الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المرأة العراقية في الانتخابات البرلمانية

ستار عباس

2010 / 4 / 2
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


لقد شهد العراق اكبر تظاهرة ديمقراطية في تاريخه المعاصر منذ نشا الدولة العراقية والى حد ألان في السابع من آذار 2010 بعد أن زحفت الملاين من العراقيين والعراقيات ومن مختلف المذاهب والديانات والأعراق في بغداد والمحافظات إلى صناديق الاقتراع للاختيار مرشحيهم وسط أجواء مليئة بالحرية والشفافية وكانت ابرز الإحداث التي سجلتها تلك الانتخابات هو التواجد الكبير لمرآة العراقية في الانتخاب والترشيح فقد رشحت أكثر من ألفين 2000 امرأة من مجموع 6000 ستة الألف مرشح وهذه عملية غير مسبوقة وعلامة مضيئة في تاريخها وانجاز يضاف إلى مجموعة الانجازات التي قطعتها في المجالات الأخرى مثل التعليم والطب والعلوم الأخرى ودخول الوظائف على مختلف أنواعها ووقوفها مع الرجل مسافة متساوية في انجاز الأعمال,أن المشاركة الواسعة في الانتخابات لم تأتي من فراغ فكانت نتاج التضحيات والإعمال التي قدمتها المرأة عبر المراحل التاريخية التي عاشتها في ظل ثقافة العيب والحرام والعادات والتقاليد التي حرمتها من ممارسة ابسط حقوقها وهمشتها وحجمت دورها وغيبتها على مدى طويل من العقود, فكانت البداية الصعبة في دخول مجتمع تسوده الأعراف والتقاليد التي تعتبر المرأة عورة و جزء مكمل للأدوات المنزل ومتعة يستخدمها الرجل لتفريغ شهواته متى يشاء ومكانها المنزل وعملها الخدمة والإنجاب وتمنح كأي تعويض في حل النزاعات فتعطى(فصلية),و وصل الأمر( في احد القرى الواقعة ضمن المحافظات الجنوبية أن اقترح احد الشيوخ إلغاء مراسيم العزاء الخاصة بالنساء الاان القدر خدم النساء في تلك الفترة فكانت أول النساء التي توفيت والدة الشيخ واجبر على إلغاء المقترح وأقام العزاء) من رحم هذا المجتمع القاسي ولدت وترعرعت بعض النساء العراقيات فنظر كيف كانت حجم المعانات والتضحيات وكيف استطاعة هضمها والتعاطي معها فكانت تحبوا خلف حريتها وحاكت من خيوط الشمس حبال وتعلقت بها وسارت خلف سراب الحرية إلى أن مسكتها, فدخلت المدارس في المدينة ثم توسعت شيئا فشيئا إلى أن وصلت المناطق الريفية فبرعت في تقديم الرائدات في جميع المجالات حتى وصل الأمر في التقدم على الرجال في بعض المجالات خصوصا في تقديم الخدمات الصحية وجاهدت في الشروع لبناء منظمات تدافع عن المرأة وتهتم بالأمومة والطفولة وكانت السباقة على مستوى الدول العربية في دخول السياسة والإجادة بها,وعلى الرغم من النتائج المتواضعة التي حصلت عليها في الانتخابات النيابية والتي لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تلبي طموح المرأة الاانها استطاعة أن ترسل رسائل اطمئنان إلى المجتمع بأنها قادرة على الدخول في المعترك السياسي وتبوء المراكز القيادية في الدولة وان هذه هي البداية وان لم تكن موفقة في الحصول على المقاعد في هذه الانتخابات والإيمان بأدوات العملية الديمقراطية والاستفادة من دروس المرحلة ورفض حالة الانضواء الحزبي والكتلوي خلف الرجل وعدم الاعتماد كليا على نظام الكوتا الذي يجعلها جزء مؤطر من الإفرازات السياسية و الانتخابية وتكملة الأعداد في البرلمان بنسبة 25%100 من عدد المقاعد البرلمانية, على الرغم من انه استحقاق دستوري,وليس للأحد فضل فيه فجاء استجابة لضرورة كانت مغيبة نتيجة الظلم والحيف والتهميش والإقصاء الذي مورس ضد المرأة العراقية ولايمكن أن يكتب النجاح لعملية الديمقراطية بدون مشاركة المرأة, تداعيات هذا الترشح بينت أن المرأة استطاعة أن تستوعب وتوشر على مكامن الأخطاء التي رافقه العملية الديمقراطية منذ الانتخابات البرلمانية في عام 2005 والى حد الشروع في دخول الانتخابات في عام 2010 وسبب الإخفاق الذي تعرضت آلية في الانتخابات السابقة والحالية, بعض الأنظمة السياسية التي تنتهج الأيدلوجيات المتشددة والمتطرفة والفجوة الكبيرة واختلاف الروئ بين عضوات البرلمان والعاملات في منظمات المجتمع المدني بسبب عدم الكفاءة وقلة الخبرة وعدم النضوج السياسي والاختيار على أساس درجة القرابة أو الانتماء الحزبي لعضوات البرلمان كما أن عدم محاولة الرائدات في المجتمع المدني من احتواء هذه المشكلة والانفتاح علي أعضاء البرلمان وإيصال صوت المرأة والمطالبة بحقوقها وتفعيل دور لجنة المرأة في البرلمان أسباب يتحملها الطرفان,من جانب أخر استطاعة أن تشخص غياب ثقافة المرأة الناخبة وعدم ثقتها بالمرشحات وإعطاء صوتها إلى الرجل نتيجة الإرث الكبير التي توارثته عبر السنين بان المرأة كائن ضعيف وخلقت إلى أدارة المنزل وتربيت الأطفال والاهتمام بزوجها وعدم الخروج عن الأعراف والتقاليد,وشخصت أيضا بان بعض الرجال لازالوا لايؤمنون بمشاركة المرأة وعدم أمكانية أدارة المراكز القيادية,فمادام المرأة تفكر في حل تلك الشفرات المعقدة وتستطيع وضع البدائل لها فسوف تكون وجود قوي ومؤثر في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من لاجئات إلى نازحات في الشوارع النساء السوريات تحت وطأة


.. أمل حبيب توثق يوميات الإبادة عبر مقاطع مرئية




.. ناشطة مغربية هناك أصوات لا تؤيد تغيير القوانين


.. ذكرى المؤامرة الدولية... المطالبات بالإفراج عن القائد أوجلان




.. -القائد أوجلان يُعتبر رمزاً للحرية والمقاومة-