الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرح اضطراري مع ضيف ثقيل الظل

ناديه كاظم شبيل

2010 / 4 / 2
الادب والفن



كان صوت الموسيقى المنبعث من الحمام يبدو صاخبا نوعا ما ، هرعت مسرعة ادق باب الحمام راجية ولدي ان يخفض الصوت قليلا ، ولكن ضاعت الطرقات المتكرره وصوتي المتوسل ادراج الرياح ، نظرا لاتحاد صوت الماء الصادر من الدش مع صوت الموسيقى الصاخبه . ولكن فجأة رأيت مقبض باب غرفة نوم ولدي يستدير بعد محاولات متكررة وفاشله ، قلت مخاطبة ولدي : ظننتك في الحمام وها انت في ....ولكن قبل ان اتم الجمله ، فتحت الباب تماما واطل علي ضيف ولدي الثقيل الظل . اجفلت ولذت بالجدار ابتغي منه الحمايه ، نظر الي بعينين مستعطفتين ، هرعت الى باب الشقه ، ادرت مقبض الباب على عجل محاولة الفرار بطريقة بدت لي صبيانية تماما ، ولكن صوت اقدام هابطة عى السلالم اعادتني الى الداخل مرة اخرى ورأيتني امامه وجها لوجه ثانية ، كانت نظراته حزينة جدا عرفت من ولدي انه فقد عائلته منذ اللحظة الاولى التي رأت فيها عينه النور ، نظرت اليه بجفاء يشوبه الذعر ، لذت بالجدار ثم دلفت مسرعة الى المطبخ ، تحولت نظرت الحزن في عينيه الى مرح وقرأت طيف ابتسامة على فمه الواسع ، تبعني بخفه ، قفزت الى الكنبه الوثيرة في ركن المطبخ . تبعني وقفز بتحدي امامي فاتحا لي ذراعيه .
فتحت الشباك وقلت مهدده سارميك من الشباك ولتتلقف الصحافة السويديه الخبر على صفحاتها الاولى وبالخط العريض (سيدة مجنونة تقتل ضيفها المسكين ) ، لم يأخذ كلامي مأخذ الجد ، هرعت الى غرفة نومي ، صفقت الباب خلفي بشده ، ارتميت على سريري ، لاهثة مذعورة ولكن ماهي لا ثوان معدودات الا ويفتح الباب بعد محاولات فاشله ايضا ، سحبت الغطاء احتمي به ، ولكنه سحبه بشدة اثارت غضبي ، صرخت فيه بشده : اخرخ من غرفتي ايها للعين . ولكنه كان فرحا جدا لاثارة غضبي ،هرعت الى البالكون ، اغلقت الباب ووقفت خلفه اراقب بحذر ذلك الضيف الفضولي ، اخذ يراقبني من خلف الباب الزجاجي مستعطفا ان اعود الى الداخل ، كنت اضغط الباب الى الامام بكل ثقلي لمنعه من فتحها للوصول الي ، ولكن العواصف الثلجيه والبرد القارس في البالكون جعلاني اتراجع عن قراري وافتح الباب بحذر شديد ، دلفت الى الصاله ثانية ، شعر بالانتصار لعودتي و تهللت اساريره ، قلت له بصوت صارم :اسمع جيدا ، لا تقترب مني والا ... استجاب لي وابتعد عني قليلا ، انحنى على الارض متشاغلا بتحسس ارجل المائده الصغيرة باسنانه ، صرخت به : اترك الاثاث بسلام ، لاتعبث به ، نظر الي بعينين يكسوهما الحزن ، شعرت برثاء تجاهه ، ولكن الامر خارجا عن ارادتي ، فانا لا احتمله على الاطلاق ،يبدوانه قرأ نظرتي تلك ، اقترب مني جذلا ، لمت نفسي على رقة مشاعري ، هرعت الى المطبخ ، تبعني مسرعا ، ركضت الى غرفة نومي ، تبعني فرحا ، يالهي اين المفر ، صرخت بصوت عال ، محمد انقذني ياولدي من هذا الشيطان ، ولكن استنجادي ذهب ادراج الرياح ، واستمر الركض في دورة رتيبة من المطبخ الى الاستقبال الى غرفة نومي ، وبدات الهث وضيفي كذلك ، وفجأة اطل علي ولدي الحبيب غارقا بالضحك ، قلت صائحة بسرور : يافرج الله القريب ، استلقى ولدي على الاريكة من شدة الضحك وسحبني لاجلس بجانبه ، قال لي ملاطفا : على مهلك ياامي مع ( الشيطان وكان هذا هو اسم كلبه المدلل ) جلست بجانب ولدي منهارة متعبه ، ولكن يالهي ماذا يحصل ، لقد قفز الشيطان واستلقى في احضاني ، سرت في جسدي موجة من القشعريره ، تحملته على مضض وقلت في سري : يالهي مالهذا الكائن المقيت يفرض نفسه علي ليفوز بحبي .
قال لي ولدي موضحا ، لو كنت هادئة منذ البداية ولم تعيريه اهتماما لم يكن سيلاحقك على الاطلاق ،ولكنه عندما شاهد فرارك المتواصل منه خيل اليه انك تلعبين معهتلك اللعبة التي يعشقها كل الصغار .
ماان جلست بجانب ولدي على الاريكة حتى قفز( الشيطان ) وجلس في احضاني كطفل مدلل ، سرت موجة من القشعريرة في جسدي ، تحسست اثر عظة كلب في طفولتي لا تزال اثارها باقيةعلى ساقي الايمن ، ولكنني حاولت جاهدة ان اتناسى الماضي وافتح صفحة جديدة مع ( الشيطان ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل