نورى ان مقاعد المجلس ومقاعد الصدر فى البرلمان الفادم 70 عضوا وليس كما ذكرت 40 للصدر و70 للمؤتمر الوطنى. تحليل المقال جيد الى حد بعيد وصحيح .والبلد يحتاج الى قيادات جديدة تتعلم امور الساسة وادارة البلد. بعد ان قام النظام السابق بتصفية الكوادر والقيادات الفاعلة. تحياتى لك واحترامى


2 - شبان السياسة
على عجيل منهل ( 2010 / 4 / 2 - 06:23 )
اخى الاخ نورى ان مقاعد المجلس ومقاعد الصدر فى البرلمان الفادم 70 عضوا وليس كما ذكرت 40 للصدر و70 للمؤتمر الوطنى. تحليل المقال جيد الى حد بعيد وصحيح .والبلد يحتاج الى قيادات جديدة تتعلم امور الساسة وادارة البلد. بعد ان قام النظام السابق بتصفية الكوادر والقيادات الفاعلة. تحياتى لك واحترامى


3 - توضيح
نوري المياحي ( 2010 / 4 / 2 - 08:12 )
الاخ علي ارجو الرجوع الى نص المقال اعلاه تجد انني اشرت ان ماتبقى من العدد 70 للائتلاف والمقصود هنا 30 مقعد حصة المحلس الاعلى والفضيلةوالاصلاح (اراهيم الجعفري وبقية الؤتلفين
ولهذا انتقلت بيضة القبان من التحالف الكردستاني الى الصدريين
وشكري وتقديري لتعليقكم


4 - شبان السياسة
على عجيل منهل ( 2010 / 4 / 2 - 09:47 )
الاخ نورى اعتذر منكم لم انتبه لكلمة ماتبفى من ال 70 مقعدا الى المجلس الاعلى . المقال مهما ولكن الخوف ان يكون الامر على الطريقة اللبنانية التوارث العائلى للحكم والاسماء التى ذكرتها يمارسون السياسة بشكل جيد وهادىء تحياتى لكم

اخر الافلام

.. لحظة انتشال امرأة أوكرانية على قيد الحياة من تحت أنقاض مستشف


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم -ذهاب المرأة المتزوجة ل




.. رئيس الوزراء: سنعمل على تعزيز دور الشباب والمرأة في كافة الم


.. لبنان.. دراسة لمؤسسة سمير قصير تؤكد تعرض 37% من الصحفيات للت




.. حراك مدني في المغرب لتحقيق المساواة في الأجور بين النساء وال