الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفاق في السياسة امر لابد منه

فاطمة عطا العبودي

2010 / 4 / 2
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


إن العنوان إنما يدل على عدة معاني ومضامين ,النفاق اولاً كما بينه القرآن الكريم و يعلمه الجميع إظهار خلاف ما نبطن إما السياسة ثانياً فلم نقصد بها هنا فقط تلك التي تمارس في إطار مؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) بل ايضاً تلك المتأتية من المسايسة للأمور في جميع نواحي الحياة العامة ( الاسرة , المدرسة , الوظيفة ....الخ ) باعتبار ان الإنسان اجتماعي بالطبع واستحالة عيشه بمفرده . والأمر ثالثاً هو ليس توجيه الأمر من قبل الأخر للفرد وإنما ذلك الأمر ايضاً الواقع من ذات الفرد لنفسه حسب ما تقتضيه المواقف والظروف والمصلحة .
يتبادر لنا سؤال ما الشيء الذي يأمر الفرد لجعل النفاق إحدى سلوكياته اليومية او مظهراً من مظاهر سلوكه الخفي ؟ ان الشيء الذي يتحكم بسلوك الإفراد نابع من الحاجة والمواقف والمصلحة بالدرجة الأساس فحياة الشخص في المجتمع وعلاقاته بمن حوله نابعة من مصلحته التي تحتم عليه التعامل والتعايش معهم لغرض تحقيق الهدف المتوخى لها وإذا ماكان النفاق يؤدي إليها فكان به , في الأسرة والمنزل نسلك في كثير من الأحيان ذلك الشيء السلبي وفي إطار الوظيفة ايضاَ نجدها ممارسة أوسع نطاقاً لان العلاقة قائمة على أساس المصلحة بالدرجة الأولى ومن ثم تتحكم المواقف والحاجات تباعاً , نجد انه كلما اتسعت العلاقات الاجتماعية وأصبحت أوسع نطاقاً نرى ان عامل النفاق يتزايد ويتحكم في سلوكياتنا اليومية المعتادة ذلك نابع من اجل التوفيق بين الحاجة والمصلحة فيظهر التملق والتزلف ويستشري بها والكذب يصاحبه في كثير من الاحيان ليمده بالقوة ليكون قريباً من الحقيقة ويكون قابل للتصديق. ياترى لماذا تكون سلوكياتنا سائرة بهذا الطريق بعيداً عن الوضوح والصراحة وقريبة من المجاملات التي تؤطر بإطار ذلك النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يعد شكل من أشكاله الأخرى ؟ إن الجواب على ذلك يكون نابع من التنشئة الاجتماعية والسياسية في البلد المعني بدراسة هذه الحالة فيه وتكون الأخيرة أكثر تأثيراً من الأولى عليها لأنها عملية دينامية ماسكة بزمام الأمور في المجتمع بأكمله وفي كافة المستويات فالنظام السياسي هو الذي يغذي المجتمع بالفكرة التي يريد ان يجعلها مقبولة لدى الناس لحصول الدعم والتأيد منهم وذلك لغرض كسب الشرعية في البقاء والوجود , فبعد سقوط النظام السابق الذي غذى الشعب بكل مفردات النفاق وسلوكياته والتي ماتزال أثاره واضحة الى الان وباتت متشظية بعد ان كانت مزدوجة ,على الرغم من الادعاءات الكثيرة التي بينت نبذها لثقافته وممارساته نجد ان مدعيها يمارسون ما ينبذون فما الذي يمكن ان نطلق على هذه الممارسات غير تسمية النفاق لانها لاتحتمل غير ذلك , وما يجرى الان على الساحة السياسية في العراق خير دليل على ما نقول فالمصالحة الوطنية التي دعت إليها الكتل السياسية طريقاً لنبذ الخلافات والتناقضات لتشكيل حكومة شراكة وطنية كانت مجرد كلمات تدحرجت من تلك الأفواه بشكل فقاعات هوائية رقيقة ما لبثت قبل إن تلتقي لتفقع وكانت من ضروب لعب الأطفال , إذ لعبت هنا المصلحة دوراً كبيراً في ذلك لتلك الأدوار لذوي المراكز السياسية وفرضت الحاجة ذلك النوع من التواجد على ارض الواقع والباقي متروك لفهم القاريء والمتلقي على صعيد الساحة السياسية فالدائرة التي تمسك من إحدى طرفيها المتدلي لابد وان تخنق ما بداخلها ليعاد تشكيلها من جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي